المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2015

عندما أصبح البشير قمة لوحده

بقلم: أبشر الماحي الصائم   سدد الرئيس عمر البشير بزياراته الخارجية المتوالية ضربات قوية لمحكمة الجنايات الدولية، غير أن التسديدة الأخيرة في جوهانسبيرج كانت بمثابة الضربة القاضية، فهيبة المحكمة الجنائية بعد زيارة الرئيس وعودته باهراً ليس كما كانت قبل الزيارة، فلقد تضعضعت هذه المحكمة وتراجعت فعاليتها بعد أن تجرأ الرؤساء الأفارقة، بفضل الله ثم بفضل أخذ السودان بقوة وجسارة مبادأة وأد الجنائية التي تستهدفهم. * فلئن أرادت المحكمة الجنائية من وراء حكمها وملاحقتها للرئيس البشير، انتقاما وانتقاصا فهي من حيث تدري أو ﻻ تدري تزيد في كل مرة الرئيس نجومية وبطولة.. وفي المقابل تزداد هي تقهقرا وتراجعا.. فربما، والحال هذه، كان لأول مرة بل وفي سابقة مهنية نادرة أن يترك الرماة الإعلاميون أماكنهم ووسائلهم التقليدية التعبيرية جانبا ويصفقوا للرئيس البشير وهو يهبط مطار الدوحة، حتى عرفت تلك القمة العربية بقمة البشير، تكرر الأمر ذاته في أبوجا وعواصم أخرى، لكنه اليوم يتكرر بصورة هي الأقوى، عندما لم يعرف الرأي العام من هذه النسخة الأفريقية إلا موضوع (البشير والجنائية). هكذا تركت كل الميديا العالم...

إقرار من صندوق النقد الدولى بجهود الاقتصاد السودانى

أقر صندوق النقد الدولي بجهود الإصلاح الاقتصادي في السودان، مؤكداً اهتمامه بالتنمية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي ودعم الشرائح الضعيفة. فيما دعا وزير المالية والتخطيط الاقتصادي "بدر الدين محمود" الصندوق لدعم السودان في تحقيق المزيد من الإصلاح الاقتصادي سيما في مجال تطوير الإيرادات وتحديث وسائل جمعها، وأكد الوزير لدى لقائه بالوزارة أمس (الأربعاء) بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة "إريك موتو" نجاح السياسات الإصلاحية التي انتهجتها الوزارة في العام السابق 2014م والربع الأول من العام الحالي، مبيناً أن مؤشرات الأداء تؤكد هذا النجاح، حيث تم خفض معدلات التضخم من (39%) إلى أقل من (25%)، كما تم إنفاذ الإصلاح الضريبي بالاتجاه نحو حوسبة العمليات الضريبية، وتم تنفيذ نظام الخزانة الواحد. وأشار الوزير إلى جهود خفض الإنفاق الحكومي والاهتمام بالأولويات، مؤكداً اهتمام الدولة بالإنفاق على القطاعات الإنتاجية الحقيقية كأولوية والإنفاق على الشرائح الضعيفة وفق برنامج محدد وواضح بجانب الإنفاق على التنمية، مشيراً إلى نجاح تمويل العملية الانتخابية من موارد ذاتية. وفي مجال السياسات النقدية أك...

معارضة تجاوزها الزمن!

بقلم : كمال علي •    القبول عند رب العالمين ومنه سبحانه وتعالى ينعم به على عباده الذين اختصهم بهذا القبول وهذا الشرف وتلك القيمة. •    نحسب أن البروف "إبراهيم أحمد غندور" وزير الخارجية من أولئك البشر الذين يتمتعون بنعمة "القبول" ومن الذين اختصهم ربنا سبحانه وتعالى بهذه النعمة. •    السيد البروف "غندور" وزير الخارجية يتمتع بكل صفات القبول اللائق به وببلادنا على أن يكون على رأس الدبلوماسية السودانية وزيراً للخارجية في أدق مراحلها وفي المنعطفات السياسية الخارجية التي تمر بها بلادنا. •    عانت البلاد من الاستهداف الخارجي مثلما عانت من الحصار الاقتصادي والدبلوماسي وذاقت الأمرين من الحصار. •    كان البروف "غندور" حاضراً عند كل تلك الملمات والمخاطر التي تحدق ببلادنا وكان في المستوى اللائق به في كل المستويات الوطنية والأكاديمية. •    كان البروف "غندور" على قدر تحديات الوطن التي تكاد أن تعصف به وبمقدراته وكان في "الموعد" تماماً إدارة حكيمة وراشدة لجامعة الخرطوم أهم وأنبل مؤسساتنا في التعليم ا...

أحزاب المعارضة .. رسوب أخر في مادة الديمقراطية

في نهايات الأسبوع المنصرم ضرب انقسام حاد صفوف ما يسمى بتحالف قوى الاجماع المعارض وقع نتيجة الموقف من التسوية السياسية والمشاركة في مؤتمر باريس، فإجتماع المعارضة العاصف سبقه اجتماع قام فيه التحالف بفصل أحزاب البعث الأصل وحشد، والتغيير الديمقراطي، عن جسد التحالف نسبة لمواقفهم المعارضة للتسوية عن طريق الخارج وما أسموه استدعاء الأجانب واللجوء إلى المجتمع الدولي وكذلك تلك الرحلات الماكوكية في العواصم الأوروبية والتي من المتوقع أن تكون محطتها القادمة باريس، وقالت تسريبا من داخل الاجتماع العاصف أن الجميع أقر ذلك القرار بينما تحفظ عليه الحزب الشيوعي. وأوضحت التسريبات أن مخاشنات كبيرة شهدها الاجتماع وصوبت انتقادات حادة تجاه رئيس التحالف فاروق أبو عيسي المحامي، وكانت تلك الأحداث بدأت في اجتماع سابق، ووصلت ذروتها منتصف الاسبوع المنصرم ، وكان الصراع منصباً بشكل أساسي حول الموقف من الحوار، وكيفيته، وخيار التسوية السياسية، فالاجتماع الأول – بحسب المصدر الزميل- كاد أن يطيح بفاروق أبو عيسي بينما نجح الاجتماع الثاني في الإطاحة بالأحزاب الثلاثة. ويقول المصدر أن أبو عيسى رئيس التحالف قد لوح باستقالته ...

الجنائية الدولية إلى زوال

بقلم : محمد المعتصم حاكم الذي جرى في جنوب أفريقيا الأحد الماضي عبارة عن زوبعة أثارها بعض الناشطين والمعارضين لحكومة (جاكوب زوما) عبر محكمة جزئية كانت قد أصدرت حكماً مؤقتاً بمنع الرئيس البشير من مغادرة جنوب أفريقيا بعد أن وصل إليها بدعوة من الدولة المضيفة والاتحاد الأفريقي للمشاركة في القمة الـ(25) للاتحاد، ولم تكن تحركات المحكمة الجنائية الدولية غائبة عن أحد، وهي تحرك ملفاتها القديمة عبر أولئك الناشطين الذي يبحثون عن الشهرة عبر وسائل الإعلام وهم يعلمون جيداً بأن لكل الرؤساء الأفارقة حصانة من أية مساءلة قانونية وهم يشاركون في تلك اللقاءات الإقليمية الخاصة بمعالجة الأزمات الأفريقية والنهوض بالقارة نحو الاستقرار والتنمية في وقت يشهد العالم بأسره انهيار المحكمة الجنائية الدولية، إحدى أذرع الاستعمار الحديث الذي تقوده الدول الغربية في مواجهة الدول النامية للسيطرة على اقتصادها وقرارها السيادي حتى لا تنهض ولو بعد مائة عام، ويحرك تلك الملفات ضد دول العالم الثالث (اللوبي الصهيوني) في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن شبعت المحكمة الجنائية الدولية أراد البعض بث الروح فيها عبر تلك ال...

العدل والمساواة.. خروج المهزوم!

هل صحيح إن الجبهة الثورية باتت تفكر بجدية في التخلص من حركة جبريل إبراهيم بعد أن تلقت الأخيرة هزيمة ماحقة قوز دنقو مؤخرا؟ وما هي حيثيات هذه الاتجاه، وما هي خيارات جبريل؟ الواقع إن حركة جبريل حتى ولو بعيداً عن هزيمتها الأخيرة باتت بالفعل تشك عبئاً على ما يسمى بالجبهة الثورية شأنها شأن بقية الحركات الدارفورية المسلحة التي استدرجها ما يسمى بقطاع الشمال لكي ما يستخدمها وقوداً حيوياً للحرب ريثما تدين له الأمور ومن ثم يكون لكل حادث حديث، بل إذا شئنا الدقة فإن الثورية في مجملها ليس سوى إطار عام تفتقت عنه أذهان غربية لإعطاء قطاع الشمال بصفة أساسية صبغة قومية لتكرار نموذج نيفاشا مستقبلاً.   ولمن أراد أن يستزيد فليعد إلى الظروف التي ولدت فيها الثورية والذين أشرفوا على ولادتها والأهداف التي رسمت بعناية لتحقيقها في غضن 10 أعوام لا تزيد! تلك قصة أخرى لا يتسع المجال للخوض فيها، ولكن بالعودة إلى طبيعة العلاقة بين المكونات الدارفورية المسلحة وقطاع الشمال فإن استغلال الأخير لهذه المكونات المسلحة -لأغراض تكتيكية- لا يخفى على أي مراقب، وعلى ذلك فإن بإمكاننا ملاحظة الآتي: أولاً، تلاحظ بوضوح أن ...

لو كان البشير جباناً!!!لما أختار الخدمة العسكرية أساساً

بقلم/ محجوب فضل بدري * الشيء الوحيد الذي لم يعرفه البشير، أو يتعلمه هو (الخوف) بحكم نشأته ثم تربيته العسكرية، ولو كان الخوف يعرف إلى قلب الرئيس سبيلاً، لما صابر، ورابط، أمام صنوف الابتلاءات، والتحديات، والأزمات، التي اكتنفته من كل جانب، يأخذ بعضها بتلابيب بعض، ولا نسمع منه عند إبلاغه بمصيبة من المصائب إلا كلمة واحدة هي (خبر) ثم ينصرف إلى ما كان فيه عمل،، وقد كنت دائماً أحس بصدق كلماته وهو يتحدث عن رغبته في نيل الشهادة في سبيل الله، وقد عجمت المشاكل عوده، واختبرت الحوادث صلابته، وهو يقود سفينة البلاد في بحر متلاطم يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب، ظلمات بعضها فوق بعض، ولكن، ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور، وتضيق هذه المساحة لتوثيق مواقف الرئيس البطولية التي تنضح شجاعة وبسالة، وعزة ونخوة، وأفردت لها فصلاً كاملاً في كتاب قيد الإصدار عنوانه (عمر في صور) وقد نشرت مقتطفات منه في هذه المساحة لشهور خلت، وهذا ما نحن ليس بصدده الآن. * ماذا لو كان البشير جباناً!!! إذن لما أختار الخدمة العسكرية أساساً، ولما إختار القوات المحمولة جواً وحدة، فهي سلاح المغاوير، وهي وحدة الفدائيين، ا...

قرار المحكمة الجنائية.. حجر في بركة مياهها الراكدة

بقلم : منال عبد الله عبد المحمود أعمال القمة الأفريقية المعقدة في جوهانسبيرج بجنوب أفريقيا لقيت أصداء واسعة عقب ما جرى من أحداث على خلفية الطلب الذي تقدمت به المحكمة الجنائية الدولية إلى السلطات الجنوب أفريقية والخاص بتفعيل قرار المحكمة بحق الرئيس البشير ولم يكن طلب المحكمة هو الأول من نوعه، فقد سبق أن حدث في كثير من المشاركات الأفريقية التي يقوم بها الرئيس في سياق التفاعل مع الدول الأفريقية، وكان آخرها المؤتمر الذي عقد بنيروبي بكينيا، ومما هو يدعو إلى الدهشة أن المحكمة الجنائية قد تقدمت بطلبها هذا على الرغم من أن أحد أهم أجندة القمة المنعقدة هو مناقشة موقف الدول الأفريقية من المحكمة نفسها بل ومن اتفاقية زوما ونظامها الأساسي الذي بموجبه أنشئت المحكمة وهو ما يعني أن شرعية المحكمة نفسها هي موضع تساؤل في العواصم الأفريقية خاصة أن جل قراراتها وإداناتها قد كانت بحق رؤساء وزعماء الدول الأفريقية وكأن المحكمة قد أنشئت ابتداء من أجل القارة الأفريقية. وهو ما يشكل استهدافاً واضحاً للقارة السمراء وقياداتها برغم أن الانتهاكات التي تقوم بها كثير من الدول على مستوى العالم ضد شعوبها وضد كثير من ا...

وعاد الرئيس المنتظر..!!

بقلم: بابكر يحيي ضجت الدنيا شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً، ونشطت الأسافير وتوزعت كروت الأفراح لبعض المتعطشين  لسماع نبأ مهم، نبأ طال انتظاره  من أولئك الذين وضعوا عشمهم في عدالة لاهاي..! ظن هؤلاء أن ساعة الصفر قد حان وقتها وأن الرئيس  البشير قد أفل نجمة وتم اعتقاله في جنوب أفريقيا، وخرج النشطاء من كهوفهم وملاجئهم ليحتفلوا بهذا النبأ المضروب، ولكنهم عادوا وتحملهم الحسرة ويحفهم الندم. شارك البشير في هذه القمة وقت أن تدثر آخرون خوفاً من الاعتقال أو التظاهر أو حتي الاحتجاج..!! نجح الشعب السوداني  في الاختبار حينما فشلت أجهزة المخابرات العالمية، وعاد البشير بطلاً بينما ظهرت  محكمة لأهاي  كنمر من ورق، فخرجت من هذه المعركة ضعيفة النفوذ، مكفهرة الوجه، تحمل أوراقاً متناثرة، وحالها يعبر  عن الضعف والتوهان، ضعف في الآليات وتوهان في الأجندة. خسرت جنوب أفريقيا شيئاً من سمعتها ونجحت المحكمة في تشويه صورة نفسها. علم العالم  كله أن جنوب إفريقيا تدعو ضيوفها وتخدش مشاعرهم وبني هذه وتلك غابت وستغيب الثقة التي بناها زعيم أفريقيا العظيم نيلسون مانديلا...

شكرا للرئيس زومبا على كلماته الطيبة بحق رئيسنا

متى يرعوى ناقصى الرجولة وعديمى الوطنية من بعض معارضى الوهم والكيد الرخيص .. متى يرعوى كلاب الموساد واذناب ال C I A من الذين كلما هممنا باسيادهم يحسبونها صيحة عليهم وان اسيادهم هموا بنا يحسبونها صيحة لهم .. متى يرتقوا لمستوى معارضة اخواننا الجنوبيين الذين حاربونا خمسين عاما ولم يرموننا يوما بالابادة الجماعية او التطهير العرقى او الاغتصاب ولم يخرجوا بقضيتهم للاتحاد الافريقي ولا الامم المتحدة ناهيك عن مجلس الامن رغم اختلافنا معهم دينيا وعرقيا وثقافيا واثنيا .. لقد كانوا ولا زالوا وطنيين يعرفون قدرهم وقدر اخوانهم الشماليين ويحرصون على حل قضيتهم بانفسهم ولا يعرضونها سلعة للمتربصين فى سوق النخاسة العالمى ..   اما هؤلاء الذين ولدت معارضتهم فى الكنيست وفطمت ما بين بون وباريس وواشنطن وتبناها مجلس الامن فى عامها الاول حين جاد عليها بعشرات القرارات فى اقل من عامين من قبيل التصفية العرقية والاغتصاب الجماعى ومن كل بذاءات قاموسه المنحط الذى روض به امما وسحل به كثيرا من القادة ..   معارضينا من ادعياء الاسلام والاسلام منهم براء نقولها بالفم المليان ( وكتين مافى دين واخلاق ال...

مراسم التشييع

رغم الضجيج الذي أثارته مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية حول مشاركة الرئيس البشير في قمة جوهانسبيرج إلا أن أفضل وصف يمكن إطلاقه على ما تسمى بالمحكمة الجنائية الدولية هو ما قاله الرئيس: "المحكمة الجنائية انتهت وقمة جوهانسبيرج لمراسم التشييع والدفن". والمتابع لما تثيره المحكمة حول الرئيس البشير يتأكد أن المحكمة أخطأت التقدير وهي تحاول أن تكون احدى أدوات الضغط على السودان عبر التلويح بتوقيف رئيسه دون أن تنظر إلى طبيعة شعب السودان وعزته ودون أن تنظر إلى التوقيت الذي أطلقت فيه التهم الباطلة. ودون أن تنظر إلى الملعب الذي ركزت فيه وأفريقيا لم تعد هي أفريقيا فقد تحررت من قيود العبودية وكان السودان قائداً لهذا التحرر حينما ضحى ورضي أن يتنازل عن رئاسته للاتحاد الأفريقي في القمة التي استضافتها الخرطوم في العام 2006م تنازل عن حقه من أجل أن يمضي الاتحاد الأفريقي موحداً. وها هو يحصد ثمار صبره والقادة الأفارقة يمضون في تشييع المحكمة ورئيس جنوب أفريقيا الذي يعرف قدر أهل السودان ورئيسه يقول فخورون بمشاركة الرئيس البشير وسيبقى مكرماً ويغادر مكرماً متى ما شاء. صحيح أن ا...

لماذا جاءت القيادة بالفريق "عبد الرحيم" والياً للخرطوم؟؟

لم يكن متوقعاً أن يغادر التشكيل الوزاري لأي سبب من الأسباب، سيما أنه من المقربين للرئيس، كاتم أسراره وأحد مفجري ثورة الإنقاذ، ولكن تعيينه والياً لولاية الخرطوم فاق كل التوقعات والتكهنات.. وكانت المفاجأة. فبعد مخاض عسير لتشكيل الحكومة التي تم الإعلان عنها أمس الأول، كان اسم "عبد الرحيم محمد حسين" ضمن قائمة الولاة والياً للخرطوم خلفاً للدكتور "عبد الرحمن الخضر"، ليترجل بهذا المنصب الجديد عن وزارة الدفاع، ويصبح بهذا التعيين الوحيد من أفراد الحرس القديم الباقي بالسلطة، بعد أن اقتضى برنامج التغيير الذي انتهجه المؤتمر الوطني قبل خمسة أعوام، أن يكون خارج السلطة خاصة أنه من الوزراء الذين أمضوا أطول فترة في وزارة الدفاع، وبتعيينه والياً للخرطوم يصبح ذلك الخيار هو الأخف. { إرهاصات ما قبل التعيين  على الرغم من أن تعيين "عبد الرحيم محمد حسين" في منصب الوالي لولاية الخرطوم كان حدثاً مفاجئاً، إلا أن إرهاصات كانت قد سبقت هذه الخطوة، حيث عمد بعض قيادات المؤتمر الوطني من خلال انتخابات الكليات الشورية للحزب، لاختيار مرشحين للولاة، إلى تسمية "عبد الرحيم" ...

تقرير مصير مناوي!

مني أركو مناوي بدا كمن يقرر مصيره ومصير حركته، فقد قال مؤخراً إن إقليم دارفور يطالب بتقرير مصيره! ومع أن الرجل يمكن اعتباره مذعور كونه كان وقتها (بمزاج سيء) وهواجس سياسية وعسكرية أسوأ جراء الضربات المتلاحقة التي ظل يتلقاها حملة السلاح في دارفور وفي جنوب كردفان على يد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلا أن هذه المطالبة اليائسة رغماً عن كل ذلك تستوقف كل مراقب، فهي: أولاً، تعطي خارطة واضحة لضيق الأفق السياسي في ثنايا هذه المطالبة أنّ الرجل يعيش حالياً -وعن قرب- مأساة دولة جنوب السودان المتطاولة حيث حاق الدمار الماحق -بلا استثناء- الكل، الجيش الشعبي، البنى التحتية، النفط، المدن، المرافق العامة، والأسوأ من كل ذلك أن دولة الجنوب -التي قررت مصيرها حديثاً- تحولت إلى أكوام من المليشيات المسلحة تمارس فوضى القتال، فالكل هناك ضد الكل والأكثر سوءاً من كل ذلك، أن دولة الجنوب ساعة الانفصال كانت تملك جيشاً شعبياً واحداً وكان القادة هناك -على قلة خبرتهم وحنكتهم- تحت لواء واحد فما بالك بحركات دارفور وهي بالعشرات! كيف سيكون الحال إذا ما تقرر فصل إقليم دارفور وهو يعج بهذه الحركات المسلحة وبذات ...

الزراعة عماد الاقتصاد

بقلم: محمد المعتصم حاكم أشار الرئيس البشير في خطابه الهام بعد أداء القسم أمام الهيئة التشريعية القومية إلي معالجة الاقتصاد بالاهتمام بالزراعة وتطويرها كركيزة أساسية للتنمية في كل ولايات السودان وبناء الاقتصاد وانتعاشة علي طريق التنمية المتوازنة ومحاربة الفقر عبر خطط وبرامج مستحدثة تعيد المشاريع الزراعية القديمة بصورة أكثر إنتاجاً وحيوية وتلك كانت رسالة واضحة من السيد رئيس الجمهورية للولاة ووزراء الزراعة في الولايات الذين أهملوا الزراعة ممن سبقوهم في تلك المواقع التنفيذية مما جعل السودان سلة غذاء (مخرومة) فشلت في توفير لقمة العيش للمواطنين البسطاء ناهيك عن تلك المقولة القديمة بأننا سلة غذاء لكل العالم وعموماً فإن السيد رئيس الجمهورية قد أدرك كل إخفاقات الزراعة في الماضي وتحدث عن عهد جديد للاقتصاد قومه التركيز علي الزراعة بصورة واقعية لأننا نملك كل مقوماتها من أراض خصبة في مساحات شاسعة ومياه متدفقة بكثافة عبر الأنهار ومساقط الأمطار وخبرة وتجارب طويلة في الزراعة لمحاصيل مختلفة. عندما كان مشروع الجزيرة وحده يكفي البلاد من العملات النقدية بإنتاج القطن طويل التيلة بجانب ال...

نضال الواهمين..

بقلم/ خالد مريود الوهم والتوهم حالة مرضية ذائعة الصيت عند أهل الطب والعلم مفادها الإحساس الدائم والشعور بالمرض والتوهم من الأمراض التي عرفها الناس منذ العصور الإغريقية واشتهر بأنه الإعياء الذي لا يعرف له سبب والإحساس بوجود مرض دون الإحساس به يشير إلى علة في القوى الإدراكية، العالم (انجلش) أشار في بحوثه ودراساته إلى أن الطبيعة المرضية لهذا الاهتمام المصحوب بمبالغة المريض بكل عرض يعتريه مهما كان بسيطاً .. أيضاً عرف أطباء علم النفس التوهم بأنه اضطراب نفسي المنشأ عبارة عن اعتقاد راسخ بوجود مرض رغم عدم وجود ليل طبي علي ذلك، وهو تركيز الفرد على أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي الأمر الذي يؤدي إلى حصر تفكير الفرد في نفسه واهتمامه الدائم بصحته وجسمه بحيث يطغي علي كل الاهتمامات الأخرى ويعوق اتصاله السوى بالآخرين ويشعر بالنقص والشط في نفسه كما يعوق أتصالح أيضاً بالبيئة به ويطلق عليه أحياناً رد فعل توهم المرض، هذه المقدمة الطويلة القصد منها معرفة "التوهم" كحالة مرضية تقودنا مباشرة إلى (نضال الواهمون) الذين أوهموا أنفسهم طويلاً وأغرقوها في براثن وهم النضال (الإسفيرى) محاولين إقناع ذوات...

اعتذار نسرين.. عندما تكذب الأرقام!!

بقلم: محمد عبد القادر بالأمس اعتذرت (الناشطة) نسرين علي مصطفي عن إزعاجها للرأس العام السوداني جراء حديثها عن وجود حالات تحرش بالأطفال داخل سيارات ترحيل المدارس. نسرين وعلي الرغم من خطورة الاتهام والقضية التي أثارتها وأدي نشرها إلي مصادرة عدد من الصحف وتعليق أخري عن الصدور، نفت أن تكون تملك أدلة أو إحصائيات أو شواهد علي وجود حالات تحرش جنسي أو اغتصاب داخل سيارات ترحيل المدارس. نسرين وزعت تصريحاً أو تصويباً صحفياً ممهورا بتوقيعها علي طريقة ساندرا ينفي مت ورد علي لسانها جملة وتفصيلاً علي الرغم من خطورة الحديث الذي أدلت به. من المؤسف أن يتحدث الناشطون بمثل هذه الطريقة لمجرد تعرية الحكومة أو إضعاف صورتها عند الناس، هنالك قضايا علي قدر من الحساسية لا تحتمل الحديث غير المستند علي الأرقام والإحصائيات، أحدثت تصريحات نسرين هزة اجتماعية كبيرة وصعدت إلي الأسافير وضاعفت من مخاوف الأسر علي أبنائها داخل سيارات ترحيل المدارس التي كانت تهم بفتح أبوابها، قالت نسرين كل هذا دون أن تمتلك أدلة ولا إحصائيات. حالة استسهال ولا مبالاة نتعامل بها مع الإحصائيات في السودان الأرقام تكذب وتتجمل، ل...

شكراً يا ريس.. الحكومة الجديدة.. جديدة..

لنحو أكثر من ماشة ساعة متتالية من الترقب والانتظار وتوتر الأعصاب انتظر الشعب السوداني الإعلان عن التشكيلية   الحكومية الجديدة في جوانبها الوزارية ومناصب ولاة الولايات وقبل ذلك قاوم الناس حرب الشائعات المتبادلة بين أصحاب التطلعات والمصالح المتقاطعة، فقد توالدت علي مدار الأسبوع الماضي التشكيلات المختلفة   والتي لم تخلو من الغرض   علي نحو   بكتيري، وظلت قلوب الناس تخفق   لكل خبر أو شائعة باحثة   عن الخبر   اليقين والذي لا تأتي   به بالطبع   إلا المراسيم الجمهورية التي قطعت بالفعل قول كل خطيب.   وأري أن الذي تم   من نقاش في اجتماعات   المكتب القيادي   لحزب   المؤتمر الوطني   الفائز بمنصب رئيس الجمهورية والأغلبية في البرلمان، تطور إيجابي   كبير أن تتم عملية تمحيص مطولة ومراجعة   للبدائل المتاحة في كل منصب؟   وهو يستحق   الإشادة بكل الأطراف،   فرئيس الجمهورية الذي هو رئيس الحزب هو صاحب السلطة الوحيدة في تشكيل الحكومة   بموجب الدستور وليس لحزبه   أي سلطة   دستورية في التش...

أسرى العدل والمساواة ... فصول من المعاناة يرويها الفارون

قصة أخرى من المعاناة يرويها رهائن من سجون العدل والمساواة الذين هربوا من سجون ومعتقلات حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم في دولة جنوب السودان وهم الرهائن التي اقتادتهم قوة من حركة جبريل بعد هجومها الغادر عاى وفد حركة العدل والمساواة الموقعة علي اتفاقية السلام بقيادة محمد بشر عقب توقيعها علي اتفاق السلام بالدوحة. وتقول قصة هروب الاسري من سجون العدل والمساواة قيادة جبريل وهما احمد عبد المجيد والتجاني كرشوم الذين وصلا الي الخرطوم في الايام الماضية .والتي جاءت علي لسان احمد عبد المجيد والذي سردها في مؤتمر صحفي في نبرة لا تخلو من مرارة ماتعرضوا له من تعذيب طوال فترة اسرهم وهو يقول قصة هروبنا جاء في ١١/٥/٢٠١٥عبر خطة كانت تقتضي خروجنا جميعا ولكن الظروف حالت دون ذلك نسبة للتغير الذي يحدث لمواقع الاسري وحراساتهم وقد ساعدهم في الهروب قائد الكتيبة الخاصة المقدم حسبو سليمان والذي كان من المفترض ان يخرج معهم في بداية السلام في عام ٢٠١٣ ولكن نسبة لظروف نحن في الشمال وهو في الجنوب حال دون ان يكون جزء من القوة التي انحازت للسلام وكانت له ملاحظات عديدة تجاه ممارسات جبريل ابراهيم ومعاملة ...

الجديد في الدورة الرئاسية الجديدة

بقلم : موسى يعقوب في حضور خارجي كبير واهتمام شعبي أكبر، أدى الرئيس السوداني المنتخب المشير "البشير" القسم أمام المجلس التشريعي القومي، ومن ثم ألقى خطابه الذي خاطب جملة هموم وتطلعات قومية، وكان في أولها أنه (رئيس للجميع) وفي ذلك تجسيد وإعمال للدستور والمواطنة الحقة، وخروج على الحزبية وإن كان حزبه هو الحزب الغالب كما يشار ويقال في مثل هذه الأحوال : وجرياً على ذلك واتساقاً أضاف وأكد على : العدالة الاجتماعية وبسط حكم القانون. وإعلاء الشفافية والنزاهة في اتخاذ القرار. فضلاً عن هيئة عليا لمكافحة الفساد تتبع لرئاسة الجمهورية. وطمأن أهل الرأي من صحافة وأحزاب وغيرهم على (الاحجر على رأي التزم بالقانون).. فحرية الرأي والحراك الفكري والسياسي مكفولة، إلا أن الحرية لها حدود يرسمها القانون والدستور، فالحقبة الرئاسية التي بدأت لن تعرف ما ضاق به البعض ذرعاً من قبل. ورغم أن عدم الحجر على الرأي له مكانه ومقامه، إلا أن بسط حكم القانون والشفافية ومكافحة الفساد هي الأخرى على رأس ما يهتم به ويعني المواطن السوداني معارضاً كان أو غيره، ومن ثم فإن الرئيس "البشير" خاطب ذلك وأ...

دولة الجنوب .. الأطفال وقود الحرب

قالت اساكي ويلر في تقرير بعنوان: بدولة الجنوب الأطفال في سوح المعارك، نشره موقع الجزيرة أمريكا، قالت: خلال الشهور الفائتة استطلعت أكثر من 20 صبياً فروا من ماثيو بوليانق الجنرال القوى الذي يدعم حكومة الرئيس سلفاكير وينظم عمليات تجنيد قسري وضرب الصبية وأخذهم قسراً لتجنيدهم في معسكرات بول للتجنيد الإجباري ومن ثم الزج بهم في سوح المعارك. وتمضي الكاتبة قائلة: ويصف لي أحد الأطفال الوضع هناك قائلاً: لقد تم اصطيادنا ووضعنا في شاحنة كبيرة لنقل الجنود ثم قاموا بحبسنا هناك حتى يتم نقلنا إلى معسكر التجنيد، حيث تم نقلنا بثلاث سيارات مليئة بالصبية، وهناك طلب منا الوقوف دون حركة لساعات طوال ومن يصاب منا بالإغماء يتم ضربه حتى الإفاقة. وترى الكاتبة أن قوات المتمردين ارتكبت جرائم مماثلة وهي تقتل المدنيين بناء على انتمائهم العرقي والقبلي وتقوم بحرق وتدمير قراهم. ممارسات متشابهة: وتقول الصحيفة: بالرغم من أن القانون بدولة جنوب السودان يحرم تجنيد الأطفال دون سن الثامنة عشرة إلا أن ذلك يعد ممارسة شائعة والجنرال بول ليس الوحيد ضمن جنرالات الجيش الشعبي والمعارضين والذي لديه أعداد كبيرة من الأطفال ال...

أخطر ما يعيشه قطاع الشمال الآن!

مع أن الخلافات الداخلية لم تتوقف مطلقاً في قطاع الشمال حتى على أيام وجود الحركة الشعبية الجنوبية في الخرطوم في الفترة التي سبقت الاستفتاء وتقرير مصير الجنوب، ثم توالت في سياقات متواصلة عقب اندلاع الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وعاد منذ ذلك الحين وحتى الآن ما يجاوز الـ1700 قيادي وضابط من القطاع، مع كل ذلك، فإن الخلافات الأخيرة التي احتدمت بين قادة القطاع وتسببت -كالعادة- في انسلاخ مجموعات وأعداد من القادة يمكن اعتبارها الأكثر سوءاً واكبر أثراً في تاريخ القطاع. وقد صرح قبل أيام الفريق (دنيال كودي) رئيس الحركة الشعبية تيار السلام إن العشرات من القيادات انسخلوا مؤخراً من القطاع مشيراً إلى أن أحد أهم وأبرز أسباب الانسلاخات شعور هؤلاء القادة بعدم جدوى الحرب من جهة، وشعورهم بأن أفكار عبد العزيز الحلو وطريقته في إدارة الأمور في القطاع منفرة! الفريق كودي أشار إلى أن العديد من قادة القطاع أصبحوا أسرى لمصالحهم الشخصية هي التي ظلت تمنعهم من قبول الحلول السياسية. غير أننا ومن واقع متابعاتنا اللصيقة لمجريات الأمور من داخل القطاع بإمكاننا تعداد جملة من مسببات تساقط القيادات والانهيارات ال...

خطاب الرئيس (ما بين السطور)!

ضياء الدين بلال -1- كثيرون كانوا يتابعون خطاب الرئيس في البرلمان أمس عبر وسائل الإعلان، كانوا ينتظرون ملامح الخمسية القادمة، وهل ستعيد ما كان أم ستأتي بجديد؟! لغة الخطاب جاءت واضحة ومباشرة بلا  تعقيد أو فذلكة تعبيرية، الخطاب به كثير من الوعود التي من المؤكد أنها تخاطب  اهتمامات القطاع الغالب في المجتمع السوداني. أمر المعيشة اليومية سيظل  هو الهم الأكبر إلحاحاً لذا حظي باهتمام كبير في الخطاب مصحوباً كذلك ببشارة رقمية حيث ورد في خطاب الرئيس الآتي:  (سيكون أمر معاش  الناس هو أولي أولوياتنا). (وأبشر هنا مواطني الكرام بأم  احتياطي  الذهب المكتشف  حتي اليوم عبر التخريط الجيولوجي فاق الـ8000 طن بقيمة تساوي 330 مليار دولار سيتم  تسخيرها لاستكمال مشروعات  النهضة الكبرى وتحقيق  الرخاء الاقتصادي وهذا مفتاح جديد للدخول والتعامل اقتصادياً مع العالم الخارجي بإذن  الله). -2- الرئيس البشير يعلم بوجود هواجس علي نطاق واسع بأن كثير من المواد والثروات من الممكن أن تتسرب من خزائن الدولة وتذهب لمجموعات من الفاسدين من أصحاب الأيادي...

مناوي في دبي .. تجارة أم لهو؟

صورة
على الرغم من أن قادة الحركات الدارفورية المسلحة تفرقت بهم سبل العمل المسلح وتوزعوا ما بين مرتزقة يحترفون  المقاولات الحربية في دولة جنوب السودان كما هو الحال بالنسبة لحركة جبريل وحركة مناوي، وما بين مرتبطين إرتباطاً وثيقاً بالموساد والمخابرات الفرنسية كما هو الحال بالنسبة لعبد الواحد محمد نور، وما بين آخرين تجاوزهم التاريخ وأصبحوا (لاجئين) بجوازات أجنبية في دول أوربية باردة وهادئة يحتفظون فيها بالإعانات الشهرية ونثريات الإقامة كما هو الحال لعدد من قادة هذه الحركات الذين تعبوا من رهق الحرب في ميادين القتال وعانوا الأمرّين من رمضاء الأودية و الوهاد في دارفور، فهربوا من السلاح إلى السلامة الشخصية وحياة السكينة والدعة.  على الرغم من كل ذلك؛ إلا أن بعض قادة هذه الحركات المسلحة يثير الاستغراب بتصرفاته ويثير علامات استفهام بشأن تطلعاته وواقع حياته! مني أركو مناوي واحد من هؤلاء الذين يثيرون الاستغراب وعلامات الاستفهام. فبعد أن أعيته الصراعات الجنوبية الجنوبية التي شارك فيها بهمة ونشاط وبعد أن رأى مصير حركة جبريل إبراهيم مؤخراً في (قوز دنقو) يبدو أن الرجل -مدفوعاً بهواجسه ومخاوف...