جنوب السودان .. مسخرة أمريكية ويهودية

> ليس هناك بحث مضن لزعيم المعارضة رياك مشار ..بل تحريك للقوات الحكومية بدباباتها وطائراتها لقصف الأماكن التي يعتقد أنه متحصن فيها بقواته من أبناء قبيلته النوير . > والقوات الحكومية المكلفة بتصفيته طبعا تخلو من أبناء النوير ﻷن القصف العشوائي يعني تأكيد سقوط ضحايا من قبيلة مشار ويعني احتمال ضعيف جدا لقتل مشار أو جرحه. > والمشهد الذي يصور جانباً من المأساة الفظيعة التي صنعها النظام السوري تجري صناعته في جنوب السودان بواسطة حكومة جوبا.. في مثل حكومة الأسد تريد خلط دماء المدنيين الأبرياء بدماء قوات المعارضة . ثم ينفتح هناك سوق روسي جديد لبيع القنابل..التي ستسقطها على المدنيين كما تفعل حالياً في سوريا . > وأمريكا ليس لها مصلحة في قتل المدنيين في جنوب السودان..لأن وسط المدنيين هناك لا يحتمل وجود داعش أو جيش النصرة أو تنظيم القاعدة أو أية جماعة يمكن أن تهدد مصالحها بعد هدوء الأحوال كما في سوريا . > إذن المشهد الذي يعتبر واحداً من مشاهد الكارثة السورية وأولها يبقى مقدمة لبقية المشاهد، ثم تأتي عمليات روسيا كمشهد أخير متوجة للكارثة تمامًا . > هذا هو جنوب السودان الذي أفلحت واشنطن في نزعه من الخرطوم نزعاً .. و لم يفكر مثقفو جنوب السودان حينها في أن مشكلاتهم المختلفة التي يرونها واقعاً ماثلاً في إقليمهم من الممكن اختراقها بجعل العاصمة هناك في جوبا أو ملكال أو واو ولو لفترة معينة ما دام كل الأرض سودانية . > والآن رئيس دولة جنوب السودان يحكم دولته من عاصمة مقرها في حاضرة إقليم القبائل الإستوائية وهو ليس منها . > لكن حتى الآن يعجز المثقفون والسياسيون في إفريقيا عن دراسة وأبحاث مصالح بلدانهم .. وهو عجز مستمر يجني ثماره باستمرار معسكر التآمر على إفريقيا. > وهذا المعسكر يضم واشنطن ولندن وإسرائيل.. وهاهي روسيا التي كانت تتآمر بمفردها.. تنضم إليه عملية تدمير سوريا تماماً حتى لا تزعج إسرائيل .. وقد بدأ تدمير سوريا بدعم دكتاتورية حزب البعث الحاكم من قبل إيران وحاخامات الطائفة الشيعية . > والآن يبدأ تدمير جنوب السودان تماماً حتى لا يفكر في النهضة وفي بناء سد النهضة على النيل الأبيض ..لأن كل دول افريقيا لو تطورت مثل دول الاتحاد الأوروبي سيكون الاتحاد الإفريقي هو الوصي على القارة وليس واشنطن .. وستضيع فرصة التدخل الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني مرة أخرى في شؤون دول القارة .. فلا تآمر و لا استعمار ولا محكمة جنائية ولا حركات تمرد . > وحركات التمرد من صالحها عدم تقدم القارة الإفريقية ..من صالحها أن تستمر الوصاية والمؤامرة الغربية والصهيونية فيها. > ولكن حركات التمرد السودانية والسودانية الجنوبية .. بالطبع تتعارض مصلحتها مع مصلحة واشنطن وإسرائيل في جنوب السودان.. فتلك تريد دولة الجنوب مستقرة ليتوفر لها الدعم والأرض الجنوبية وتؤمن لها خطوط الإمداد .. والاستقرار يعني لواشنطن وإسرائيل ضياع ما أنفقتاه و خسرتاه في فترة تمرد الحركة الشعبية .. فالمقصود أصلاً ألا تتطور وتنهض القارة الإفريقية . > وتطور القارة ونهوضها يكون بنهضة دولها .. وكلما نهضت دولة افريقية يكون نهوضها خطوة في اتجاه نهضة القارة واستغنائها عن دول الاستكبار .. وإغلاق سوق السلاح بداخلها . > وحتى لا تشكل دولة جنوب السودان بعد إنفاق أموال المؤامرة على التمرد الذي يحكمها بعض قادته اليوم هذه الخطوة .. رفضت واشنطن أن تتدخل لصالح أمن الدولة الجديدة .. ورعت اتفاق سلام لخصومها بصورة سيئة للغاية . > والنتيجة هي أن يسعى ملونق لاغتيال مشار .. وأن تهدد المعارضة بإزاحة سلفا كير . > وواشنطن تجد نجاحها في تطبيق خطط مراكز الدراسات الإستراتيجية الأمريكية. > وهي تنتظر مرحلة جديدة في جنوب السودان هي مرحلة الصراع بين مشار وتعبان من جهة وسلفا كير من خلال ملونق ومشار أيضاً من جهة أخرى . غداً نلتقي بإذن الله ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة