تداعيات حظر ترامب .. العالم يتوحد ضد التمييز الديني

تداعيات حظر ترامب .. العالم يتوحد ضد التمييز الديني
ردود أفعال لاذعة صاحبت قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي باتخاذ إجراءات لمنع دخول مواطني سبع دول عربية من بينها السودان للولايات المتحدة الأمريكية، ومعظمها وصفته بالجائر خاصة في حق المواطنين السودانيين الذين عرف عنهم التسامح وعدم التورط في أي أنشطة إرهابية.
ويبدو أن القرار جاء إنفاذاً لبرنامج ترامب الإنتخابي والمتعلق بقضايا الهجرة والأمن القومي وإن لم يجانبه التوفيق خاصة بحق السودان الذي نجح في تمتين علاقته مع واشنطن والتي تم تتويجها بقرار رفع العقوبات الإقتصادية المفروضة علي السودان منذ العام 1997م.
وكان القرار الذي علق  دخول مواطني إيران والعراق وسوريا وليبيا والصومال واليمن والسودان  قد اثار غضب عدد كبير من الدولكما أن الكثيرون استغربوا أن يشمل مواطني السودان الذي بزل جهوداً كبيرة ومقدرة لمحاربة ظاهرة الإرهاب بجانب التزامه بالمعايير الدولية لمكافحة الظاهرة  والتقدم الملحوظ الذي حققه في ملف السلام والإستقرار خاصة في مناطق النزاع .
ولم تتوقف ردود الأفعال على ذلك حيث تواصلت منددة بالمرسوم الأمريكي، ودعا أحمد أبو الغيط ، الأمين العام لجامعة الدول العربية الإدارة الأمريكية إلى مراجعة قرار حظر دخول رعايا عرب إلى الولايات المتحدة  وأعرب عن قلقه العميق تجاه هذه الإجراءات التي أعلنت الإدارة الأمريكية اتخاذها خلال الفترة المقبلة.
وقال أبو الغيط في بيان له أن هذه القيود تتناقض مع التطورات الإيجابية التي شهدها العالم على مدار العقود الأخيرة والتي اتسمت بالإنفتاح بين الدول في السماح بحرية تنقل الأفراد خاصة إذا لم تكن هناك أسباب أو مبررات أمنية أوما يخل بسيادة الدول على نحو يمنع ذلك”. وأضاف البيان أن “أبو الغيط أعرب عن تطلعه لأن تقوم الإدارة بمراجعة موقفها لما يمكن أن يؤدي إليه من آثار سلبية فيما يتعلق بالحفاظ على وحدة الأسر واستمرار التواصل بين المجتمعات العربية والمجتمع الأمريكي في العديد من المجالات.
وحذر البيان “من وجود مؤشرات على أن هناك توجها لكي يتم إعمال معيار ديني رسمي لتحديد مدى إمكانية قبول أو عدم قبول اللاجئين”.
بينما دافع ضاحي خلفان رئيس الشرطة الأسبق بدولة الإمارات في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر عن القرار، إلا أنه قال في تغريدة أخرى إن ترامب أدرج بلداً واحداً لايستحق الإدراج وهو السودان .
كما إنتقد عدد من رؤساء الدول والشخصيات البارزة  قرار حظر دخول مواطني الدول المعنية ذات الغالبية المسلمة إلي الولايات المتحدة الأمريكية المتحدة ووصفته بانه قرار خلافي غير شرعي ومهين وتمييزي.
وأظهرت العديد من الدول، ردود فعل رافضة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، فقد استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، القائم بالأعمال الأمريكية في طهران، للإحتجاج على قرار ترامب، كما طالب نواب عراقيون بـ «المعاملة بالمثل»، رداً على قرار ترامب. بينما استدعت وزارة الخارجية السودانية ، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالخرطوم بعد قرار بمنع السودانيين من دخول الولايات المتحدة.
كما توالت ردود الفعل الداخلية والخارجية بأمريكا على قرار ترامب ، فبينما أعربت برلين وباريس عن قلقهما، واعتبرت لوكسمبورغ القرار سيئا، وقررت طهران المعاملة بالمثل.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخصوصا فرضه قيودا على دخول اللاجئين للولايات المتحدة تثير قلق فرنسا وألمانيا.
من جانبه اعتبر وزير خارجية لوكسمبورغ يان إسلبورن، في مقابلة أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع مواطني سبع دول مسلمة، من دخول الولايات المتحدة سيزيد من “الكراهية حيال الغرب”.
وقال إسلبورن في مقابلة مع صحيفة المانية إنه بهذا القرار فإن الرئيس الأمريكي قسم العالم الإسلامي بين أخيار وأشرار. وأضاف أن القرار سيء أيضا بالنسبة لأوروبا لأنه سيزيد من الحذر والكراهية حيال الغرب داخل العالم الإسلامي”.
بينما نددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالقيود التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجرة  والسفر إلى الولايات المتحدة معتبرة أنها تستهدف المسلمين. وقالت ميركل إن “مكافحة الإرهاب ضرورية ولا تبرر إطلاقا تعميم التشكيك بالأشخاص من ديانة معينة، وتحديدا هنا الإسلام”.
أما منظمة التعاون الإسلامي  فحذرت من أن المرسوم يعزز موقف “دعاة العنف والإرهاب” ويصعد من خطاب التطرف داعيه إلى إعادة النظر فيه ووضعت المنظمة التي تضم 57 دولة القرار في خانة الأعمال الانتقائية والتمييزية التي من شأنها أن تصعد من خطاب التطرف وتقوي شوكة دعاة العنف والإرهاب”.
وأعربت في بيان لها عن قلقها البالغ إزاء القرار الذي رأت أنه سيزيد من صعوبة التحديات المتعلقة باللاجئين ويلحق ضرراً دون وجه حق بالأشخاص الهاربين من ويلات الحرب والاضطهاد. وقالت المنظمة ان قرار الرئيس الامريكي يأتي في وقت عصيب، حيث تعمل دول العالم وبينها الولايات المتحدة من أجل محاربة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره.  ودعت الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في هذا القرار العام ومواصلة التزامها الأخلاقي باتخاذ مواقف ريادية تبعث على الأمل في فترة عصيبة يموج فيها العالم بالاضطرابات.
كما شهد مجتمع الأعمال بالولايات المتحدة ردة فعل تجاه قرار الحظر إذ قامت كلٌ من شركة أبل وجوجل وفيسبوك بإرسال رسائل إلكترونية إلى موظفيها انتقدت فيها قرار حظر دخول المسلمين واللاجئين وفقا لصحيفة فايننشال تايمز.
وأعلن هوارد شولتز المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس أن شركته ستقوم بتعيين عشرة آلاف من اللاجئين في 75 دولة تتواجد بها علامة ستاربكس خلال السنوات الخمس المقبلة، ردًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب ردود الأفعال الواسعة فإن المخاوف تبرز بقوة من تأثير قرار الرئيس الأمريكي سلباً على الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب فيما أعابت الجهات التي تربط التطرف والإرهاب بديانة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة