المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2013

نتيجة استفتاء «دينق ألور» تزييف لإرادة دينكا نوك

برزت قضية أبيي إلى سطح النزاع بعد أن نفذ دينكا نوك استفتاءً أحادياً اعتبرته كل الأطراف غير قانوني بما فيها المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي وقيادات من دينكا نوك أنفسهم، ولمعرفة موقف قيادات دينكا نوك من الاستفتاء الأحادي أجرت «الإنتباهة» حواراً مع أمين أمانة الشباب دائرة أبيي جيقور ضوء البيت الذي أكد أن دينق ألور وقع في خطأ كبير وخالف القرار 397 الصادر عن مجلس الأمن، وقال إن نتيجة الاستفتاء الأحادي سوف تبقى يتيمة مؤكداً أنها تزييف لإرادة دينكا نوك، مبيناً أن تنصل اللجنة الإشرافية بدولة الجنوب من التوقيع على اتفاق تكوين المؤسسات المدنية دليل على الضبابية السياسية لقيادات دينكا نوك بالحركة الشعبية، وأكد جيفور أنهم كقيادات لدينكا نوك يسعون ليكون التعايش السلمي في المنطقة إستراتيجيًا، هذا وغيره من المحاور التي وضعتها «الإنتباهة» أمامه فأجاب عنها بكل شفافية فإلى التفاصيل: > ما هو موقفكم كأبناء دينكا نوك من الاستفتاء الأحادي الذي أجراه قيادات الحركة الشعبية بزعامة دينق ألور؟ < مهما كانت النتيجة سوف تبقى الصورة قاتمة، وهي مرفوضة، وإن هذا الاستفتاء الذي صودرت فيه إرادة أهل ...

الأمة والشعبي .. صراع ( توم ) و ( جيري )

مابين حزبي الأمة بقيادة الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي ، معركة قديمة ومكتومة ، يتم ترحيلها من فترة إلي أخري ، ومن عهد إلي عهد ، تقوي هذه المعركة وتشتد ثم يصيبها الوهن أحيانا ، ولكنها علي أي حال لا تموت ، إذ بدأت أمس الأول تتكشف للعلن مرة أخري ، حينها اتهم حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي ، الدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي باجتياح الصراع في دارفور ، واعتبره مهندساً للحرب في الإقليم ، حيث كشف الحزب عن وقوع 600 قتيل ، وأربعة ملايين نازح منذ اندلاع الحرب في الإقليم العام 2003 ، كما كشف عن استنزاف الحرب لأكثر من 17 مليار دولار ، في الفترة من 2004 – 2009 ، في الوقت الذي وجهت فيه رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة القومي ، سارة نقد الله – من خلال مؤتمر صحفي – اتهاماً مباشراً للترابي باجتياح الصراع في دارفور ، والترابي هو المهندس الأساسي لكل ما جري في الإقليم . هذه ليست المرة الأولي التي يصوب فيها الأمة اتهاماً نحو الترابي ، إذ كشف رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي – في وقت سابق من العام الماضي – عن رفضه طلباً للترابي يدعوه إلي المشاركة ف...

"أفورقي" براً و "سلفا" نهراً"!!

ليس غريباً ولا مدهشاً قدوم الرئيس الإريتري أسياس أفورقي عبر البر ممتطياً ظهر سيارات اللاندكروزر قاهرة الرمال وصاعدة الجبال وحاصدة الأرواح في ساحات الوغي والقتال، وأفورقي رئيس ثوري لم تبدله السلطة وبهرجها .. يحكم دولته بطريقة جعلته أقرب لقلوب شعبه من غيره .. ثورياً على منهج تشي جيفارا، متقشفاً في مظهره، بسيطاً في مسنكنه مثل أحمد سيكتوري .. اشتراكياً على منهج باتريس لومبا، وواقعياً في تعاطيه مع قضايا بلاده، مما جعله يقع تحت طائلة رؤساء مغضوب عليهم عالمياً.. ولـ(أفورقي موضع في قلوب السودانيين، ولإريتريا امتدادات ثقافية وإثنية واجتماعية في الشرق .. وللسودان امتدادات في قلب إريتريا وحتي أطرافها. * أن تصبح أطراف السودان مشدودة للجيران، وتتماهي الثقافات، وتتلاقح المصالح، وتتشابك المشروعات لهي خصائص ينبغي التعاطي معها بواقعية ورشد، دون المساس بالسيادة والخصوصية، ورئيس دولة جارة من الغرب مثل تشاد يتصاهر مع أكبر الأسر السودانية، ويعقد مؤتمراً لزعماء قبيلته من السودانيين، ليتحدث اليهم عن مصالحهم التي ينبغي أن ترعي وتطلعاتهم كقبيلة في السلام والرفاهية، ودودره هو كقائد سياسي في ...

((استهدوا بالله)) .. وجربوا الانتخابات..

بقلم/ جمال علي حسن إسقاط النظام هو خيار كل أطياف المعارضة.. ولاختلاف الظاهر أن بعضهم يريد أن يسقطه بالبندقية والآخر تفاءل بتداعيات الأزمة الاقتصادية وراهن على الشارع .. وخيار الرهان على الشارع ليس جديداً بل ظلت بعض القوى المعارضة تنتظره 24 عاماً .. مع تأكيدي على مفردة (تنتظره) وليست أي مفردة أخرى بديلة تفيد أي معني من معاني الغائب تماماً .. فالفعل يبدأ بتقديم أطروحات مقنعة وينتهي بتنفيذ برنامج ومشروع ثوري جماهيري منظم فلا هذي ولا تلك لم تحدث.. (كل الموضوع) أن يسمع فلان أنو علان أخبره بأن هناك (كركبة) في السوق العربي لينمو الخبر ويترعرع حتى يبلغ الحلم الخيالي في صيغة (خلاص ولعت)..!! نضال المعارضة في السودان يعتمد اعتماداً كاملاً على فشل الحكومة أو أخطائها أو ينتظر مواسم الفلس وأي موجة ضغوط تمر بها الحكومة وتسمي تلك الظروف أو الضغوط نضالاً سياسياً ضد الحكومة..!! هذا النضال .. نضال المعارضة جماهيره ليست هي تلك التي تحاول الخروج للشارع في كل مرة بل ليس بينهم وبين قيادات المعارضة حتى الحد الأدنى من التعارف الذي يجمع بين الناس.. لماذا لا تعيد قوى المعارضة التفكير جدياً ف...

ألعاب التسلية علي طريقة الحزب الشيوعي السوداني!!

أقر السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، محمد مختار  الخطيب بأن تحالف قوي الإجماع الوطني لا يمثل الشعب السوداني ولابد من ضم من أسماهم بقوي جديدة تود الانضمام لابد من استيعابهم!!. وبالطبع ليس الجديد هنا في (اعتراف) سكرتير الحزب الشيوعي وأحد أبرز  قيادات قوي الإجماع بعدم تمثيلهم للشعب السوداني، فالرجل لم يزد عن أن أورد الحقيقة المعروفة علي لسانه، ربما لأول مرة، كما ليس الجديد هنا أن الحزب الشيوعي السوداني – رغم عمره المديد في الساحة السياسية السودانية – لم يكتشف (إلا ضحي اليوم) أنه وعشرات الأحزاب  المنضوية تحت لواء التحالف لا يمثلون شعب السودان، فهذه كلها يمكن قراءاتها ضمن أزمة الأحزاب السياسية السودانية وأمراضها المزمنة التي لا شفاء منها. ولكن الجديد أن سكرتير عام الحزب الشيوعي دعا في ذات حديثه الي ضرورة استيعاب من أسماها بالقوي الجديدة الراغبة للانضمام إلي التحالف!!. الأمر هنا غريب للغاية، لأن تحالف المعارضة قضي سنوات وهو ينزف ويخرج منه من يخرج ولكنه – طوال سنواته هذه – لم يحدث  قط أن استقبل منضماً جديداً إليه إذ أنه ومع كثرة الأحزاب السياسية السو...

لماذا فعل جبريل ذلك؟

لعل الهدف البعيد والمستتر لهجوم حركة العدل والمساواة التي يقودها جبريل إبراهيم علي مدينة أبو زبد بولاية شمال كردفان مؤخراً هو حُفقها  المعلن علي انسلاخ مجموعة معتبرة منها مجموعة بخيت دبجو والتحاقها بالعملية السلمية إذ ليس سراً في هذا الصدد ان الحركة وعلي كثرة حالات الانسلاخ والانشقاق التي شهدتها طوال تاريخها لم تتألم وتقاسي بشدة من انشقاق كما تقاسي وتتألم من انشقاق مجموعة بخيت دبجو، والسبب في ذلك كما هو معروف ان المجموعة المنسلخة تضم خيرة قادة الميدان ذوي الاعتبار الحقيقي في الحركة فلربما كانت هذه هي المرة الأولي التي تلفظ فيها الحركة كل هذا الكم الهائل من القادة الميدانيين بما يعني أنها في الواقع فقدت الرأس ولم يعد لديها سوي بقية من جسم وذي قصير!! غير ان أكثر ما دفع الحركة للهجوم رغم كل هذا الكم الهائل من المبررات هو ان الحركة تخشي علي نفسها! وحين نقول تخشي علي نفسها وبقاءها فنحن نعني ذلك تماماً، ولكي نشرح الأمر نصيغه في عدة نقاط مهمة. النقطة الأولي، ان المجموعة المنسلخة كما أسلفنا هي أفضل ما لدي الحركة من قادة الميدان وهذا معناه ان الحركة الأم علي موعد لن يطول ك...

حين يخاف التحالف!!

ربما ساور قوى تحالف المعارضة شعوراً مخيفاً إزاء مستقبله الذي يتوزع ما بين الخرطوم العصية على السقوط كتفاحة نيوتن في عب التحالف المتعطش للسلطة، وما بين كمبالا التي استعصي على التحالف سبر غورها وما إذا كان بإمكان الثورية أن تفي بوعدها وتدخل الخرطوم فاتحة. شعور قوى التحالف بتباعد المسافات ما بين هذين الخطين هو الذي يجعلها تضج هذه الأيام بالصياح تارة، وإطلاق (الألعاب النارية) تارة أخرى!! ففي الخرطوم مرت أزمات وأزمات وقوى التحالف (غائبة) لم تجد شارعاً تمشي فيه مطالبة بإسقاط النظام. لم يخرج أحد تلبية لأشواقها، لم تزداد الحكومة إلا قوة وأما في كمبالا فإن الثورية تبدو بائسة من أمكانية عمل مسلح جدي قادر على هز مقعد السلطة ولو لثوان قلائل ولعل هذا هو السبب الذي دفع عقار والحلو وعرمان وقد ارتدوا معاطف الشتاء السميكة وذهبوا يستكشفون الطرق في شتاء أوروبا القارس! وهم هناك أرسلوا لجبريل إبراهيم لكي (يسخن الأجواء) في أنحاء متفرقة من كردفان فقد وهمهم تصريح وزير الدفاع السوداني الذي توعدهم بصيف لاهب في رسالة مكشوفة من المؤكد أنها محسوبة بعناية فائقة بدليل أن جبريل إبراهيم وطالما بدأ في (ج...

الأمة القومي في لعبته المفضلة!!

الطريقة الأشهر لدي حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي هي إلقاء الحجر بيد وإلقاء حجر مضاد باليد الأخرى ليعتلج الحجران في فضاء واسع الي ما لانهاية ، ولدينا عشرات النماذج ونسوق هنا مثلاً قريباً ففي الأسبوع لما في دعا نائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق إسماعيل الي تشكيل حكومة بمشاركة شاملة مشيراً الي وجود ما وصفها بتفاهمات مشتركة مع الوطني تم الاتفاق حولها وتم رفعها للقيادات العليا للجانبين. في الوقت نفسه كان بيان صادر عن حزب الأمة القومي تم توزيعه علي نطاق واسع يحذر فيه الحزب بعبارات حادة من مجاعة وأطنب في الحديث عن أن قرارات رفع الدعم (قضت علي ما تبقي من أمل)!! وبالطبع كانت المفارقة واضحة هنا ولا يمكن تفسيرها أو محاولة تأويلها فالحزب الذي يدعو الي تشكيل وزاري شامل أي حكومة عريضة ربما تشمله هو نفسه لان ذلك مؤدي ما قاله نائب رئيس الحزب صديق إسماعيل وهو قول (مفهوم ضمناً)بالضرورة هو ذاته الحزب الذي اصدر بياناً في ذات اليوم بأن لا أمل!! وبالطبع أيضاً لا مجال هنا لتفسير الأمر سوي إلقاء حجر في اتجاه وحجر في اتجاه آخر في الاتجاه المضاد حتى يرتبك الحجران وليس أن ترتبك الساحة وا...

إستفتاء أبيي الأحادي ورقة ضغط ضد من ولماذا؟

حتي الآن فإن أقصي ما أمكن لدينكا نوك تحقيقه من وراء عقدهم لاستفتاء أحادي في أكتوبر الماضي هو أنهم –فقط – أحصوا عددهم!!. ذلك أن الاتحاد الإفريقي لم يعترف بالاستفتاء. مجلس الأمن الدولي لم يعد حماساً وترحيباً به وبنتيجته!. دولة جنوب السودان قابلته بفتور واضح  رغم ما قد تختفي وراء العملية وحدها الأيام سوف تكشف عنه في حينه!. السودان من جانبه – بطبيعة الحال – لم يعترف به، بل أن قبائل المسيرية وبقية القبائل الأخرى في المنطقة أحجموا عن أجراء إستفتاء مضاد لتحاشي نشوب نزاع يجعل القضية برمتها ذات طابع دولي معقد. ومع أن دينكا نوك – وفي مظهر تظاهري – حاولوا عبره الاعتداء علي وفد الاتحاد الأفريقي الذي زار المنطقة مؤخراً، في موقف وجد استهجاناً إضافياً من كافة الأطراف الإقليمية والدولية، إلاّ أن الأمر لم يتجاوز رغم مرور أكثر من أسبوعين علي الاستفتاء مجرد نتيجة إحصائية، حصر دينكا نوك بموجبها عددهم وأصبح من المستحيل عليهم لاحقاً وحين أجراء الاستفتاء الحقيقي زيادة  العدد فقد أصبح الأمر مكشوفاً ولا مجال للمغالطة اللاحقة بشأنه. غير أن ذلك لا ينفي  من وجهة نظر سياسية أن تكون ...

لماذا أوروبا، وماذا بيد الأخيرة فعله للثورية؟

بدءاً فإن الوجه الآخر للتساؤل عما يمكن أن تقدمه الدول الأوربية التي تكبد وفد قيادات الثورية مشاق السفر إليها والتباحث معها حول مصير الثورية، هو التساؤل المقابل عن لماذا لم يسافر الوفد كالعادة الي واشنطن؟ ففي كل الأوقات الماضية كانت القبلة الوحيدة التي يولي قادة الثورية وجههم إليها هي واشنطن، فهي وحدها  القادرة علي تخفيف معاناتهم النفسية وتقليل حدة شعورهم بالضياع وفقدان القدرة علي الفعل. تري ما الذي استجد هذه المرة وجعل الوفد يولي وجهه شطر الاتحاد الأوروبي باحثاً عن سلوى أو دعم أو حتي مواساة سياسية تخفف وطأة الظروف  والمعطيات القاسية التي تعيشها الثورية؟ الواقع أن الظروف هذه المرة تبدو مختلفة، فالولايات المتحدة فيما يبدو تراقب عن كثب مؤشر العلاقات المضطردة بين جوبا والخرطوم، وما من شك أن واشنطن تدرك حساسية هذا الملف وإضراره المباشرة علي حليفتها جوبا إذ من المؤكد أن الخرطوم استطاعت أن تسيطر علي الجارة الوليدة بورقة اقتصادية باتت هي الأهم لدي جوبا ولا تريد جوبا – ولو للحظة – التفريط فيها للعودة مرة أخري الي (إغلاق الصنبور) ووقف الضخ والمسلسل الصعب المطول. واشنطن ...

حرق الممتلكات ليس احتجاجاً وإنما هو أمر آخر !!

حادثة جنائية مهما – بلغت بشاعتها وغرابتها – فهي دون شك لن تخرج عن نطاق الحوادث الاجتماعية التي تحدث بين حين وآخر في أي مجتمع من المجتمعات والسودان علي أية حال ليس استثناءً فيها ، قادت هذه الحادثة – التي لا نقلل منها ومن أبعادها – إلي مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة ومحتجين في مدينة أبو حمد شمالي السودان ، الأسبوع المنصرم . وأسفرت المواجهات عن إصابة شخصين ، من الطرفين ، شخص من المواطنين وآخر من قوات الشرطة . ومع ضاَلة هذا العدد من الضحايا بالنظر إلي طبيعة المواجهات والشحن الزائد في الغضب وشدة الاحتجاج ، فإن الأمر في جوهره بدا مستفرداً بعض الشيء ، إذا أن الحادثة لم تزد عن كونها قيام مخمور بتسوّر أسوار داخلية للطالبات وطعن طالبة بحديده حين فشل في الاعتداء عليها . وكان من الممكن – كأمر طبيعي – أن تتخذ الشرطة الإجراءات اللازمة في مثل هذه الأحوال وليلقي الجاني جزاؤه أمام المحكمة المختصة ، ولكن اندفاع المواطنين – رغم كل احترامنا وتقديرنا لمشاعرهم – أجّج الموقف وحوله إلي ( مسخ ) من الصعب تجاوزه إذا تناولنا الحادثة بالتحليل . فمن جهة أولي فان حق الاحتجاج والتظاهر بصفة عامه لا احد ...

الاتحادي الأصل وصخرة سيزيف السياسية

بعد ان ارتفعت أصوات بعض قادة الحزب الاتحادي الأصل بزعامة الميرغني مؤخراً طالبة فض شراكة الحزب مع الوطني ولخروج من الحكومة، عادت قيادات أخري ناطقة مباشرة باسم رئاسة الحزب لتنفي صدور قرار رسمي من الحزب بفض الشراكة وقد بدا واضحا ان هنالك تياراً داخل الحزب كبر أم صغر يجيد فن استخدام صوت الحزب ولسانه ويحقق به ما يصبو إليه وبالطبع لم تكن هذه هي المرة الأولي التي يقرر فيها حفنة من قادة الحزب وهم منفردين – فض الشراكة مع الوطني ويطلقون لسانهم في وسائل الإعلام ليصدقهم البعض ولا يصدقهم البعض الآخر وذلك الي حين صدور قرار عبر الناطق الرسمي باسم زعيم الحزب يلغي فيه القرار وينفيه ويؤكد علي عدم صحته. والأمر علي هذه الشاكلة للأسف الشديد افقد أو كاد ان يفقد الحزب الاتحادي بزعامة الميرغني وباعتباره حزباً وطنياً عريضاً مصداقيته السياسية علي نطاق السودان قاطبة. إذ ليس هناك حزب يقول بعض قادته شئ، ويقول البعض الآخر من ذات الحزب شيئاً أخراً مناقضاً تماماً! ومع إدراكنا العميق لطبيعة أزمة الحزب الا ان الذين ينطقون بلسانه في مصل هذه المواقف يسيئون الي أنفسهم  ويسيئون في ذات الوقت للحزب أدركوا ...

التمـــرد فـــي أب زبــــد... ورحـــيل ود دوقـــة

هاجمت فلول من متمردي الجبهة الثورية والحركات المسلحة بجنوب وغرب كردفان، صباح أمس مدينة أب زبد، في اعتداء آثم وجبان، قتلت فيه بدم بارد عددًا من المواطنين ونهبت ممتلكات وسرقت البنوك والمحلات التجارية وعربات المواطنين وروَّعت الآمنين من الأطفال والنساء والعجزة من المواطنين، واغتالت بانتقائية بعض القيادات في المدينة وخربت المنشآت العامة ومرافق الدولة التي تخدم المواطن، ونشرت الحرائق والدمار والدماء في كل مكان دنسته هذه الأقدام المعتدية المارقة .. طاف بي طيف من مدينة أبي زبد، أرجعني لسنوات.. فالمدينة تقع في ملتقى طرق يربط كل كردفان، ومحطة مهمة من محطات السكك الحديدية ومركز تجاري كبير، ضمت بين أحضانها قبائل الحمر والمسيرية والبديرية وبقية قبائل السودان المختلفة، ولها تأثير كبير في حركة التجارة والتواصل بين المجموعات السكانية وقطاعات الرعاة والمزارعين وبؤرة التقاء هجرات ودماء، اختلطت فوق كثبان الرمال وأرض السافنا التي ترنو بأحداقها نحو الجنوب والجنوب الغربي من كردفان حيث المراعي الخصيبة والمياه وأغاني المردوم تختلط جلبة الرعاة وصخب أبقارهم بأصوات النحاس والنقارة حتى تندغم...

مَــــنْ وراء أزمـــة الخـــــبز؟!

لا يوجد مبرر موضوعي لأزمة الخبز الحالية في ولاية الخرطوم بسبب تناقص حصص الدقيق لدى المخابز وانعدام الرغيف وظهور الصفوف أمام المخابز وحالة من الجزع أصابت المواطنين، سوى أن هناك صراعاً يدور صنعته في الغالب جهات تريد لي يد السلطات والحكومة وإيلامها وابتزازها، لاستشعارها أن مصالحها قد تضررت نتيجة للسياسات النقدية والترتيبات الجارية لإصلاح إعوجاج مسار الاقتصاد الوطني . ببساطة هناك مافيا تتحكم في تجارة الدقيق وبدأت تملي شروطها حتى على الدولة نفسها، وتتحمل الحكومة هذه الكارثة نسبة لحصرها عملية الاستيراد في جهات محددة وإعطائها تسهيلات وتعاملات تفضيلية، نمت بموجبها هذه المافيا وتوسعت استثماراتها، دون أن تدرك الحكومة خطورة ما فعلته عندما أهملت أهم مشروعات الإنقاذ التي حملتها شعاراتها السابقة بتأمين الغذاء و «نأكل مما نزرع»، وكانت فكرة زراعة القمح والاكتفاء منه وتوفير القوت بعد تمزيق فاتورة استيراد القمح والدقيق، سياسة وتوجهات صحيحة مائة بالمائة، لكن جهات خارجية وداخلية نصبت الفخاخ للحكومة جعلتها تهمل هذا المشروع التحرري الجبار وتتخلى عنه، وتنزلق مرة أخرى في طلب القمح والدقي...

الجبهة الثورية في أوربا.... اللعب بكروت قديمة

تقرير: كمال أمين من باريس الي لندن وبرلين طار وفد الجبهة الثورية في جولة أوربية لحشد الدعم والبحث عن حلفاء محتملين من المنظمات وجماعات الضغط في أوساط المجتمع المدني في الغرب. جولة وفد الشعبية أثارت استياء الحكومة في الخرطوم حيث تضاربت تصريحات المسؤلين في دوائر الحزب وأوساط وزارة الخارجية حول مآلات الزيارة وما يمكن أن ترتبه من نتائج علي الأرض في مناطق النزاعات بالنيل الازرق وجنوب كردفان فحسب وزارة الخارجية فإن زيارة وفد الجبهة لأوربا لا تعني الحكومة في شئ غير أن ذات المسؤول عاد للقول أن الخارجية ستبحث الأمر بجدية في حال لقاء المسؤلين هنالك بالوفد في المقابل اعتبر المؤتمر الوطني الزيارة للتسول عبر البوابة الأوربية ويري مراقبون الدعم العسكري و اللوجستي يأتي عبر أشكال وطرق مختلفة ولن تستطيع الحكومة ان تتحقق من الواجهات التي تقدم الدعم المباشر وغير المباشر للجبهة الثورية. لا يمكن لأي جهة أن تقلل بالطبع من مستوي العلاقات التي تربط من مستوي العلاقات التي تربط ياسر عرمان ومالك عقار وعبد العزيز الحلو بالدوائر الغربية وكونها تمثل أهم الدوافع التي يمكن أن تساعد الجبهة في تحقيق ...

مع من أسمته بالمنشق عن جهاز المخابرات السوداني

بثت قناة العربية مقابلة خاصة مساء الأحد 10/11/2013م السابعة مساء بتوقيت السودان تحت عنوان ((مقابلة مع عميل منشق عن جهاز الأمن والمخابرات الوطني)). * العميل المعني هو المدعو مبارك أحمد البانقير الذي زعم أنه التحق بجهاز المخابرات السوداني مطلع 2010م وقضي فيه أعواماً قبل أن ينشق عنه ويقدم إلى محاكمة وضعته في السجن، وأنه هرب من السجن وغادر السودان إلى دولة أفريقية ومنها إلى دولة افريقية ثانية. * أجرى الحوار الإعلامي السوداني بقناة العربية المدعو خالد عويس، وقد ادعي المدعو مبارك أن عمليات تدريب عناصر جهاز المخابرات السوداني تقوم بها عناصر من الحرس الثوري الإيراني في معسكرات خاصة بالمخابرات السودانية في منطقة وادي سيدنا شمال امدرمان! وان العناصر السودانية تقوم بتدريب عناصر صومالية يعتقد أنهم من حركة شباب المجاهدين! * أيضاً أدعي المذكور وجود وحدة خاصة داخل جهاز الأمن والمخابرات مختصة بالتصفيات الجسدية والاغتيالات يرأسها لواء يدعي عبد الغفار الشريف! * وادعي المذكور أن الجهاز مرتبط بالمكتب القيادي للمؤتمر الوطني ويتلقي أوامره منه، خاصة مساعد الرئيس السوداني الدكتور نافع عل...

مسلسل ( الأمة) و ( التحالف) ... الحلقة الأخيرة

حالة من الجدل المستمر تلون شكل العلاقة بين حزب الامة القومي وزعيمه الإمام الصادق المهدي مع تحالف قوي الإجماع  الوطني ف(الأمة) لديه خاصية مطاطية في التحرك والتشكل السياسي إذ جدد أمس الأول رفضه القاطع التعاون مع تحالف المعارضة بسبب عدم توافق رؤية الحزب مع طرح المعارضة مبيناً إن الحزب يقود الحراك السياسي من واقع إسهاماته التاريخية في حل قضايا البلاد وفقاً  لما قاله عبد الحميد الفضل عبد الحميد الناطق الرسمي باسم المكتب السياسي للحزب في تصريحات صحافية : إن مواقف مؤسسات الحزب لن تتطابق مع آراء تحالف المعارضة موضحاً أن الحزب لن يبصم علي خارطة طريق للمعارضة إلا وفق الميثاق الجديد وإعادة هيكله التحالف يريد أن يستقوي بقواعد وجماهير حزب الأمة الكبيرة المنتشرة بالبلاد مطالباً الجميع بالعمل علي وضع دستور قويم يشارك فيه الجميع دون إقصاء لأحد حتى يتم التحول الديمقراطي بالطرق السلمية وأوضح عبد الحميد إن البلاد تمر بمنعطفات خطيرة تتطلب التوحد والتماسك وإجماع الصف الوطني وليس التفرقة والانشقاقات مبيناً  إن رئيس الحزب الصادق المهدي قد قاطع اجتماعات التحالف بسبب مواقف التجم...

لماذا وقف الاتحاد الأفريقي هذا الموقف؟

سارع الاتحاد الأفريقي – وفور الإعلان عن نتيجة الاستفتاء الأحادي الجانب الذي أجري بواسطة دينكا نوك في أبيي – برفض النتيجة ورفض الأجراء برمته وعدم الاعتراف به. وقال الرئيس الأثيوبي (هيلي ماريام ريساليين) الذي يترأس الدورة الحالية للاتحاد، أن الاتحاد يرفض النتيجة، وأن الحل في نزاع أبيي ينبغي أن يستند الي قرارات مجلس السلم والأمن الإفريقي. ولعل هذا الموقف من قبل الاتحاد الأفريقي هو أول رد فعل رسمي يصدر عن منظمة إقليمية بهذا الخصوص. ولهذا فقد كان من الضروري جداً قراءة هذا الموقف ومحاولة سبر غوره وما تضمنه من محددات لطبيعة النزاع وأفق الحل المرجو. أولاً: رفض الاتحاد الأفريقي للإستفتاء الذي أجري وما ترتب عليه من نتيجة يعني – وببساطة شديدة للغاية – أن دينكانوك لم يفعلوا سوي أنهم تكبدوا مشاق العملية الخاسرة لأن النتيجة التي خلصوا أليها –وقد كانت متوقعة بنسبة مائة بالمائة – لا تعبر عن حقيقة الوضع – وذلك ببساطة أيضاً-  لأنهم لم يجروا الاستفتاء بالطريقة القانونية الصحيحة وبشمول أطراف أخري، وإذا ما أقر الاتحاد الأفريقي نتيجة كهذي في نزاع كهذا يضم دولتين فإن من الممكن أن ينفرط ع...

معارضون علناً متفاوضون سراً!!

كان بالطبع أمراً بالغ الغرابة ان يعلن تحالف المعارضة السودانية منذ الآن مقاطعته للانتخابات العامة المقبلة في العام بعد المقبل 2010، فقد أعلن ذلك مسئول الإعلام في التحالف كمال عمر عبد السلام وفي الوقت نفسه الذي كان يعلن فيه هذا الإعلان الغريب كان تحالفه يبحث عن وسيلة للتوافق حول لدستور الانتقالي المزعوم الذي ظل التحالف يعمل علي توليفه هذه اللحظة. غرابة موقف تحالف المعارضة من انتخابات مازال هناك عام كامل يفصلنا عنها تتمثل في استباق الأحداث والقفز فوقها بالزانة وبكل هذا القدر المؤسف من عدم المسئولية السياسية، ليس هنالك سياسي جاد وحصيف يبادر برفض ومقاطعة انتخابات عامة ما يزال أمامه متسع من الوقت للاستعداد لها ولهذا فإن الأكثر مدعاة للدهشة في هذا الموقف أن تحالف المعارضة وهو يقول قوله هذا كان يجري محادثات ( سرية) مع المؤتمر الوطني بُغية المشاركة في حكومة قادمة ما تزال قيد التفاوض والتباحث مع أطراف عديدة. ولولا أن السيد عمر باسان عضو القطاع السياسي بالوطني كشف هذه الحقيقة في تصريحات صحفية له الاثنين قبل الماضي لاعتقد البعض أن تحالف المعارضة لديه ما يشغله وما يدفعه لمقاطعة ...

أبيي ملامح الحل ... ومخاوف الصدام !!

لا يدري احد ماذا كان يعتمل في أذهان الوفدين المفاوضين وهم يحاولون وضع منشار الحل علي عقدة المشكلة في العام 2004 والاَمال يومها تتصاعد بقرب حلول السلام في السودان . فقد كانت أبي حينها علي أية حال شأنها شأن أية مدينة سودانية واعدة ، ساكنة ، هادئة يعيش فيها دينكانوك جنباً إلى جنب مع القبائل المسيرية وقبائل أخري عديدة وأن حاول دينكانوك مؤخراً تجاهل هذه الأشياء التي لا تخلو منها مدينة سودانية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ووسطاً ، ونقول لا يدري أحد ماذا كان يدور في أذهان وفدي التفاوض من جانب الحكومة والحركة الشعبية حين وضع الطرفان أولي ملامح الحل في منطقة أبي ، فقد كانت ولا تزال المنطقة القنية بالنفط أرضاً سودانية ، تقع في عمق السافنا السودانية القنية ، تلج برفق إلى محيط الأرض الكردفانية بسهولها المنبسطة ووديانها الندية . ولعل أغرب ما في أزمة أبي التي وضع أول إتفاق لها في العام 2004 عرف ببروتوكول أبي 2004 أنها أرض سودانية تقع في الجانب الشمالي من حدود 1956 الفاصلة بين السودان وجنوب السودان ولا يجادل أحد أنها كذلك . ومع ذلك فحين تم وضع البروتوكول أتيحت فيه فرصة لأهل المنطقة ...

الإصلاح والاصلاحين!!

ما من كلمة حق اريد بها باطل مثل كلمة الإصلاح المتبادلة عبر الوسائط الاعلامية كثيراً هذه الأيام من قبل مجموعات سياسية دخلت في خلاف تنظيمي مع المؤتمر الوطني من داخله. وللحق فان الإصلاح السياسي والاقتصادي او الاقتصادي او الاجتماعي او أياً كان أمر محمود ومطلوب اذ ما من عاقل يرفض الإصلاح من حيث المبدأ فهو على الأقل يتيح واقعاً أفضل ويحدث نقلة من حال الى حال. غير ان المؤسف وربما المؤلم في الأمر ان المجموعة التي تصادمت رؤاها مع الوطني وهي جزء فيه جعلت حق هذا الإصلاح قميص عثمان ومع كونها مدركة لمخاطر ما أحتفظته من نهج بدا متعالياً على الحزب باكمله وما يمكن ان يفضي اليه موقفها من ماس بتماسك الحزب في ظل ظروف شديدة التعقيد إلا أنها أثرت المضي في ما بداته غير عائبة بما قد ينجم عنه من آثار سالبة هي دون شك تلقي بظلال سالبة على الوطن باكمله . ودعاوي الإصلاح ليست جديدة في التاريخ السياسي للأمم والشعوب فهي غالباً ما تنطلق من منصات تتظاهر بالبراءة ونقاء السريرة ونظافة اليد . ولدينا في التاريخ السياسي للسودان نموزج قريب يبدو أن قادة الإصلاح لسبب أو لأخر نسوه أو تناسوه وهو خروج مبارك الفاض...

إنشقاق خطير للغاية !!

قالت حركة عبد الواحد محمد نور في بيان صدر عنها الأسبوع الماضي أنها ترفض أي تفاوض مع النظام الحاكم في السودان !. البيان ربما لم يحمل جديداً علي هذا الصعيد علي إعتبار أن حركة عبد الواحد ظلت ولسنوات طوال – ودون إبداء أي أسباب – ترفض التفاوض مع الحكومة السودانية ، ولكن الجديد هذه المرة والمثير حقاً للدهشة ، أن الحركة في بيانها ذاك قالت أن عدم التفاوض مع النظام منصوص عليه رسمياً في لوائحها ، ومن ثم فإن كل من يخالف هذه اللوائح يعد خارجاً عن الحركة بغض النظر عن موقعه ومكانته . وبدا واضحاً أن البيان – علي غرابته – صادر من الحركة بشأن المحادثات التي أجراها بعض القادة الميدانيين وقالت الحركة وفي مقدمتهم أبو القاسم إمام مع لجنة الاتصال بالحركات المتمردة التي يقودها رجل الأعمال السوداني المعروف ( صديق ودعه ) . القادة السياسيين والميدانيين بالحركة من جانبهم – وفي مواجهة بيان الحركة – أصدروا بياناً مضاداً قالوا فيه أن زعيم الحركة عبد الواحد محمد نور يمارس ديكتاتورية في إدارة الحركة ويرفض الرأي الأخر ويعمل مع مجموعة صغيرة وضيقه من المعاونين ويسيطر علي العمل السياسي والعسكري داخل الحركة...

العقوبات المضادة!!

كما رأينا في نموذج منح الترخيص لشركة جنرال الأمريكية للعمل في السودان فإن العقوبات الاقتصادية علي السودان في الواقع ليست عقوبات اقتصادية قائمة علي قواعد وأهداف معينة، فهي عقوبات سياسية في المقام الأول تتيح لواشنطن – متي شاءت وبحسب مزاجها – أن تتحكم في مساحة التحرك السياسي والاقتصادي السوداني بالدرجة التي تتيح لها إحكام سيطرتها عليه. ولعل الفقه القانوني الدولي عرف في الماضي القريب والحاضر القائم عقوبات دولية تفرضها الأمم المتحدة علي الدول التي تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي وترتكب أخطاء جسيمه في هذا الصدد. ولكن الفقه الدولي في ذات الوقت لم يعرف مطلقاً عقوبات تفرضها دولة علي دولة أخري!! ولعل المفارقة هنا أن العلاقات الدولية كما هو معروف قائمة علي الأعراف والتقاليد الدولية وأهمها في هذا المنحي مبدأ المعاملة بالمثل، ولهذا فإن مما يبدو أنه فات علي الدولة الأمريكية – رغم ضخامتها وقوتها – وأنها رغم كل صولجانها وزخمها – ربما احتاجت للتعامل مع الدولة التي تفرض عليها عقوبات. المشكلة هنا فقط في أن الدول علي نطاق العالم لم تجرب خوض التجربة بحيث تطال عقوبات مضادة، العقوبات الامريكي...

جندي جهاز الأمن الهارب سقط في امتحان العمالة والارتزاق

بقلم: محمد مبروك محمد احمد ذلك الشاب (مبارك) الذي تحدث لقناة العربية الفضائية بعد أن أعلنت وروحت للقاء كأنه لقاء الموسم علي خلفية أن مبارك منشق من جهاز الأمن والمخابرات السوداني أثار دهشتي بحديثه المضطرب وأثارت قناة العربية استغرابي وأصابتني بالذهول. أما الشاب فقد اتضح من حديثه أنه لم يحفظ الدرس ويكرره عند اللزوم كما يفعل العملاء المحترفون ولا أتوقع له مستقبلاً مشرقاً في عالم العمالة لأنه لا يجيد تمثيل الدور الذي يطلب منه تنفيذه وبالتالي ينكشف أمره ولا يثير حديثه انتباه المشاهد ولا تصل منه الرسالة التي أعد لها فينصرف عنه الذين بنوا عليه أمالاً عراضاً لتبليغ هذه الرسائل المعطونة بالعمالة الخيانة لتحقيق أهداف لا يمكن ان تتحقق. جهاز الأمن والمخابرات السوداني من خلال المصدر الأمني الذي تحدث لأخبار اليوم كشف كل الملابسات حول  الجندي مبارك وهروبه من العمل وتاريخ تعيينه ولأنه لم يتحسب لكل ذلك قدم معلومات يسهل التحقق منها وكما قدم معلومات غير ضرورية لأهدافه وأهداف من جندوه كان يمكن عدم ذكرها وتفادي إيرادها مثل تاريخ التعيين إلا أن مبارك تسرع لدخول مهنة العمالة وخيانة الأو...

القنصليات بين الخرطوم وجوبا

تقرير: حبيب فضل المولي (( عشنا مع الجنوبيين أطيب حياة ، فزادنا الانفصال عذاباً )) . هكذا وردة كلمات حسب الرسول عباس المواطن الشمالي والتاجر بجنوب السودان لأكثر من ثلاثين عاماً ، ولعل ما ذهب إلية عباس لم يكن سوى خواطر يحملها تؤكد متانة العلاقات الشعبية غير الرسمية بين شعبي شمال السودان وجنوب السودان . ولان كثيراَ من القضايا المشتركة بين البلدين الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية لازالت عصيه علي الانفصال رغم انه أصبح واقعاً ومصيراَ يسود الدولتين ، اتفقت حكومتا السودان والجنوب علي فتح القنصليتين للأولي في واو وملكال بجنوب السودان ، وقنصليتين للثانية في مدينتي كوستي وبور تسودان ، كخارطة طريق للتعاون . وكان مدير عام القنصلية بالخارجية السودانية السفير محي الدين سالم ذكر أن زيارة وفد الخارجية الى جوبا وضعت خارطة طريق واضحة للتعاون مشترك في كل المحافل الدولية خاصة في القضايا العالقة مع المجتمع الدولي ، المتمثلة في الديون والاستحقاقات دعم التعاون والتكامل بين الدولتين . كما تم توقيع اتفاق اشتمل علي عدة جوانب سيتم التعاون المشترك بشأنها بين وزارتي الخارجية في البلدين . ولعل ال...