جوبا والحركات المسلحة السودانية، ماذا بعد؟
من الطبيعي أن يثور التساؤل عقب رجحان كفة الحكومة الجنوبية بقيادة الرئيس
الجنوبي سلفا كير ميارديت فى أشرس صراع جنوبي جنوبي أودى بحياة الآلاف
وأحدث حركة نزوح غير مسبوقة، فاقت فى معدلاتها حركة اللجوء إبان الحرب
الأهلية الطويلة التى تعتبر الأطول فى القارة الإفريقية والتي انتهت
باتفاقية السلام الشاملة فى نيفاشا 2015م.
من الطبيعي أن يثور التساؤل عن مصير الحركات السودانية المسلحة التى خاضت فى وحل القتال هناك وأبلت بلاءاً حسناً نال إعجاب الحكومة الجنوبية واستحسانها!
نثير هذا التساؤل بموضوعية، وبعيداً عن معطيات العلاقات السودانية الجنوبية الماضية بخطى حثيثة واضحة نحو التحسن الكامل. ذلك أن مضمار السياسة وعلى نحو مغاير تماماً من علاقات الأفراد العادية، ليس فيه مجال للأعمال الخيرية، والبر والإحسان؛ فيه اخذ وعطاء وتبادل مصالح ومنافع، ومن المؤكد أن الحركات السودانية المسلحة التى قدمت كل هذا الجهد وأدت كل هذا الأداء تنتظر الآن بجنان ثابت وجرأة متوقعة المكافأة السياسية الكبرى من الحكومة الجنوبية.
وبالمقابل فإن الحكومة الجنوبية التى يبدو أنها كانت فى حاجة الى أيّ جهد مهما كان ضئيلاً من أي جهة لكي يتم حسم الصراع لصالحها، هي الآن فى غاية الامتنان لهذه الحركات المسلحة وتدرك بالضرورة أنها فعلاً تستحق مكافأة مقدرة!
وهنا تحديداً تجيء المعضلة الكبرى، فمن جهة أولى الحكومة الجنوبية ومهما كانت تقديراتها ومهما بلغ مبلغ امتنانها حيال لهذه الحركات المسلحة فهي لا تستطيع -من هنا فصاعداً- الاستمرار فى إيوائها وتقديم الدعم لها لشنّ هجماتها ضد السودان.
من شأن أي توجه غير عقلاني كهذا أن يجرّ على جوبا -وهي ما تزال دافئة الدماء والجراح- ويلات وموجات متجددة من الآلام من المؤكد أنها وبفعل التجربة المريرة التى خاضتها ونجت منها بالكاد أن تعود لذات الملعب الخطير. وفى العادة فإن تجربة الحرب والصراعات هي الأكثر أثراً فى أذهان القادة والحكومات مما سواها.
ومن جهة ثانية فإن أي حراك من أي نوع وبأي قدر فى هذا الصدد فإن الخرطوم تضعه على ميزان الذهب ليس فقط لأن الخرطوم وقفت وقفتها الرائعة المتفردة تلك لصالح أمن واستقرار الدولة الجنوبية والمنطقة عموماً ورعت مصالح جوبا بعناية نادرة؛ ولكن لأن الخرطوم أيضاً على إدراك تام بطبيعة نقاط الضعف والثغرات في الشباك الجنوبية الظاهرة تماماً للعيان ولا تحتاج لجهود من أي نوع.
ومن جهة ثالثة فإن الحركات المسلحة السودانية هذه بفعلتها التى فطرت قلوب المواطنين الجنوبيين أصبحت فى حد ذاتها عبئاً أمنياً ثقيلاً على استقرار الدولة الجنوبية، فالمواطن الجنوبي الذي قاتلته ونهبت أمواله هذه الحركات المسلحة لن يكون راضياً عن وجودها على أرضه مهما كانت الظروف وسيضطر الرئيس الجنوبي سواء بداعي رتق الجبهة الجنوبية الداخلية أو لتفادي صراعات لا حاجة له بها داخل بلاده بين مكونات أجنبية ومحلية إخراجها بأي صورة من الصور.
وعلى كل فإن الأيام المقبلات وحدها هي الكفيلة بالإفصاح عن مآلات ومصير هذه اللوحة السريالية المستغربة!
من الطبيعي أن يثور التساؤل عن مصير الحركات السودانية المسلحة التى خاضت فى وحل القتال هناك وأبلت بلاءاً حسناً نال إعجاب الحكومة الجنوبية واستحسانها!
نثير هذا التساؤل بموضوعية، وبعيداً عن معطيات العلاقات السودانية الجنوبية الماضية بخطى حثيثة واضحة نحو التحسن الكامل. ذلك أن مضمار السياسة وعلى نحو مغاير تماماً من علاقات الأفراد العادية، ليس فيه مجال للأعمال الخيرية، والبر والإحسان؛ فيه اخذ وعطاء وتبادل مصالح ومنافع، ومن المؤكد أن الحركات السودانية المسلحة التى قدمت كل هذا الجهد وأدت كل هذا الأداء تنتظر الآن بجنان ثابت وجرأة متوقعة المكافأة السياسية الكبرى من الحكومة الجنوبية.
وبالمقابل فإن الحكومة الجنوبية التى يبدو أنها كانت فى حاجة الى أيّ جهد مهما كان ضئيلاً من أي جهة لكي يتم حسم الصراع لصالحها، هي الآن فى غاية الامتنان لهذه الحركات المسلحة وتدرك بالضرورة أنها فعلاً تستحق مكافأة مقدرة!
وهنا تحديداً تجيء المعضلة الكبرى، فمن جهة أولى الحكومة الجنوبية ومهما كانت تقديراتها ومهما بلغ مبلغ امتنانها حيال لهذه الحركات المسلحة فهي لا تستطيع -من هنا فصاعداً- الاستمرار فى إيوائها وتقديم الدعم لها لشنّ هجماتها ضد السودان.
من شأن أي توجه غير عقلاني كهذا أن يجرّ على جوبا -وهي ما تزال دافئة الدماء والجراح- ويلات وموجات متجددة من الآلام من المؤكد أنها وبفعل التجربة المريرة التى خاضتها ونجت منها بالكاد أن تعود لذات الملعب الخطير. وفى العادة فإن تجربة الحرب والصراعات هي الأكثر أثراً فى أذهان القادة والحكومات مما سواها.
ومن جهة ثانية فإن أي حراك من أي نوع وبأي قدر فى هذا الصدد فإن الخرطوم تضعه على ميزان الذهب ليس فقط لأن الخرطوم وقفت وقفتها الرائعة المتفردة تلك لصالح أمن واستقرار الدولة الجنوبية والمنطقة عموماً ورعت مصالح جوبا بعناية نادرة؛ ولكن لأن الخرطوم أيضاً على إدراك تام بطبيعة نقاط الضعف والثغرات في الشباك الجنوبية الظاهرة تماماً للعيان ولا تحتاج لجهود من أي نوع.
ومن جهة ثالثة فإن الحركات المسلحة السودانية هذه بفعلتها التى فطرت قلوب المواطنين الجنوبيين أصبحت فى حد ذاتها عبئاً أمنياً ثقيلاً على استقرار الدولة الجنوبية، فالمواطن الجنوبي الذي قاتلته ونهبت أمواله هذه الحركات المسلحة لن يكون راضياً عن وجودها على أرضه مهما كانت الظروف وسيضطر الرئيس الجنوبي سواء بداعي رتق الجبهة الجنوبية الداخلية أو لتفادي صراعات لا حاجة له بها داخل بلاده بين مكونات أجنبية ومحلية إخراجها بأي صورة من الصور.
وعلى كل فإن الأيام المقبلات وحدها هي الكفيلة بالإفصاح عن مآلات ومصير هذه اللوحة السريالية المستغربة!
تعليقات
إرسال تعليق