المهدي في أحد تعاساته السياسية!
على كثرة الأحداث التي يمكن استشفاف سوء طالع السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي من خلالها، إلا أن التطورات الأخيرة التي شهدها السودان في العام الماضي 2014 ومطلع العام الحالي والاستحقاق الانتخابي الذي جرى قبل أيام يمكن اعتبارها بمثابة قاصمة الظهر السياسي للسوداني الأكثر فشلاً في اتخاذ المواقف السياسية الصحيحة في التوقيت الصحيح. وعلى الرغم من أن المهدي كشف مؤخراً في أحد مقالاته الصحفية من منفاه الاختياري بالعاصمة المصرية القاهرة -في اعتراف تاريخي نادر- أن واحدة من أكبر كبواته السياسية أنه ولج معترك الحياة السياسية من بوابة رئيس وزراء وهو في سن الثلاثين عاماً! وربما بدا صعباً على الرجل الإشارة إلى الملابسات (غير الديمقراطية) التي ولج بها إلى رئاسة الحكومة في ستينات القرن الماضي وهو بلا خبرة ولا تجربة ولا حنكة إلا من كونه من آل بيت المهدي! على الرغم من ذلك إلا أن كبوته الأخيرة التي جعلته يخرج من مضمار التطورات السياسية السودانية المتمثلة في الحوار الوطني والاستحقاق الانتخابي هي دون شك الأسوأ في تاريخ الرجل، وبإمكاننا الآن أن نتمعن في الخسائر التي جلبها لنفسه دون أن يكبد خصومه أي...