إنعكاسات صلاة العيد في حلايب على سلطات الاحتلال المصرية!

إنعكاسات صلاة العيد في حلايب على سلطات الاحتلال المصرية!

 فوجئت سلطات الاحتلال المصرية صبيحة عيد الأضحى المبارك، مطلع الأسبوع الماضي بحكومة ولاية البحر الأحمر و على رأسها والي الولاية تؤدي صلاة العيد في منطقة حلايب. لا نقصد بالمفاجأة هنا المفاجأة وبالمعلومة او الحدث في حد ذاته ، لكن المفاجأة كانت في أن المواطن السوداني في حلايب شعر شعوراً مؤثراً بأنه ينتمي فعلاً إلى السودان، حيث أشارت مصادر دبلوماسية في العاصمة المصرية القاهرة ان التقارير التى دفعت بها سلطات الاحتلال المصرية إلى القاهرة عقب صلاة العيد، تحدثت عن تجاوب مواطني المثلث -على الطريقة السودانية المعروفة- مع الخطوة السودانية الحكومية ، وان (نبض الشارع في المثلث قد ارتفع لصالح الانتماء إلى السودان).
 وتضيف المصادر ان السودانيين المقيمين بالمثلث وعلى مرأى ومسمع من السلطات المصرية المحتلة هتفوا بأناشيد وطنية وتكبيرات و تهليلات (بالطريقة السودانية) و ان القوات الموجودة ترددت في كيفية التعامل معهم!
التقرير أشار أيضاً إلى ان تكرار زيارة مسئولين كبار من الحكومة السودانية للمنطقة من شأنه ان يرفع وتيرة الشعور الوطني السوداني لمواطني المنطقة بما قد يفضي إلى حالات عصيان و تمرد يصعب التعامل معها! وبعيداً عن هذه التقارير الرسمية و التى تعني بوضوح ان القاهرة قد تورطت بالفعل باحتلالها للمثلث السوداني و محاولة تمصيره بالقوة، فان من المفروغ منه تاريخياً ان السودانيين يصعب السيطرة عليهم و إخضاعهم.
 جرب ذلك محمد علي باشا و لم ينجح حتى وإن نجح في القاهرة. جرب ذلك الاحتلال البريطاني و لم ينجح و مات السودانيين بمئات الآلاف فداء لأرضهم وكرامتهم ، ولهذا فان الخيار الذي اختارته السلطات المصرية المحتلة خيار صعب للغاية فهي لمجرد قدوم وفد حكومي و أدائه لصلاة العيد في المنطقة ولولت وأبدت قلقها على طريقة (الولولة) المصرية المعهودة؛ فما بالك او  اتخذ المواطن السوداني هناك أسلوب الانتفاض والمواجهة؟
 من المؤكد إن القاهرة الآن -بعد هذا الحدث- تحاول التكتم على هذا التقرير ومرارته لكي لا تبدو ضعيفة أمام شعبها و أمام شعب المثلث ولكن وكما يقولون تأتي الرياح  بما لا تشتهي السفن ، ففي الأسبوع الماضي سعت سلطات الاحتلال المصري لإضفاء طابع وطني على سلطاتها المحتلة؛ حيث حاول محافظ البحر الأحمر، التابع للحكومة المصرية لعقد اجتماع مع بعض قادة القبائل في المثلث، كانت المفارقة المضحكة و مبكية في ان الرجل عقد العزم على عقد (لقاء مفتوح) مع زعماء المنطقة بغرض التبسط مهم و مخاطبتهم في الهواء الطلق كما درج على ذلك القادة في السودان و لكن تقديرات الأمن المصري حالت دون ذلك إذ قيل له صراحة (دي مش مضمونة)!
 وفيما تتطور أساليب سلطات الاحتلال المصرية لمصرنة المثلث، ففي المقابل تصطدم هذه المحاولات بالبون الشاسع جدا ما بين التركيبة النفسية للمواطن السوداني ونظيرتها للمواطن المصري، و تلك إحدى اخطر التحديات التى يبحث الرئيس السيسي جاهداً فك شفرتها دون جدوى!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة