المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2013

الحكومة الجديدة.. نقلة غير مسبوقة!

من الغريب جداً أن الوطني قادر على إحداث اختراقات من حين لآخر وقادر على الفعل السياسي رغم كل ما يوثق وثاقه من تحديات وصعوبات فى الحكم، فى حين إن القوى المعارضة المتحلِّلة من أية التزامات يومية صعبة ولا تواجه تحديات إدارة دولة، متأخرة عشرات السنوات عن الوطني . لقد بدا واضحاً أن الوطني أراد إحداث (نقلة) كبيرة فى رقعة الشطرنج السياسي وقوى المعارضة لم تزد على البحلقة بعينين زائغتين وهي لا تدري حتى الى أين توجه نظرها؛ الى بيادق الوطني التى تحركت أم الى بيادقه الساكنة بغير حراك ولا تعلم ما هي الخطوة المطلوبة المقبلة؟ تلك هي جدلية العلاقة المتقاطعة بين الاثنين، لا الوطني تدركه المعارضة ولا المعارضة بقادرة على إحداث ذات النقلة، وكلٌ في فلك يسبحون ! وإذا أردنا أن نقرأ ما أحدثه الوطني من تغيير فإننا يمكن أن نلحظ جملة نقاط هامة: النقطة الأولى إن ما جرى لم يكن مجرد (تعديل وزاري) معتاد يحل فيه هذا محل ذاك، وإنما هو بناء هيكلي جديد كليةً الغرض الأساسي منه إعادة بناء الدولة من ناحية سياسية واقتصادية واجتماعية بطريقة أفضل ولمن فاتهم الاستماع علينا أن نذكِّرهم بما سبق وأن أعلن عنه ...

التغيير الكبير معاني.. ودلالات عميقة!

بعيداً عن الأسماء والصفات، والوجوه والسحنات فإن التشكيلة الحكومية الجديدة التى بدت للكثيرين -وهم محقين- مفاجئة ولم تكن فى الحسبان هي بالقطع بداية لمشوار إصلاحي طويل وإعداد جيد لمسرح من المنتظر أن يشهد فى المرحلة المقبلة نقلة نوعية فى مسار السودان للخروج من أزماته واستشراف مستقبله . ولئن كان قد بدا للبعض أن التغيير الذى كانت الأحاديث رائجة بشأنه ربما لن يتجاوز نقل هذا الوزير وإحلاله مكان ذاك وثبات بعض الوزراء والمسئولين الكبار باعتبارهم محصنين ضد التغيير، فإن الحقيقة المدهشة التى ما تزال أفواه البعض فاغرة بشأنها أن التغيير هذه المرة –وبالمخالفة لكافة التوقعات– جاء شاملاً ورئيسياً وجذرياً . الدلالة هنا ليست فى خروج كبار المسئولين فى القصر جملة واحدة، فهذه كما قال الرئيس السوداني المشير البشير سنة الحياة، يخرج هذا ويدخل ذاك؛ ولكن الدلالة هنا بما هو منتظر من وراء هذا التغيير الكبير . وإذا أردنا قراءة ذلك بإيجاز وبتركيز عالي فإننا نلاحظ الآتي: أولا، أثبت الوطني للكافة -وهذه قضية نادرة جدا- إن بإمكانه نفض جسده بقوة وإعادة ترتيب يديه وقدميه، وكافة أنحاء جسده دون أن يتداع...

الشعبي والشيوعي من يعبث بالآخر؟

تبدو العلاقة المتنامية بين الحزب الشيوعي السوداني وحزب المؤتمر الشعبي علاقة غريبة وحائرة! إذ ربما لم يكن الجانب الاجتماعي فى علاقات الساسة ولقاءاتهم فى المآتم والأفراح أمراً يستوقف أحد ممن يعرف الطبيعة الإنسانية الدافئة للإنسان السوداني سياسياً كان أم غير مشتغل بالسياسة . ولكن قيام علاقة (قوية) من الناحية السياسة (ظاهراً وباطناً) بين الحزب الشيوعي والشعبي أمر لا يمكن اعتباره (مجرد علاقة عادية أو عابرة )! الخميس قبل الماضي كان الحزب الشيوعي قد أعد ندوة سياسية عن الأزمة الاقتصادية بداره فى سياق نقده السياسي للأوضاع الاقتصادية فى السودان. كان من بين الحضور المسئول السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام . الملاحظة التى استوقفت الجميع خلال الندوة أن كمال عمر بدا موضعاً للاحتفاء فى دار الحزب الشيوعي وحظي الرجل - وهو شديد الارتياح - بإحاطة سياسية وحضن سياسي دافئ من قبل قادة الحزب الشيوعي كان الملفت فيها أنها (بهدف) ومن المستحيل أن تكون مجرد (ملاطفة سياسية عابرة ). وبجلوس كمال عمر بجوار القيادي الشيوعي المعروف سليمان حامد، أحد أكثر كوارد الحزب ديناميكية وتناول...

الثورية والأطفال.. لا يزال التجنيد مستمراً!

الثورية ناشطة بشدة هذه الأيام فى تجنيد الأطفال فى مناطق مختلفة من ولاية جنوب كردفان وفى بعض الولايات الجنوبية . وأشار كودي الى أن هناك معسكرات معروفة بهذه المثابة فى ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان مثل معسكر (بيدا). وعلل كودي لجوء الجبهة الثورية الى تجنيد الأطفال هذه الأيام على وجه الخصوص بأن الثورية تلقت فى الآونة الأخيرة هزائم وضربات متلاحقة من قبل الجيش السوداني الأمر الذي افقدها الكثير من قواتها وأفرادها فإضطرت تحت ضغط الحاجة والظروف التى تعيشها للجوء الى تجنيد الأطفال . ويشير رئيس الحركة الشعبية الى أن الثورية تخادع أسر الأطفال الضحايا بشتى الأكاذيب والحيل، إذ أنها تزعم أنها بصدد الدفع بهؤلاء الأطفال الى التعليم والمدارس فى دولة جنوب السودان وهي أمور تجتذب هؤلاء الأطفال وأسرهم . والواقع إن هذه القضية ذات الصفة العاجلة ينبغي أن تستلفت انتباه المجتمع الدولي وخاصة منظمات الطفولة وبعض المنظمات الأجنبية الكثيرة الحديث عن حقوق الإنسان والأطفال إذ من الواضح أن الجبهة الثورية التى هي فى الأصل لا تملك جنود مقاتلين وحتى لو كان تملكهم فقد فقدتهم فى معارك أبو كرشولا وأبو ز...

لعبة قطاع الشمال على الحركات الدارفورية المسلحة!

تنادي بعض الحركات الدارفورية المسلحة –بوعي وبغير وعي– بما تطلق عليه الحل الشامل ضمن نطاق الجبهة الثورية التي تعمل فى إطارها وترفض بتردد واضح التفاوض المنفرد فى منبر الدوحة .  وإذا كان من الطبيعي أن نفهم هذا الموقف فى إطار وجود هذه الحركات داخل الجبهة الثورية والتحالف القائم بينها وبين ما يسمى بقطاع الشمال فإن من غير الطبيعي ولا المنطقي أن ننظر الى (حل شامل) سيجمع ما بين حركات تطرح قضايا تخص دارفور، وقطاع شمال يطرح أطروحات هلامية تنادي بما يسمى بالسودان الجديد . لو أن لهذه الحركات الدارفورية (ذاكرة سياسية جيدة) فإن عليها أن تسترجع من الماضي القريب وعلى أيام الانتقال فى اتفاقية نيفاشا 2005 الموقف الذي وقفته وظلت تقفه الحركة الشعبية الأم من أزمة دارفور . فلو كانت تلك الحركة لديها أدنى اهتمام بأزمة دارفور وجادة فى التوصل الى حل بشأنها لمارست ضغوطاً وبذلت جهداً فى ذلك الحين لحل الأزمة وكان ذلك في متناول يدها ولم تكن الحكومة السودانية – حكومة الانتقال تلك – تمانع فى حل الأزمة، بل إن قادة الحركة الشعبية – رغم كونهم شركاء مع المؤتمر الوطني فى الحكومة المركزية وحكوما...

حركات دارفور المسلحة.. الدوحة أو الطوفان!

يبذل رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (اليوناميد ) السيد محمد بن شمباس جهوداً حثيثة تقابلها جهود مماثلة من الرئيس التشادي إدريس ديبي لإلحاق (ما تبقى) من الحركات الدارفورية المسلحة بالعملية السلمية فى دارفور عبر منبر الدوحة .  وقد حفل الأسبوع الماضي بقدر واضح من الحراك المكوكي فى هذا الصدد بغية تعبيد الطريق لهذه الحركات للحاق بالعملية السلمية. الحركات الدارفورية المسلحة من جانبها تبدو مترددة بعض الشيء وهذه على الرغم من كونها محمدة فى حد ذاتها بالنظر الى رفضها السابق لأي تفاوض مع الخرطوم إلا أنها لا تتناسب البتة لا مع المعطيات القائمة والمتمثلة فى احتمال فقدان هذه الحركات للحسنيين معاً، النصر العسكري، أو التفاوض السلمي إذا ما ظلت هذه الحركات تلعب داخل فريق الثورية ولا مع المؤشرات على النطاق الإقليمي والدولي والتي تشير الى ضيق المجتمع الدولي والإقليمي بهذه الحركات؛ فالرئيس التشادي إدريس ديبي قال أكثر من مرة إن وجود هذه الحركات فى ظل عدم جلوسها للتفاوض لإنهاء النزاع يمثل تهديداً للأمن القومي للمنطقة بأسرها ! الرئيس دبي لديه تجربة أمنية جيدة خاض...
من الغريب جداً أن الوطني قادر على إحداث اختراقات من حين لآخر وقادر على الفعل السياسي رغم كل ما يوثق وثاقه من تحديات وصعوبات فى الحكم، فى حين إن القوى المعارضة المتحلِّلة من أية التزامات يومية صعبة ولا تواجه تحديات إدارة دولة، متأخرة عشرات السنوات عن الوطني . لقد بدا واضحاً أن الوطني أراد إحداث (نقلة) كبيرة فى رقعة الشطرنج السياسي وقوى المعارضة لم تزد على البحلقة بعينين زائغتين وهي لا تدري حتى الى أين توجه نظرها؛ الى بيادق الوطني التى تحركت أم الى بيادقه الساكنة بغير حراك ولا تعلم ما هي الخطوة المطلوبة المقبلة؟ تلك هي جدلية العلاقة المتقاطعة بين الاثنين، لا الوطني تدركه المعارضة ولا المعارضة بقادرة على إحداث ذات النقلة، وكلٌ في فلك يسبحون ! وإذا أردنا أن نقرأ ما أحدثه الوطني من تغيير فإننا يمكن أن نلحظ جملة نقاط هامة: النقطة الأولى إن ما جرى لم يكن مجرد (تعديل وزاري) معتاد يحل فيه هذا محل ذاك، وإنما هو بناء هيكلي جديد كليةً الغرض الأساسي منه إعادة بناء الدولة من ناحية سياسية واقتصادية واجتماعية بطريقة أفضل ولمن فاتهم الاستماع علينا أن نذكِّرهم بما سبق وأن أعلن...

حركات دارفور المسلحة.. الدوحة أو الطوفان!

يبذل رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (اليوناميد ) السيد محمد بن شمباس جهوداً حثيثة تقابلها جهود مماثلة من الرئيس التشادي إدريس ديبي لإلحاق (ما تبقى) من الحركات الدارفورية المسلحة بالعملية السلمية فى دارفور عبر منبر الدوحة . وقد حفل الأسبوع الماضي بقدر واضح من الحراك المكوكي فى هذا الصدد بغية تعبيد الطريق لهذه الحركات للحاق بالعملية السلمية. الحركات الدارفورية المسلحة من جانبها تبدو مترددة بعض الشيء وهذه على الرغم من كونها محمدة فى حد ذاتها بالنظر الى رفضها السابق لأي تفاوض مع الخرطوم إلا أنها لا تتناسب البتة لا مع المعطيات القائمة والمتمثلة فى احتمال فقدان هذه الحركات للحسنيين معاً، النصر العسكري، أو التفاوض السلمي إذا ما ظلت هذه الحركات تلعب داخل فريق الثورية ولا مع المؤشرات على النطاق الإقليمي والدولي والتي تشير الى ضيق المجتمع الدولي والإقليمي بهذه الحركات؛ فالرئيس التشادي إدريس ديبي قال أكثر من مرة إن وجود هذه الحركات فى ظل عدم جلوسها للتفاوض لإنهاء النزاع يمثل تهديداً للأمن القومي للمنطقة بأسرها ! الرئيس دبي لديه تجربة أمنية جيدة خاضها...

حركات دارفور المسلحة.. الدوحة أو الطوفان!

يبذل رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (اليوناميد ) السيد محمد بن شمباس جهوداً حثيثة تقابلها جهود مماثلة من الرئيس التشادي إدريس ديبي لإلحاق (ما تبقى) من الحركات الدارفورية المسلحة بالعملية السلمية فى دارفور عبر منبر الدوحة . وقد حفل الأسبوع الماضي بقدر واضح من الحراك المكوكي فى هذا الصدد بغية تعبيد الطريق لهذه الحركات للحاق بالعملية السلمية. الحركات الدارفورية المسلحة من جانبها تبدو مترددة بعض الشيء وهذه على الرغم من كونها محمدة فى حد ذاتها بالنظر الى رفضها السابق لأي تفاوض مع الخرطوم إلا أنها لا تتناسب البتة لا مع المعطيات القائمة والمتمثلة فى احتمال فقدان هذه الحركات للحسنيين معاً، النصر العسكري، أو التفاوض السلمي إذا ما ظلت هذه الحركات تلعب داخل فريق الثورية ولا مع المؤشرات على النطاق الإقليمي والدولي والتي تشير الى ضيق المجتمع الدولي والإقليمي بهذه الحركات؛ فالرئيس التشادي إدريس ديبي قال أكثر من مرة إن وجود هذه الحركات فى ظل عدم جلوسها للتفاوض لإنهاء النزاع يمثل تهديداً للأمن القومي للمنطقة بأسرها ! الرئيس دبي لديه تجربة أمنية جيدة خاضها...

حركات دارفور المسلحة.. الدوحة أو الطوفان!

يبذل رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (اليوناميد ) السيد محمد بن شمباس جهوداً حثيثة تقابلها جهود مماثلة من الرئيس التشادي إدريس ديبي لإلحاق (ما تبقى) من الحركات الدارفورية المسلحة بالعملية السلمية فى دارفور عبر منبر الدوحة . وقد حفل الأسبوع الماضي بقدر واضح من الحراك المكوكي فى هذا الصدد بغية تعبيد الطريق لهذه الحركات للحاق بالعملية السلمية. الحركات الدارفورية المسلحة من جانبها تبدو مترددة بعض الشيء وهذه على الرغم من كونها محمدة فى حد ذاتها بالنظر الى رفضها السابق لأي تفاوض مع الخرطوم إلا أنها لا تتناسب البتة لا مع المعطيات القائمة والمتمثلة فى احتمال فقدان هذه الحركات للحسنيين معاً، النصر العسكري، أو التفاوض السلمي إذا ما ظلت هذه الحركات تلعب داخل فريق الثورية ولا مع المؤشرات على النطاق الإقليمي والدولي والتي تشير الى ضيق المجتمع الدولي والإقليمي بهذه الحركات؛ فالرئيس التشادي إدريس ديبي قال أكثر من مرة إن وجود هذه الحركات فى ظل عدم جلوسها للتفاوض لإنهاء النزاع يمثل تهديداً للأمن القومي للمنطقة بأسرها ! الرئيس دبي لديه تجربة أمنية جيدة خاضها...