عودة المهدي .. طلع البدر علينا

 حينما عاد الفنان الراحل محمد وردي من الغربة بعد خمود نار المعارضة وبداية المصالحة السياسية 

العفوية بشكل أو آخر .. كتب حول عودته الصحافي الراحل الاستاذ محمد طه محمد احمد سلسلة حلقات حول عودته تناول فيها انتاجه الغنائي وعلاقاته بالوسط الغنائي .. والحكومات المتعاقبة . > وردي لم يترأس حكومة أو حزباً سياسياً .. فقط كان رئيس اتحاد الفنانين .. لكن الصادق المهدي .. ترأس الحكومة والحزب السياسي .. وحتى الآن لم يقدم في ورقة توصيات لمعالجة مشكلات البلاد. > الصادق المهدي مشكلته هي أن يكون زعيماً يتحرك تحت الاضواء الاعلامية .. ويستمر مستفيداً من الورثة السياسية التي تركها جده السيد عبد الرحمن . > وعودة الصادق الآن سينتظرها استقبال حاشد .. تجرى له الآن اعمال تكوين لجنة .. تختلف فيها قيادات حزبه حول الشخصية المناسبة لترأس اللجنة .. لجنة الاستقبال . > ترى هل يقوم حزب الأمة القومي الآن بعمل يعكس مدى الفراغ التنظيمي بداخله .. وهو ينشغل لدرجة الخلافات بعودة زعيمه وكأنه قد نصب رئيساً للحكومة؟ > لماذا أصلاً غادر الصادق البلاد ..؟ ولماذا يهم الآن بالعودة؟ وماذا سيستفيد الشعب من عودته ..؟  بل حتى جماهير حزب الأمة القومي ماذا استفادوا من مغادرته البلاد في ما سماه عملية (تهتدون) .. وماذا استفادوا من عودته فيما سماه عملية (تفلحون) ..؟ ترى هل افلح بالفعل؟ > لقد افلحت الحكومة فقط .. افلحت في تفكيك جيش الأمة .. ولو كان الصادق الآن قد غادر البلاد .. وسيعود كما حدد لمستقبليه في يوم التاسع عشر من ديسمبر القادم .. فإن الحكومة أيضاً للمرة الثانية ستكون هي المفلحة .. والصادق يغادر بلا ثمرة منعكسة على حزبه وجماهير حزبه .. ويعود بلا فائدة . وسارة نقد الله تحتج على أن يترأس لجنة استقبال الصادق الفريق صديق اسماعيل .. وهددت بتقديم استقالتها من موقع الأمين العام . > فماهي أهمية استقبال الصادق المهدي لدرجة أن تهدد الأمين العام باستقالتها؟ > وما المشكلة لو ترأس لجنة استقبال الصادق المهدي احد قيادات الحزب؟ > عودة الصاق المهدي الآن لن تكون بأهمية عودته في عملية (تفلحون) .. فهو لم يغادر لقيادة عمل معارض مسلح .. ولن يعود بأكثر مما غادر . والحكومة السودانية نفسها تعتبر مغادرته البلاد وعودته سفرية مواطن عادي. > وحينما سأل سائل الدكتور أمين حسن عمر  .. عن رؤيته حول عودة الصادق المهدي .. أجاب قائلاً: (نغني ليه طلع البدر علينا). > و (طلع البدر علينا هو نشيد قيل أن أهل المدينة استقبلوا به خاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم لكن  قيل أيضا أن هذا غير صحيح .. وغير مثبت.. ولك أن تقارن بين شعور الحكومة وبين شعور المكتب القيادي لحزب الأمة القومي تجاه عودة الصادق المهدي . > ثم إن كل القوى الرافضة للحوار الوطني .. لا تهمها عودة الصادق في شيء .. لأنه سيأتي بموقف غير حاسم من الحوار .. وفي اعتباره ما سيكسبه مبارك المهدي على الصعيد السياسي إذا كان قد خسر من الناحية التنظيمية . > فعودة الصادق عودة مواطن عادي .. وعودة مختلفة جداً عن عودة نداء الوطن وهو اتفاق جيبوتي .. وقد وقعه مع الرئيس البشير ..وسمى تلك العودة (تفلحون).. ولم يفلح بدليل محاولة صناعة عودة مماثلة .. فالأخيرة تبقى وهمية لأن الجيش حقق الانتصارات ومؤامرات واشنطن واسرائيل بارت وخارت . > فليعد الصادق دون أن تشق عودته صف قيادات حزبه .. فتكون ميتة وخراب ديار . > عاد ميشيل عون إلى الواجهة السياسية .. بعد أن كان يلعب على حبال التناقضات .. وها هو الصادق المهدي يعود بعد أن جرب التناقضات .. لكن فقط إماماً للانصار ورئيساً مدى الحياة لحزب الأمة.. وقد اخطأ القيادي بحزب الترابي بشير آدم رحمة قراءة الواقع السياسي على صعيد الأحزاب السياسية وهو ينصح بأن يبتعد آل المهدي عن حزب الامة . > أي يكون مثل حزب مسار وحزب دقنة .. لنيل بعض المواقع الحكومية وكفى . غداً نلتقي بإذن الله .