المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2013

الإصلاح في خطاب الرئيس

بقلم: رحاب طه محمد احمد الإصلاح حركة يومية دائبة نحو بلوغ الغابات تصحح وتراجع ولا تجمد عند نقطة أو موقف بعينه وأننا مدعوون لتزيل هذا المفهوم المتحرك للإصلاح  علي منظومة السياسات علينا أن نتفحص جملة السياسات التي تتخذها الدولة والمجتمع لتجديد الحياة وتطويرها نحو الارقي والأفضل وأن يكون نظرنا موضوعياً وناقداً ومستبصراً يهتدي بقيمه ولا ينقطع عن عصره وتأثيراته. علي صعيد المؤسسات فإنني أدعو الي مراجعة شاملة لمؤسساتنا السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية والاقتصادية العامة والخاصة ننظر فيما نحتاجه من تطوير وتحديث يجعلها قادرة علي تنظيم طاقات أفراد المجتمع وتوسيع مشاركتها  بما يحقق الانجاز الجماعي  والرضا الفردي من حيث القدرة علي الإبداع والعطاء والقاسم المشترك هو أن هذه المؤسسات علي وجه العموم تقتصر علي تحقيق المراد من حين المؤسسية لا الممارسة الديمقراطية والشورية فتخلو إلا قليلاً من وجود لوائح ونظم فاعلة تفصل الحقوق والواجبات وتحفز علي المبادرة والإبداع وتحاسب علي التقصير والتجاوز. أعلاه جزء من  خطاب السيد رئيس الجمهورية أمام الهيئة التشريعية القومي...

هل أبيي قنبلة موقوتة فعلاً؟

بقلم/ صلاح حبيب هل أبيي مازالت قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة وتعكر صفو العلاقات بين الشمال والجنوب التي بدأت تتحسن عقب زيارة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير إلى جوبا الفترة الماضية .. هل دينكا نقوك أرادوا أن يفسروا تلك العلاقة الجيدة بين الشمال والجنوب من خلال إجراء الاستفتاء من جانبهم رغم أن الاتحاد الأفريقي أقر بعدم إجراء استفتاء بمنطقة أبيي من طرف واحد؟ إن منطقة أبيي الفنية بالبترول ظلت تشكل عقبة بين دولتي الشمال والجنوب، بل كانت وسيلة ضغط بين الطرفين، ولكن قيادات دولة الجنوب سلفاكير ميارديت عاد إلى صوت العقل، واستجاب إلى الاتحاد الأفريقي بعدم الحديث عن أبيي في تلك الظروف والموافقة بعدم إجراء استفتاء بالمنطقة من طرف واحد، وهذه خطوة تحمد لـ سلفاكير، ولكن بعض أبناء دينكا نقوك لهم رأي آخر بعد أن سحبت دولة الجنوب البساط من تحت أقدامهم وأقصوا من السلطة لوكا بيونق ودينق الور وهؤلاء يريدون أن يشكلوا وسيلة ضغط أخرى من خلال هذا الاستفتاء الذي أجرى بالمنطقة من طرف واحد، حتى يعودوا إلى المواجهة من جديد بعد أن فقدوا النعيم الذي كانوا يتمتعون به.. لذا فإن قضية أبيي لن...

أفريقيا والجنائية .. إلى أين تتجه الرياح؟

حملت أنباء اليومين الماضيين نبأ مطالبة مدعية المحكمة الجنائية الدولية، لقضاة المحكمة برفض طلب السماح للرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، الذي تقدم به ليتمكن من عدم حضور محاكمته، حيث كانت قد سمحت لـ(كينياتا) بشكل استثنائي، في 18 أكتوبر الماضي بعدم حضور محاكمته على خلفية الأزمة التي نتجت من تعرض مركز ((وست جيت)) التجاري في نبروبي لهجوم دام في نهاية سبتمبر. الملاحظ أن التوتر المتصاعد أضحي هو اللفظ الملائم لوصف العلاقة السائدة حالياً بين الاتحاد الأفريقي والمحكمة الجنائية الدولية التي اتخذت مؤخراً إجراءات ضد العديد من قيادات القارة. والحال كذلك فان اهتمام الكثيرين بات منصباً حول الاتجاه الجديد للمسار سيما بعد أن اتخذ الكيان الأفريقي خلال الأسابيع الماضية قراره القاضي بضرورة عدم مثول الرئيسين السوداني والكيني أمام المحكمة، ما لم يقبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إرجاء المحاكمة الخاصة بالأخير لمدة سنة، استناداً إلى المادة (16) من معاهدة روما. وكان وزير الخارجية علي كرتي قد أكد بحسب تقارير إخبارية على أن اجتماعات الاتحاد الأفريقي ثبتت المواقف السابقة بضرورة عدم التعامل مع الم...

ألور مستفتِياً!

يخطئ السيد دينق ألور خطأً ماحقاً إن أعتقد أنه قادر على حسم نزاع أبيي لصالح دينكا نقوك، فالرجل الذي فقد مجده السياسي فى جوبا وسقط صريعاً برصاص الفساد بقرار من الرئيس الجنوبي سلفا كير وخرج يجرجر أذيال الذل والهزيمة من جوبا لن يكون بوسعه أن يعيد بناء ذاك المجد من جديد على أنقاض المجد الزائل فى أبيي. دينق ألور عمل على تعبئة بني جلدته فى أبيي بغية إقامة استفتاء فى شهر أكتوبر الماضي. ونقول أكتوبر الماضي لأن الشهر مضى وكان هو توقيتاً زمنياً تم إقراره ثم قرر الاتحاد الإفريقي إلغاؤه بعدما تبين له استحالة قيام الاستفتاء ولا ندري حقيقةً على أي سند يستند ألور فى قيام استفتاء خطير كهذا بلا لجان استفتاء، ولا مراقبين ولا سجل انتخابي معتمد، هل يتصور الرجل أن الأمر بكل هذه السهولة؟ مجرد صناديق اقتراع وبطاقات يتم إلقاؤها داخل الصندوق؟ إن المؤسف حقاً فى مفهوم الاستفتاء لدى ألور ورفاقه اعتقادهم المفروغ منه أنهم إنما يقيمون الاستفتاء كتحصيل حاصل على اعتبار أن الأرض المتنازع عليها ليست سوى ارض جنوبية بحكم إقامة دينكا نقوك عليها وأن قبائل المسيرية جاءت رديفة للقبائل الجنوبية. ينسى ألور أن ...

قوى المعارضة وغريزة الاستنصار بالخارج!

مع أن موقف قوى المعارضة السودانية الداعي لتدخل الامم المتحدة وللتحقيق فى الأحداث التى جرت فى الخرطوم فى سبتمبر الماضي إثر قرارات الإصلاح الاقتصادي التى أصدرتها الحكومة السودانية يتسق تماماً مع مواقفها السابقة باعتبارها قوى معارضة تستورد كل احتياجاتها السياسية من الخارج وتتداول العملة السياسية الأجنبية؛ إلا أن الأمر يسترعي الانتباه و يستدعي التمعن. فمن جهة أولى فإن قوى المعارضة لم تكن هي المحرك للاحتجاجات التى جرت، وتقاصرت قامتها- باعترافها وبواقع الحقائق على الأرض- عن أن تكون وراء هذه الاحتجاجات نظراً لضعفها المعروف ومن ثم فإن من الصعب أن تكون مدركة لأبعاد الأحداث التى جرت وما إذا كانت هذه الأحداث محض احتجاجات شعبية بريئة وسلمية، أم أنها أعمال تخريبية مقصودة ومن جهات معينة معادية للسودان كله وليس فقط للسلطة القائمة. ومع أن من الغريب أن تكون قوى المعارضة –رغم وجودها فى البلاد– غير مدركة وغائبة عن (الوعي) لطبيعة مجريات الأمور إلا أن هذا هو الواقع المؤسف والمحزن، فهي حين طلبت تحقيقاً من الامم المتحدة نسيت أن هناك أبعاد أخرى للأحداث من الضروري -سياسياً وسيادياً- أن تسبر ...

جوبا والخرطوم.. لا عوائق فى الطريق!

ما من شك أن الإجراءات السياسية الصارمة التى اتخذها الرئيس الجنوبي سلفا كير حيال بعض تفلتات قادته ومساعديه فى الجهاز التنفيذي (أموم، مشار، ألور، كوستا مانيبي، تعبان دينق) سرعان ما آتت ثمارها على مستوى علاقات السودان ودولة جنوب السودان. حتى الآن -وفى أعقاب تلك الإجراءات- جرى لقاءين بين الرئيسين البشير وسلفا، وفى كل لقاء سواء فى الخرطوم أو في جوبا كانت عجلة العلاقات تندفع بقوة للأمام؛ ويكفي خير شاهد على سلاسة مضي العلاقات بين الدولتين فى طريقها أننا الآن ومنذ ما يجاوز الثلاثة أشهر لم نعد نشهد أو نلمس تعطلاً هنا أو عرقلة هناك، فكل خطوط القضايا المشتركة تمضي بالتوازي الى غاياتها فقد انساب النفط، واللجان الأمنية والسياسية قطعت شوطاً فى تحديد الحدود الصفرية والمناطق المنزوعة السلاح وبقية الترتيبات الأمنية. كما أن التوجيهات المشتركة من الرئيسين قضت بفتح المعابر بين الدولتين لكي تنساب حركة البضائع والسلع والأشخاص بسهولة ويسر، وعلى ذلك -وباستثناء ملف أبيي الشائك- فإن كل القضايا الخلافية بين الدولتين – وفى غضون ثلاثة أشهر فقط – لم تعد محل خلاف بذات الحدة القديمة التى كانت تثير...

تجربة صعبة ولكن!

بكلفة سياسية يمكن القول إنها معقولة ومحدودة استطاعت الحكومة السودانية أن تتجاوز قضية الإصلاحات الاقتصادية إحدى أهم وأكبر التحديات الاقتصادية والسياسية التى واجهت الحكومة السودانية طوال العقد الماضي. وبنظرة فاحصة فى ما أمكن تحقيقه حتى الآن فإن أهم ما يبرز الى السطح فى هذا الصدد أولاً: أن الحكمة السودانية خاضت تجربة صعبة وهي تجربة على صعوبتها وفداحة ثمنها إلا أنها الطريقة الوحيدة لمعالجة الأوضاع لكي ينصلح حال الاقتصاد السوداني أو على الأقل وضع حجر الأساس للمرحلة المقبلة والتي تأمل الحكومة السودانية أن تتمكن خلالها من انجاز اقتصاد معافى متسق البنية فى ظل سياسة اقتصادي السوق الحر التى يعتبرها العديد من الخبراء الاقتصاديين السبيل الوحيد لكي يؤدي الاقتصاد أداءاً حقيقياً على أرض الواقع. وعلى ذلك فإن خوض تجربة صعبة كهذه أفاد الحكومة السودانية وسلحها بإرادة قوية إذ المعروف فى هذا الصدد أن مثل هذه التجارب يتم إخضاعها لدراسة وافية حتى يتم تفادي أي مترتبات سالبة، مستقبلاً، فقد بدا للحكومة السودانية أن هناك وجود لعناصر مخربة، مدربة ومخفية بعناية فى طيات نسيج السودان الاجتماعي وال...

الصادق المهدي مخطئاً ومصيباً!

قال السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي -فى تصريحات صحفية الأسبوع الماضي- إنهم كمعارضة لم يعملوا على تحريض الشباب للتظاهر بغية إسقاط الحكومة لأن البديل غير جاهز! تصريح المهدي -على وجاهته- أثار غضب حلفائه في قوى المعارضة، وفى مقدمتهم الحزب الشيوعي السوداني على اعتبار أن المهدي بهذا الصدد لا يعتبر قوى المعارضة بديلاً بصرف النظر عن الأسباب. والواقع أن المهدي لامسَ وعلى نحوٍ يمكن اعتباره مباشر أزمة المعارضة فى السودان ولكن رغماً عن كل ذلك وبإمعان النظر في ما قاله المهدي تستوقفنا عدة أمور. الأمر الأول أن المهدي أراد التأكيد -ربما لإرضاء نفسه- على قدرة قوى المعارضة أو على الأقل قدرة حزبه على تحريك الشارع ودفع الشباب للتظاهر بغية إسقاط النظام، والواقع إن هذه ليست حقيقة كاملة إذ الملاحظ أن قدرة أحزاب المعارضة منفردة أو مجتمعة على القيام بتظاهرة أو دفع الشباب للتظاهر تكاد تكون منعدمة إذ أننا أمام عقدين ونصف من الزمان لم تشهد خلالهما على طولها الشديد أي تظاهرات مؤثرة قادتها قوى المعارضة رغم حدوث أحداث كبيرة كان يمكن أن تستغلها ليس آخرها الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة. ليس ه...

أبيي كشمير السودانيين

يبدو أن خريف أبيي الذي يمتد لثمانية أشهر مخلفاً الأوحال وصعوبة التواصل سيستمر العام كله هذه المرة، فقبيلة دينكا نقوك التي لم يستطع المرخون إيجاد هجرة قديمة لها إلي المنطقة كما قال بي بي هاول في كتابه "مذكرات عن دينكا نقوك بغرب كردفان" . (يصعب تحديد الوقت الذي بدأت فيه هجرة دينكا نقوك ويتعذر تقديم تاريخ دقيق لهذا الحدث) والتاريخ المرصود لهم هو تاريخ إداري يرجع الي عامي 1904 – 1905م كما جاء في تقرير استخبارات السودان رقم 128 بتاريخ مارس 1905م بأن السلطان (أروب) قرر سنة 1904م أن يتبع لمديرية كردفان وليس بحر الغزال. وهو تاريخ تبعيتهم الإدارية لا هجرتهم، مع ذلك يصرون علي قيام استفتاء من جانب واحد وغير رسمي يقوده أبنهم دينق ألور الذي دشن عملية تسجيل شعب نقوك بأنفسهم لاستفتاء أنفسهم حول تبعيتهم للسودان أو جنوبه، بينما يتمسك المسيرية الذي يرجع تاريخ هجرتهم الموثق إلي المنطقة للعام 1700م استناداً إلي مخطوطة الفكي النور موسي التي تحمل ذات التاريخ حيث قال عن المؤرخ هندرسون في كتابه "مذكرات هجرة المسيرية إلي جنوب غرب كردفان" (النور موسي هو أقدم شخص يؤرخ لهجرة...

عفواً سيدي الإمام فما هكذا تورد الإبل!

على الطائرة الميمون يغادرنا إلى العاصمة اليوغندية ((كمبالا)) السيد الإمام الصادق المهدي ووفد حزبه الرفيع لما رشح عن لقاء ((عدد من قيادات الحركات المسلحة المنضوية تحت الجبهة الثورية .. الخ)) بحجة ما قيل عن قرار صدر من مكتب تنسيق حزبه ((وجه بضرورة التفاكر مع الحركات المسلحة والتشاور معها حول آليات معارضة النظام)) * ولا نريد هنا ان نفسد على السيد الإمام مشروع أو قرار مكتب تنسيق حزبه عن ما سمي بالتفاكر حول آليات معارضة النظام ولكننا بالقطع نجزم أنه ليس هناك أية أرضية مشتركة بين السيد الإمام وحزبه وبين تلك القيادات المعارضة المسلحة التي يسعي للوصول أو التفاكر معها، من أمثال جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي وبقية عقدهم غير الفريد من ممثلي ((الجبهة الثورية)). * فالسيد الصادق يعلم أكثر من غيره أنه ذاهب إلى هناك لمقابلة من هم ليسوا مع الشعب السوداني حين تحالفوا مع الشيطان ضد وطنهم الذي أرادوا إن يمزقوا نسيجه الاجتماعي بما يعمدون إليه من عمل يوغرون به صدر شعبنا وتأجيج أحقاد دفينة ونزاعات قبلية وانفصالية هي من نسيج خيالهم المريض فقط. * السيد الإمام يعلم أيضاً أنه ومن ضمن تلك القي...

هالة : هذا أسوأ اجتماع للتحالف ..!

اقرت رئيسة حركة حق هالة عبد الحليم  بفشل اجتماع  قوى المعارضة الذى عقد بدار الحزب الشيوعي السوداني بالخرطوم (2) في الساعة الواحدة من ظهر الاثنين 17 أكتوبر 2013 و ضم رؤساء أحزاب قوي التحالف بدعوة مقدمة من الحزب الشيوعي السودانيو ذلك لمناقشة  1- التوقيع على الإعلان الدستوري 2-مناقشة الإعلان السياسي للجبهة الثورية. وعندما قال كمال عمر: نحن لدينا في المؤتمر الشعبي، شعور بأن هناك مؤامرة من تحالف المعارضة، لعزلنا سياسياً، واصراركم على التوقيع على الإعلان الدستوري، هو جزء من هذا المخطط، وإذا أصررتم على التوقيع، فسأعقد مؤتمراً صحفياً وأقول فيه: نحن في المؤتمر الشعبي لم نكن جزءاً من هذا الإعلان، ولا طرفاً فيه، عند ذلك اشارة هالة الى  ورقة الإعلان الدستوري وقالت: أجمعوا هذه الورقة، فإن هذا الاجتماع هو أسوأ اجتماع عقدته هيئة التحالف منذ تأسيسها، لذلك أرجو عدم مناقشة بقية القضايا. وقالت هالة عبد الحليم: اقترح عمل بيان يخرج من هذا الاجتماع، على أن تتم صياغته بواسطة كل من: كمال عمر وسليمان حامد ويحيى الحسين، ليوضح موقفنا كرؤساء أحزاب فيما يجري في الساحة السياسية...

ابوعيسى لا طعم ولا رائحة له !!

فاروق ابوعيسى هو  شيوعى قديم شارك في الانقلاب على الوضع الديمقراطي القائم فى البلاد عبر انقلاب مايو و الذى قاده العقيد أركان حرب جعفر محمد نميرى بتخطيط و رعاية و حماية و تأمين الحزب الشيوعى ـ فرع السودان،و إشراف و تأييد الإتحاد السوفييتى. شارك فاروق أبو عيسى، فى حكومة انقلاب مايو بمنصب وزير الخارجية ثم وزيرا للعدل و أخيرا وزيرا لرئاسة مجلس الوزراء. و عقب ما سمى بالحركة التصحيحية التي قادها الرآئد/هاشم العطا،غادر أبو عيسى البلاد و لجأ إلى مصر،و التى عاد منها بعد أن سمحت ثورة الإنقاذ الوطني بعودة معارضيها للبلاد فى أغسطس 2005. و قامت حكومة الإنقاذ الوطنى بتعيينه عضوا بالبرلمان(السابق) و هذه هى المرة الأولى له التى يحظى فيها بهذه المشاركة فى الجهاز التشريعي القومي. و برغم أنه يشارك في البرلمان بقرار حكومي إلا أن مشاركته تميزت بالضعف و التواضع و والوهن  و لم يقدم ما كان مرجوا من رجل فى عمره و خبرته..غير أنه قد أتضح أن الرجل يعمل بخبرة يومه (الأول) التى ولج بها هذا المعترك . إبان فترة لجوئه بمصر اختير نقيبا للمحامين العرب عبر مجموعة اليسار التى كانت تسيطر على الإتحاد ...

الإجراءات الاقتصادية.. نظرة على تجربة شهر!

يستطيع كل مراقب حصيف ومنصف أن يلمس جدية الحكومة السودانية في حل الأزمة الاقتصادية ومن ثم إنفاذ الإصلاحات الاقتصادية الجاري التعامل بها وتقتضي الموضوعية وقد مرّ حتى الآن ما يقارب الشهر على الإجراءات الاقتصادية أن نمعن النظر فى الواقع المعاش وإلى أيّ مدى التزمت الحكومة بإنفاذ حزمة الإصلاحات وما هي النتائج ذات العائد السريع التى باتت ملموسة؟ النقطة الأولى أن الحكومة استطاعت كبح جماح التضخم ذلك أن ارتفاع الأسعار مع وفرة السلع والبضائع حتى مع قلة الطلب يقلل الى حد كبير من نسب التضخم لأن من المعروف أن التضخم فى أبسط تجلياته هو وجود كتلة نقدية هائلة فى مقابل سلع صغيرة لا تتناسب قيمتها مع قيمة النقود. الإجراءات الاقتصادية أوجدت تناسباً معقولاً بين أسعار السلع والكتلة النقدية الموجودة، وقد كان من الممكن إذا أرادت الحكومة السودانية تجنب المشاكل والاحتجاجات أن تستدين -كحل سهل- من النظام المصرفي وذلك كما هو معروف بطباعة نقود وطرحها فى الأسواق، وهو ذات الأمر الذى يتسبب في رفع معدلات التضخم. النقطة الثانية، الإجراءات الاسعافية والمعالجات الاجتماعية التى تبنتها الحكومة – جنباً الى...

الخطر من هؤلاء وليس من المملكة العربية السعودية!

لم يُعرف عن الشقيقة المملكة العربية السعودية تآمرها على أي بلد عربي أو غير عربي أو حتى إبداء امتعاضها من سياسة دولة من الدول أو محاولة التأثير على الأوضاع في هذا البلد أو ذاك. بل على العكس المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال خير داعم للاستقرار فى دول المنطقة كسياسة راسخة لها ولهذا فحين يجري الترويج عن مؤامرة أمريكية سعودية ضد الحكومة السودانية فإن وقائع الحقائق على الأرض -دعك من المنطق الدبلوماسي الراسخ- تكذب هذه الفرية. ونحن هنا لسنا فى مقام الدفاع عن الرياض، ولهذا فإن من التآمر وسوء المؤامرة أن تتهم الرياض بالتآمر على السودان وإنها وراء ما يجري من أحداث وذلك لعدة اعتبارات؛ أولها أن العلاقات بين البلدين طوال عقود ما عرفت أي نوع من هذا التآمر ولم يستجد أو يحدث ما يدعو الى ذلك، إذ أن الرياض تتمتع بمعرفة ودراية جيدة بالسودان والأوضاع فى السودان، والسودان بدوره يتشاور باستمرار مع الأشقاء هناك وهو بمثابة (كتاب مفتوح) مع القادة السعوديين. الأمر الثاني أن الولايات المتحدة حتى ولو كانت تسعى للتآمر على السودان الذي استعصى عليها لعقود بتجربتها لكافة السبل لا يمكن عقلاً ومن...

المتمرد الحلو وخيارات محدودة للغاية!

قد يكابر المتمرد عبد العزيز الحلو، وقد يغالط ويرفض أن يصدق، ولكن هذه هي الحقيقة، فقد سحب أبناء النوبة منه بساط القتال واخذوا منه لسان التحدث بإسمهم، فقيادة أبناء النوبة بالفرقة التاسعة أعلنت عن انخرطها فى تفاهمات مع الحكومة السودانية تمتد لأربعة أشهر من المؤكد أنها سوف تفضي الى إحلال السلام فى المنطقة. ويقول اللواء عبد الباقي قرفة، قائد جبهة جبال النوبة فى تأكيدات صحفية بهذا الصدد إنهم (قادوا انقلاباً حقيقياً ضد عبد العزيز الحلو والجبهة الثورية) منذ أن أجرت جبهته اتصالات مع الحكومة السودانية منذ حوالي 5 أشهر وفرت القدر الكافي من الثقة بين الطرفين ومهدت لتفاهمات من المنتظر أن تقود بدورها الى إتفاق سلام. وما من شك أن التطور هذا يحمل فى طياته بذور فناء المتمرد عبد العزيز وجبهته الثورية فإذا كان كل ما يعتمد عليه الحلو هو الفرقتين 9 و 10 ، الأولى تضم أبناء النوبة والثانية أبناء النيل الأزرق فإن الفرقة 9 على أية حال خرجت من يد الحلو ولم تعد - بعد اليوم - تحت سيطرته فإذا كانت الجبهة الثورية تتكون في الأصل من الفرقتين 9 و 10 مضافاً إليها الحركات الدارفورية المسلحة، فإن أقصى...

المرشد الاستخباري الأول!

لم يبرع مبارك الفاضل فى شيء طوال تاريخه السياسي الملطخ بالأوحال وروائح المال الأجنبي النفاذة كما برع فى (فبركة القصص) وإطلاق الشائعات. وقد شهدنا فى السودان وتحديداً فى العام 1998 كيف أن واشنطن وجهت ضربة صاروخية للخرطوم مستهدفة مصنعاً للأدوية بضاحية الخرطوم بحري، قال الفاضل للأمريكيين انه مصنع ينتج أسلحة كيمائية! وشهدنا ايضاً -ومبارك الفاضل فى الخارج- بعد لقاء جمعه بعملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كيف أن إسرائيل وجهت ضربة جوية لمصنع الذخيرة بمنطقة الشجرة جنوبيّ الخرطوم, وبذلك أصبح من المعتاد أن يكون الفاضل حلقة الوصل ما بين الخارج والداخل، مرشداً للخارج لكي يوجه ضرباته لوطنه بالداخل. بل إن السيد الصادق المهدي فى معرض نقده لإبن عمه عقب اعتداءات أبو كرشولا قال إن مبارك الفاضل درج على إرشاد الجبهة الثورية لمعاقل أنصار حزب الأمة القومي فى إشارة الى المجزرة البشرية المؤسفة التى ارتكبتها قوات الجبهة الثورية فى المنطقة وطالت عدداً من منسوبي حزب الأمة والأنصار. وهنالك الكثير من المراقبين ممن يعتقدون أن وثيقة الفجر الجديد السيئة السمعة من بنات أفكار الرجل بالتشاور مع بعض...

عبد الواحد محمد نور في مواجهة مع قادته العسكريين!

ربما كانت هذه هي المرة الأولى -منذ العام 2005م- عام إنشاء حركة عبد الواحد عقب مؤتمر حسكنيتة الشهير، التى تهتز فيها الأرض بعنف وقوة تحت أقدام المتمرد عبد الواحد ويزلزل أركان حربه وقياداته العسكرية مقعده الوثير الذي قضى فيه حتى الآن 9 أعوام لم ينازعه عليه أحد! صحيح أن حركة عبد الواحد شهدت انسلاخات سابقة عديدة وغالبها التحق بحركة التحرير والعدالة. وصحيح ايضاً أن الشاب الدارفوري غير المعروف الوجهة ظل بعيداً جداً على الأقل فى السنوات الأربع الأخيرة عن أي مواجهات عسكرية جدية فى دارفور يعلم هو قبل غيره أنها إن وقعت فهي النهاية التى ما بعدها نهاية لفصيله الذي بالكاد يحتفظ بقياداته ومنسوبيه. غير أن هذه المرة فإن عبد الواحد يواجه حركة إصلاحية عميقة الجذور داخل فصيله، تولى كبرها قيادات الصف الأول وخيرة ضباطه العسكريين أمثال مستشار رئيس الأركان (موسى مورني) وقائد التوجيه المعنوي (صلاح رصاص) وقادة آخرين. وتشير متابعات (سودان سفاري) إن هؤلاء القادة بدوا متبرمين جداً من الطريقة التى يقود بها عبد الواحد الفصيل وإصراره غير المبرر حسبما ذكروا على عزلة الحركة عن كل ما يحيط بها ورفض الت...

الاتحادي الأصل.. وما وراء البلبلة السياسية!

من المؤكد أن الأحاديث الصحفية المتواترة -هنا وهناك- عن إعتزام الاتحادي الأصل الانسحاب من الحكومة، ثم تكذيب الخبر، ثم إعادة إطلاقه مرة أخرى هي أمور تجري ضمن (نظرة عامة) لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع فى السودان فى ظل سياسة الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة والتي صحبتها بعض الاحتجاجات الشعبية التى اصطحبت معها أعمالاً تخريبية غير معهودة فى الساحة السياسية السودانية. بمعنى أدق فإن بعض (الخائفين) من تبعات هذه السياسات، يودون (إنقاذ) الاتحادي الأصل من النهايات غير السعيدة بحسب تحليلهم للأوضاع. وللتدليل على ذلك فإن الإجراءات الاقتصادية بدت وكأنها (السانحة الوحيدة) لمن لديهم أجندات خاصة ربما تسعفهم الظروف القائمة على إنفاذها، ولهذا رأينا عدة خطوط تعمل فى وقت واحد، ففي خضم أعمال التخريب تلك، كان مطلقي الشائعات قد أعدوا شائعات عدة، بينها سوء علاقة السودان بدول الخليج العربي ومنع وزير الخارجية السوداني من زيارتها. وبعض آخر زعم أن المملكة العربية السعودية هي التى تقف وراء الأحداث، ثم شائعة أخرى -ذات دلالة- أطلقها مبارك الفاضل من منفاه الاستخباري فى الخارج بأن إحدى دول الخليج ضبطت احد ...

أحلام مشروعة ولكن!

فى خضم الأحداث المؤسفة التى شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم مؤخراً لم ينتبه الكثيرون لأحداث أخرى كانت تجري على نسق آخر مختلف فى عدد من العواصم الخارجية أبطالها معارضون سودانيون. فالمضحك والمبكي فى آن واحد أن قادة معارضين كانوا يتأهبون للوصول الى الخرطوم على اعتبار أن النظام القائم سقط ! صدِّق أولا تصدق عزيزي القارئ أن قادة معارضين كان قد تمكن منهم اليأس والقنوط وصرف بعضهم النظر عن المضار السياسي حزموا حقائبهم وجلسوا فى انتظار أول طائرة تقلهم الى الخرطوم ظناً منهم أن الأحداث قد جرفت الحكومة السودانية ! القيادي (اللا منتمي) مبارك الفاضل ومن (سجنه الاختياري) فى الخارج صفق بيديه بجزل وبهجة عامرة. وتقول مصادر مطلعة فى هذا الصدد إن مبارك الفاضل زعم لجلسائه هناك أن قوى المعارضة قد نجحت (فى تحريك الشارع) وأن السقوط الداوي للنظام لا يعدو كونه مسألة وقت فقط . الفاضل  قضى ليلة الخميس 25/9/2013م فى حبور وسرور وهو يلتقط هاتفه ليجري عشرات المهاتفات، ويعطي مئات التصورات، ويقرر ويؤكد ! القيادي على محمود حسنين (صاحب الجبهة العريضة) المندثرة ورغم انشغاله بـ(زيجته الجديدة) ...

نظرة أكثر عقماً للإقتصاد السوداني

نسى العديد من الناس طبيعة المشاكل والتحديات التى ظل يواجهها الاقتصاد السوداني منذ العام 1989 والنقلة الهائلة التى استطاعت ثورة الإنقاذ الوطني أن تحدثها فى ظروف معقدة وبالغة السوء, نسي الناس كيف أن خزينة الحكومة السودانية صبيحة الـ30 من يونيو 1989 كانت خاوية تماماً وأن ما فيها لم يكن يكفي كمصروف جيب لشخص واحد . كما أن الناقل الوطني العملاق ممثلاً فى الخطوط البحرية السودانية كان على وشك السقوط فى هوة سحيقة يومها فقد كانت البواخر السودانية -مع أنها تمثل سيادة الدولة- مرهونة لدى جهات أجنبية ! وعلى صعيد الموازنة العامة للدولة فقد كانت موازنة السودان للعام 1989 1990 عاجزة عجزاً مريعاً جعلها مكان نقد لاذع من نواب البرلمان ولو أنها أُجِيزت - وما كانت لتُجاز- لسقط السودان يومها ولم ينهض البتة، فقد كانت خالية من الإنتاج، خالية من المشروعات التنموية الصغيرة دعك من المشاريع العملاقة مثل السدود والمصانع الكبيرة (مصانع السكر) ومصانع الحديد والسيارات وقطع غيار السيارات . كان سجل الأداء الكلي للاقتصاد السوداني فى ذلك الحين يساوي أقل من الصفر، فهو العجز المبين، وإذا ما عقدن...

قادة المعارضة .. إفتقاد السند الجماهيري

مع مرور السنين اثبتت التجربة أن المعارضة لا تزال تعاني من مشكلة جوهرية واحدة، وهى كيف تقود نفسها. وفقدان القائد الملهم والمجمع عليه ففي أحزاب قوى الإجماع وقد إمتدت بها سنوات العمر لم تستطع حتى الآن أن تستقر على قيادة بعينها؛ ويشهد على ذلك التنازع المستمر بين فاروق أبو عيسي و الصادق المهدي ثم عاد فاروق نفسه لينازع هالة عبد الحليم ثم محاولة أحزب اليسار أن تتسيد قيادة المعارضة ولكن لم يُكتب لها النجاح حتي الآن، بحيث يمكن القول إن قوي الإجماع هذه عاجزة عن الاجماع على قيادة أو حتى هياكل قيادية أو نظام سياسي أو برنامج سياسي أو الحد الأدنى من الرؤية الوطنية التى يمكن أن تجمع بينهم . فالوقائع والشواهد السياسية إذن نحن أمام داء سياسي فتاك يعبث بأجساد هذه المكونات السياسية فى السودان والتي تعاني أول ما تعاني من وحدة الهدف ووحدة القيادة وإنعدام السند الجماهيري، لهذا فإن من غير المنظور ولعشر سنوات قادمة أن تحقق هذه القوى المعارضة أدني قدر من ما تهدف إليه. والواقع يقول أن أحزاب المعارضة غير قادرة على توحيد نفسها، وقد رأينا كيف ماتت جبهة الخلاص الوطني التى كُونت قبل نحوٍ من ث...

التجار ... إستغلال مع سبق الإصرار ..!!

الوجه الآخر للأحداث الأخيرة ورغم وجود (سلع إستهلاكية ) منذ أكثر من أسبوعين في البقالات والأسواق وبالأسعار القديمة ـ أي قبل قرار رفع دعم المحروقات – إلا أن المتجول في أسواق الخرطوم يلحظ ويتلمس الإرتفاع المفاجيء لأسعار المواد الإستهلاكية ، فمثلا فقد وصل سعر جوال السكر 10كيلو إلى (55) جنيهاً مقارنة بسعره قبل أقل من إسبوع (50) جنيهاً ، فيما بلغ سعركيلو الدقيق (سيقا) (5) جنيهات بدلاً عن (4) جنيه للكيلو قبل يومين ، ووصل سعر جوال البصل (320) جنيهاً بدلاً عن (220) جنيهاً الاسبوع المنصرم ، وبلغ سعر الزيت البذرة للصفيحة سعة 36 رطل (320) جنيهاً إرتفاعاً عن ( 280) جنيهاً ، وبلغ سعر عدس (الفراشة) (16) جنيهاً مقارنة ب(12) جنيه قبل يومين ، فيما بلغ سعر لبن البدرةعبوة واحد كيلو (60) جنيهاً إرتفاعاً عن سعره سابقاً (50) جنيهاً الإسبوع الماضى ، وإرتفع سعر الصلصة إلى (10 ) جنيهات للعلبة عن (8) جنيهات قبل إسبوع ، فيما بلغ سعر الأُرز (12) جنيها للكيلو مقارنة بسعره قبل يومين (9) جنيهات . يحدث ذلك في وقت أكدت فيه نيابة حماية المستهلك استمرار الحملات الرقابية بالتنسيق مع الجهات الأمنية و...

مجلس حقوق الإنسان وإنتهاك حقوق السودان!

بدا الأمر غريباً للغاية أن يتم إبقاء السودان تحت ولاية الخبير المستقل –بعد كل ما بذله من جهد وما قام به من عمل – شهد به الخبير المستقل نفسه بغية تحسين ملفه الحقوقي . وغرابة القرار الذي اتخذه مجلس حقوق الإنسان تكمن فى أن السودان كان على وشك أن يخرج من دائرة المراقبة تماماً لأنه سبق وأن خرج من دائرة المراقبة جزئياً، حين تقرر وضعه فى البند الخاص بتقديم الدعم الفني، إذ أن من الطبيعي أن بند الدعم الفني يعقبه خروجه من المراقبة باعتبار انه أصبح معافى من أي عوالق أو شوائب تضطره ليكون تحت المراقبة اللصيقة . والأكثر غرابة أن تقرير الخبير المستقبل ( مسعود بدرين) الأخير فى مجلس حقوق الإنسان فى جنيف فى أواخر سبتمبر الماضي جاء حافلاً بالعديد من المواقف الايجابية، فقد أقرَّ بدرين أن السلطات السودانية عملت على تمكينه من زيارة كافة أرجاء البلاد التى طلب زيارتها، و أقر كذلك بانخفاض وتيرة العنف واختفاء الانتهاكات، بل بدا للخبير المستقل أن أطرافاً أخرى (الحركات المسلحة) هي التى تعمل على إشانة سمعة السودان، ولم يرد فى التقرير وقوفه على انتهاكات حقوقية تجعله ما يزال فى بند الدعم الف...

العربية أو الأعجمية السياسية!

ربما أخذت الغيرة الإعلامية - إذا صحت العبارة قناة العربية الفضائية حين فاتها ركب ما عُرف بالربيع العربي خلال العامين الماضيين ورأت قناة الجزيرة وهي تدفع بالإعلام ليكون فى خدمة السياسة وتسهم الجزيرة -ربما فى مضمار إعلامي مستحدث- فى صناعة والحدث وتشكيله . غير أن ما قامت به الجزيرة حينها ربما تدخلت بشأنه عوامل طبيعية سياسية أضافت لها من عندها بعض (المهارة) ليخرج التناول الإعلامي بذلك الزخم العجيب . العربية الآن -و محاولة منها للحاق بالقطار- تحاول أن تستغل المسرح السياسي السوداني لتحقق هي الأخرى مجدها، فانبرت غير عابئة بمصداقيتها الإعلامية فى إعطاء ما جرى فى السودان (مسحة خاصة) والمؤسف فى هذا الصدد أن العربية لم تحقق هدفها وفى الوقت نفسه لم تجتذب أحداً ممن راهنت على اجتذابهم لكي يتابعوا مسيرتها فى صناعة الحدث فى السودان . وقد جاء الفشل داوياً بأعلى من أصوات الفرقعات الإعلامية التى أطلقتها، ففي الجانب الأول ثبت كذب ثلاثة أخبار بثتها القناة فى خضم التظاهرات في السودان واضطرت لتكذيبها لاحقاً، فقد بثت خبراً عن استقالة مدير جامعة الخرطوم ثم ثبت كذبه، ثم بثت خبراً عن محاص...