نضال الواهمين..

بقلم/ خالد مريود

الوهم والتوهم حالة مرضية ذائعة الصيت عند أهل الطب والعلم مفادها الإحساس الدائم والشعور بالمرض والتوهم من الأمراض التي عرفها الناس منذ العصور الإغريقية واشتهر بأنه الإعياء الذي لا يعرف له سبب والإحساس بوجود مرض دون الإحساس به يشير إلى علة في القوى الإدراكية، العالم (انجلش) أشار في بحوثه ودراساته إلى أن الطبيعة المرضية لهذا الاهتمام المصحوب بمبالغة المريض بكل عرض يعتريه مهما كان بسيطاً .. أيضاً عرف أطباء علم النفس التوهم بأنه اضطراب نفسي المنشأ عبارة عن اعتقاد راسخ بوجود مرض رغم عدم وجود ليل طبي علي ذلك، وهو تركيز الفرد على أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي الأمر الذي يؤدي إلى حصر تفكير الفرد في نفسه واهتمامه الدائم بصحته وجسمه بحيث يطغي علي كل الاهتمامات الأخرى ويعوق اتصاله السوى بالآخرين ويشعر بالنقص والشط في نفسه كما يعوق أتصالح أيضاً بالبيئة به ويطلق عليه أحياناً رد فعل توهم المرض، هذه المقدمة الطويلة القصد منها معرفة "التوهم" كحالة مرضية تقودنا مباشرة إلى (نضال الواهمون) الذين أوهموا أنفسهم طويلاً وأغرقوها في براثن وهم النضال (الإسفيرى) محاولين إقناع ذواتهم دون جدوى أنهم مناضلون بحق وحقيقة وأنهم عرضة للإعتقال من قبل أجهزة الدولة طالما كتب الواحد منهم كلمة أو كلمتين في الفيس أو الواتس ودبجها بعبارات عنصرية أو جهوية بغيضة ومن دواعي السرور والقبطة أن العهد الجديد للتكنولوجيا فتح الباب على مصراعيه لواهمو ومتوهمو النضال فالنضال في معناه قيمة انسانية كبيرة حين يتجرد الفرد من أطماع النفس ويسمو بها نحو أهداف وغايات المجتمع العليا وما يعتريه من ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية والنضال السياسي ضد الحكومات والأنظمة نضال قديم ومتجذر لكنه في ذات متجدد بتجدد الأزمان ومتى ما كانت الحوجة اليها ضرورة وهناك شعوب كثيرة وبالطبع شعب السودان منها قادت نضال طويل ومستميت حتى تكون شعوباً حرة ما قادتي للحديث حول هذا الموضوع هو حالة الوهم الكبيرة التي عاشها ويعيشها بعض الشباب اليوم حين يجلس الواحد منهم خلف شاشة هاتفه أو كيبورت الحاسوب ويطلق الشائعات ويتوهم انه صانع الحدث وانه مناضل كبير ويعيش على ذلك دون إدراك الحالة تلك والتي لربما تقوده في نهاية المطاف إلى درك التوهم ويصبح (موهوماً كبيراً) وما أكثر المواهيم في بلادنا هذه الأيام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة