ثنائي العاصفة!

 تبددت تماماً وربما إلى الأبد الآمال في إمكانية إعادة رتق وترقيع الحركة الشعبية قطاع الشمال عقب العاصفة التى اجتاحتها مؤخراً وخلفت دماراً رهيباً. صحيح إن الحكومة الجنوبية و برئاسة الرئيس كير أجرت محاولة ولكنها لم تكلل بنجاح. كما بذل

ثنائي العاصفة!بعض شركائها الدوليين وداعميها -سراً طبعاً- محاولات مضنية حافلة بالتهديد و الوعيد ولكن دون جدوى.
 ثم حاول بعض أصدقائها البسطاء من قادة القوى السياسية السودانية و من رفقاء التجمع الوطني في نسخته الأولى في تسعينات القرن الماضي ولكن الحصيلة كانت صفراً. ويرى بعض القريبين من الملف ان الأزمة الحقيقية التى تحول دون إمكانية إعادة توحيد الحركة تعود الى (أمور شخصية) بالغة العمق و التعقيد بنص تعبيرهم.
فطبيعة الحركة تفتقر الطابع القومي او ما يمكن وصفه بالطابع السوداني  المتماسك و اصدق دليل على ذلك الصراع القبلي الدامي الذي يجري الآن داخل الحركة الأم بلا أدنى أمل في إنهائه على المدى القريب، بل يعتقد الكثيرون ان خروج أي مهزوم من الملعب الجنوبي معناه دخول لاعبين جدد بحيث يستحيل عملياً توفيق أوضاع الحركة الأم لتصبح قوة سياسية متماسكة تراعي مصلحة الدولة.
هذه الجرثومة لسوء الحظ انتقلت بكاملها كأمر طبيعي للحركة الابنة قطاع الشمال بدليل ان هذه الحركة فشلت في قيادة ما كان يعرف بالجبهة الثورية و امتنع عقار عن ترك رئاسة الثورية لحركات دارفور و من المؤكد ان رفض عقار تبادل الرئاسة مع قادة حركات دارفور لم يكن موقفاً شخصياً لان بقية قادة الحركة لم يحاولوا قط مناصرة حركات دارفور حينها في نيل حقوقها في الرئاسة الدورية للثورية.
تلك كانت تجربة ثانية أثبتت بعد الحركة السحيق عن التوجه القومي. مالك عقار نفسه يسدد الآن فاتورة قديمة أخرى لم يتحسب بها حين (رضخ) للحلو وقبل قيام الاخير بالخروج في 6/6 2011 وإعلان الحرب، فقد تبيين ان عقار لم يكن على علم بالخطوة التى قام بها الحلو ربما عارضها في البداية ثم اضطر لمسايرتها لاحقاً على مضض.
هذه الفاتورة واجبة السداد لم تغب عن ذهن الحلو فالأخير لا نسى ولا يغفر. بالنسبة لعرمان فان الحلو فيما يبدو ادرك انه (لديه ارتباطات) بجهات أخرى! الحلو اختصر الأمر في حمل سياسية مفيدة في استقالته الشهيرة قبل نحو من عام حين وصف عقار وعرمان بأنهما (يقومان أمور غامضة)! الغموض الذي يراه الحلو له عدة أبعاد و لكن اقله ان عقار و عرمان لا يمكنهما قيادة النوبة!
مجمل الصورة ان عاصفة الحركة الشعبية الآن جعلت عقار وعرمان يتيمن وأن من الصعب حتى ولو توحدت الحركة ان يتقدما الصفوف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة