التمرد الذي يحمي النظام..!!
لو أردنا أن نعلق على خطاب الرئيس البشير في افتتاح كوبري سوبا بأقصر الجمل، سنقول إن البشير حين صعد لمخاطبة الجماهير التي يريد أن يهدي إليها وردة إنجاز تخفف من تعابير الشقاء المرتسمة على وجوههم، رفع من جرعة الخطاب الإيماني اليقيني وهو يشكرهم على صبرهم ويقينهم بالله، وكذلك ذكّرهم ببعض أسباب هذه الضغوط الاقتصادية التي يعانونها وتعانيها الدولة من حصار اقتصادي خارجي لا يزال قائماً، وتحديات أمنية، وتشتت سياسي داخلي لا يزال موجوداً ومؤثراً . والملاحظ أن البشير الذي استخدم في خطابه لغة زاهدة في أمريكا وتحداها ولم يتفادَ توجيه النقد لها على نهج المماطلة والابتزاز الذي تمارسه بتأجيل رفع العقوبات الاقتصادية، كان بالمقابل أكثر حرصاً على مخاطبة أطراف الأزمة السياسية الداخلية من قوى المعارضة والمتمردين بلغة هادئة، فدعاهم لأنْ يلعنوا الشيطان حتى تجتمع كلمة السودانيين ويحدث الوفاق. هذا التجديد لدعوة القوى المعارضة والمتمردين لتحقيق السلام وإنهاء الحرب لم يصدر عن الحكومة وهي في حالة هزيمة أو ضعف في الميدان، بل انطلق من موقع قوة وسيطرة حقيقية في مقابل تراجع كبير وملحوظ في قدرات الحركات المسلحة وال...