الحركات تعوق المباحثات
بعد الخلافات المستمرة حول الأجندة في مباحثات الحكومة مع قطاع الشمال في العام الماضي، وبالامس بأديس ابابا فقد وضح جلياً بأن القطاع لم يكن وحده في قاعات الحوار بل كان مستصحباً معه الجبهة الثورية بكل مكوناتها التي لم تك طرفاً في ذلك الحوار، ولكنها متواجدة بتأثير كبير في كل مجريات المباحثات مضمنة أجندتها الخاصة، والتي تبناها القطاع كجزء من معالجة الازمة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق مما اوجد تلك المواقف المفخخة والتي اصبحت حائلاً دون استمرار المباحثات بشكل منتظم مسنودة ومدعومة بالقرار «2046» الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والملزم لطرفي النزاع بمعالجة الازمة في الولايتين.. كما اشار وفد الحكومة في بيانه الخاص بالجولة الرابعة في المباحثات الأخيرة والذي اكد فيه عن التزامه الكامل بالمرجعيات الأساسية للقضية واحترامه للآلية الافريقية ومقترحاتها التي وقع عليها قطاع الشمال مع الحكومة في 17 سبتمبر الماضي وفقاً لقرار مجلس السلم والامن الافريقي، وقرار الامم المتحدة رقم «2046» الذي
تعرقل تنفيذه مجموعة قطاع الشمال المرتبطة بالجبهة الثورية.. مما قد يؤثر سلباً في كل الخطوات الجادة التي تساعد على حل الازمة في جبال النوبة والنيل الأزرق، مما يستوجب السعي لفك الارتباط ما بين القطاع والحركات الدارفورية المكملة للجبهة الثورية، بالضغط الاقليمي والدولي على جبريل إبراهيم وعبد الواحد محمد نور للحاق بسلام دارفور، الذي انطلق من العاصمة القطرية «الدوحة» بتأييد ومباركة من كل دول العالم، ومنظماته الاقليمية، والدولية، وخاطبه الامين العام للامم المتحدة «كي مون» في جلسته الافتتاحية وبالتالي اصبح هو المنبر الوحيد المكمل للسلام في دارفور بعد ان عادت عبره الكثير من الحركات السياسية والمسلحة، والتي كان على رأسها حزب الحرية والعدالة الذي يقوده الدكتور التيجاني السيسي، حيث ظل الباب مفتوحاً للحوار مع كل الحركات غير الموقعة على الوثيقة التي صارت مرجعية اساسية لحل الأزمة في دارفور.
إن قيادة قطاع الشمال قد أصبحت في موقف يتطلب قرارات شجاعة إن أرادوا حلاً وسلاماً للحرب في الولايتين، وذلك بمساعدة جبريل وعبد الواحد للإنخراط في سلام الدوحة.. حتى يتثنى لهم التقدم خطوات الى الأمام على طريق الحلول النهائية للإحتراب في جبال النوبة والنيل الأزرق.. وفي نفس الوقت يكون القطاع قد ساعد كثيراً في طي ملف الأزمة الدارفورية.. وبالتالي لابد من مفاصلة سلمية ما بين الحركات والقطاع، حتى يتحقق السلام الشامل في البلاد.
راي: محمد المعتصم حاكم
تعليقات
إرسال تعليق