إجتماع الوساطة مع الحلو.. هل تسير المفاوضات في الإتجاه الصحيح؟

تقرير: ايمان مبارك (smc)

يأتي اجتماع الوساطة الافريقية مع قطاع الشمال “مجموعة عبد العزيز الحلو” لبحث فرص إستئناف المفاوضات بعد الإنشقاقات التي ضربت قطاع الشمال، وسط تفاؤل بإمكانية تحريك الجهود الهادفة لتحريك جمود التفاوض، وتجاوز القضايا الخلافية المتمثلة في وقف العدائيات والمساعدات الإنسانية والترتيبات الأمنية.

وفي الوقت الذي تبذل فيه الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو امبيكي مجهوداتها لتتويج مساعيها بتوقيع سلام بين الحكومة وحركات التمرد بصفة عامة وقطاع الشمال بصفة خاصة، تخطو الحكومة خطوات جادة عبر الاتصالات غير الرسمية مع قادة الحركة الشعبية الجديدة التي يمثلها عبد العزيز الحلو للدفع بمسار المفاوضات نحو الامام وتحقيق سلام شامل في المنطقتين. وقد أكد الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي د. حسين حمدي إن اجتماع الوساطة الافريقية المقبل مع الحلو يعتبر نقلة جديدة في صفوف قطاع الشمال بعد الانشقاقات التي ضربت القيادة مؤخرا.

بالرجوع إلى المفاوضات السابقة نجد أن قطاع الشمال رفض وقف إطلاق النار الشامل والترتيبات الأمنية ورفض الحديث حول وقف العدائيات، خاصة وأنها جاءت بعد زيارة رئيس الآلية الافريقية رفيعة المستوى ثامبو امبيكي إلى السودان وعقد لقاءات مع القوى السياسية ورئيس الجمهورية، وما وجده الوسيط من جدية الحكومة في الحوار الوطني في الداخل والخارج جعله يوضح لقيادات الحركات المسلحة أنه لابد من التفاوض حول القضايا الإستراتيجية وليست تفصيلية ولابد من الحديث عن تفاصيل القضايا التي من شأنها أن تؤدي إلى تحقيق سلام في السودان.

وأوضح عبود جابر سعيد الأمين العام لمجلس احزاب الوحدة الوطنية المرحلة المقبلة تتطلب أن يتم التعاون مع المعارضة والأحزاب لتغير التوجهات نحو خلق بيئة تقود الي السلام والإستقرار في السودان، بإعتبارها مسؤلية وطنية. ويشير سعيد أن زمن التفاوض قد طال واصبحت هناك قناعات بأن عملية السلام لن تتم إلا عبر عملية الحوار الإيجابي، ووجه رسالة للمجموعة المفاوضه من قطاع الشمال أنه لم يعد هناك مكان لعملية العراك المسلح فالتوجه ينبغي أن يكون لصاح الوطن والمواطن لننهي هذا النزاع.

وقال سعيد أن هناك إبعاد سلبية للإنقسام الذي حدث في الحركة الشعبية قطاع الشمال، لعدم وجود تناغم فكري للمجموعات المعارضة يقود الي سلام دائم للمنطقتين. ودعا الحكومة أن تجلس مع الاطراف المعارضة، قائلا إن أن الحلو بإمكانه وضع لمسات لها تأثير ولكن ذلك وحده غير كافية، لأنه مازالات هناك مجموعات حاملة للسلاح ، وإذا لم يكن هناك إتفاق مع كل الاطراف (جميع أطراف الحركة الشعبية والمجموعات المعارضة) وقد يؤدي الانقسام الي ابعاد غير ايجابية، مؤكداً أن التفاوض مع جميع كيانات الحركة أفضل  لتحقيق السلام من أن تكون منقسمة ، مشيراً الي أن عبارات الانقسام جاءت غارقة في العنصرية ولا تشير الي عمل إيجابي تجاه السلام.  وطالب سعيد الحركة بالانحياز الي السلام ، مؤكداً أنها رغبة أهل جبال النوبة قبل أن تكون رغبة أهل السودان أو الحكومة.

وتوقع العميد بريمة حامد المنشق عن الحركة الشعبية قطاع الشمال أن يشهد ملف التفاوض تغييرا كبيرا بعد أن تسلم أبناء جبال النوبة ملف قضيتهم، قائلاً إنهم حسب إتصالاتهم فإن القضية الآن اتحصرت في الاطار الصحيح، مبيناً أن التفاوض يسير الي سلام شامل في المنطقة، واستدرك بالقول إنه لابد من بعض التنازلات من الطرفين (الحكومة والحركة الشعبية ” بقيادة عبد العزيز الحلو”) ويخشي بريمة من تدخل طرف ثالث خارجي ، مؤكداً أن المفاوضات المقبلة ستكون نتائجها إيجابية .

فيما أكد حسين طه عمر بقادي الأمين العام حزب الحركة الشعبية جناح السلام أن الخلافات التي عصفت بقيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال قد ينظر لها البعض بأنها ستفرز  أكثر من وجهة نظر، وقال أن مفاوضات المنطقتين ستكون شاقة وعسيرة للإنشقاق الذي حدث بين القادة. وأوضح أن وحدة ابناء جبال النوبة بعد عزل عرمان وتسليم ملف المفاوضات للحلو هو مؤشر ايجابي نحو السلام وخطوة جيدة قد تكون داعمة للحوار ولملف السلام.

ويؤكد بقادي أن  أيلولة ملف التفاوض لعبد العزيز الحلو أفضل لإبناء المنطقتين (جبال النوبة والنيل الازرق)  وذلك لأن ياسر عرمان كانت لديه اجندة خاصة تفرض عليه أن تظل نيران الحرب مشتعلة، لهذا كان يضع العراقيل دوماً ليمارس هوايته في إطالة ملف التفاوض،  مبيناً أن الذين التفوا حول الحلو من أبناء المنطقه أهدافهم مشتركة حول  السلام والوجود في الوطن والمساواة مع أبناء الشعب السوداني في الحقوق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة