رحلة مشار من كينشاسا الى الخرطوم .. الهبوط الآمن

المثني عبد القادر وصل النائب الأول لرئيس دولة جنوب السودان زعيم المعارضة المسلحة الدكتور رياك مشار الى الخرطوم صباح أمس على متن طائرة سودانية خاصة قادمة من الكونغو لتلقي العلاج حيث أعلن المتحدث باسم الخرطوم وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال أن الخرطوم استقبلت مشار لأسباب إنسانية بعد أن تم إخطار حكومة جنوب السودان على رأسها حاجته للعلاج والرعاية الطبية وسوف يبقى بالبلاد تحت الرعاية الصحية الشاملة إلى أن يغادر إلى حيث يشاء لاستكمال علاجه. في المقابل أكد سفير جوبا بالخرطوم ميان دوت إخطار الأخيرة لحكومته رسمياً باستضافتها لزعيم المعارضة المسلحة رياك مشار لأسباب إنسانية، وقال دوت إنه تم إبلاغ النائب الأول المعين لرئيس جنوب السودان تعبان دينق باستقبال الحكومة لمشار. شكراً الخرطوم قال المتحدث باسم زعيم المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان جيمس قديت داك بأن الدكتور رياك مشار الذي وصل الخرطوم صباح أمس (الثلاثاء) سيخضع لفترة علاج بالخرطوم لعدة أيام قبل أن يغادر الى دولة أخرى لم يحددها، وشكر قديت في تصريح خاص لـ(الإنتباهة) السودان حكومة وشعباً لاستضافهتم مشار، مطالباً الخرطوم بالتدخل لحث جوبا بالتوقف عن الاعتداء على قواتهم التي كان آخرها أمس بهجوم الجيش الشعبي على المعارضة في طريق (جوبا - ياي)، وأضاف قديت إنهم يعولون على السودان لأنه الشقيق الأكبر في حل خلافهم مع حكومة الجنوب، يشار أن مشار وصل الخرطوم قادماً من الكونغو بطائرة سودانية. العلاج بالكونغو قالت مصادر مقربة من رياك مشار إن خلال تواجده في مشفى تابع للأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية كان يتعالج من إصابة في قدمه، وقالت المصادر -التي فضلت عدم الكشف عن هويتها- إن مشار مكث في المستشفى منذ يوم الخميس الماضي قبل أن ينقل الى الخرطوم أمس ليتلقى العلاج من إصابة في قدمه تعرض لها قبل أسابيع خلال خروجه من جنوب السودان، وأضافت المصادر أن عدداً من وزراء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيقاد) والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أجروا اتصالات هاتفية مع مشار للاطمئنان عليه وبحثوا معه مجمل التطورات في جنوب السودان، ولم يتسنَ الحصول على تعليق رسمي من الأمم المتحدة بشأن هذه الأنباء، كما لم تفسر المصادر نفسها سبب إصابة مشار في قدمه غير أنها أشارت الى أنه قطع أكثر من 40 كيلومتراً سائراً على قدميه خلال رحلة خروجه من جنوب السودان مرجحة أن يكون هذا سبب إصابته في قدمه عضة ثعبان. خروج مشار لكن المصادر كشفت معلومات جديدة حول عملية خروج مشار من دولة جنوب السودان، التي أشرف عليها نائب رئيس هيئة الأركان بجيش المعارضة الفريق جيمس كوانغ شول، وبدعم الاستخبارات التابعة له، وصولاً إلى الكونغو الديمقراطية، وأوضحت المصادر أن الخطة تم تنفيذها على ثلاث مراحل، بدأت بإخفائه عن الأنظار في جوبا لمدة ثلاثة أيام، والمرحلة الثانية إخراجه من العاصمة في - يوليو الماضي بعد تمكن قوة الحماية من تأمين الطرق، التي سيسلكها، قبل البدء الفعلي في عملية نقله خارج البلاد، وهي المرحلة الثالثة، وكشفت المصادر أن المرحلة الثالثة تأجلت أكثر من مرة بعد اختراق رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت لصفوف المعارضة، وانضمام عدد من القيادات والشخصيات لجانبه، مما زاد من تعقيد المهمة، خشية تسريب معلومات عن تحرك مشار. وأشارت إلى أن عملية المغادرة لم تكن سهلة في ظل سيطرة الحكومة على المطارات وسماء البلاد، ما استلزم اللجوء إلى التمويه لخداع استخبارات حكومة جوبا. كما اعتمدت عمليات التمويه، وفق المصادر، على إرباك استخبارات حكومة جوبا، وإيهامها عبر تسريب معلومات خاطئة بأن عملية الفرار ستتم عبر الحدود مع إثيوبيا، فدفعت جوبا بآلاف الجنود على طول حدوها مع إثيوبيا، وكثفت من طلعاتها الجوية. وبحسب المصادر، فقد اختار مشار طريقاً آخر، فانطلق من جوبا إلى ولاية الاستوائية التي لها حدود مع يوغندا وإفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية، مشيرة إلى أن الرحلة كانت محفوفة بالمخاطر، نتيجة علاقة يوغندا الوثيقة بسلفا كير، فضلاً عن أن المناطق الحدودية مع إفريقيا الوسطى تخضع لمليشيات نهب مسلح وغير آمنة. وأوضحت أن مشار وصل لحدود الكونغو الديمقراطية ودخل بلدة غوما، شرقي البلاد، بصحبة 14 شخصاً من معاونيه، إضافة إلى زوجته، قبل أن تعود القوات الخاصة الموالية له إلى جنوب السودان، بعد الاطمئنان عليه، وأشارت إلى أن العملية شارك فيها ما بين 500 إلى 1200 من قوات مشار. وبحسب المصادر، فقد تلقى مشار نصيحة من دول صديقة بالتوجه نحو الحدود الكونغولية وقامت بدورها بالتنسيق مع الأمم المتحدة لتسهيل المهمة. ولم تكشف المصادر تلك الدول، غير أنها عادت وقالت إن كينيا وأمريكا والأمم المتحدة لعبوا دوراً رئيساً في عملية نقل مشار إلى الكونغو، مشيرة إلى أنه وصل في وضع صحي سيء جراء الإصابة، التي لم يعلن عنها حفاظاً على معنويات قواته. وأوضحت أن عملية التواصل، خلال رحلة فرار مشار، تمت عبر هواتف الثريا، التي تعمل بالأقمار الاصطناعية، إضافة إلى هواتف إثيوبية وكينية. من جهة أخرى، كشفت المصادر أن اتصالات مهمة جرت لبدء مرحلة جديدة من التفاوض بين سلفا كير ومشار، مشيرة إلى أن الأخير تلقى دعوة للقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في نيروبي، وأشارت المصادر إلى أن الدعوة نقلها دونالد بوث مبعوث الرئيس الأمريكي لدولتي السودان وجنوب السودان، عبر اتصال هاتفي، من دون أن يتضح ما إذا تم الاتفاق فعلياً على عقد الاجتماع أم لا، لكن بانعقاد الاجتماع يتضح بأن مشار لم يشارك فيه خاصة أن وصوله الخرطوم سيربك حسابات جوبا.

تعليقات

  1. خريطة مخططات جنوب الخرطوم
    اذا كنت ترغب فى الحصول على سيارات للبيع السودان عليك زيارة موقعنا حيث اننا نسعي دائما على تقديم هذة الخدمة فى اسرع وقت ممكن حتى لا تنتظر الكثير من الوقت لكي تحصل على هذه الخدمة لذا يمكنك الان ان تتواصل معنا اذا اردت الحصول علي سيارات للبيع السودان و سيارات للبيع في السودان و خريطة مخططات جنوب الخرطوم و هايس للبيع في السودان
    هايس للبيع في السودان
    https://www.alsoug.com/

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة