أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا مؤخراً بياناً بشأن
تهديدات قال إنها ذات طبيعة إرهابية وتشكل تهديداً محتملاً على الحقول
والموانئ النفطية الليبية.
البيان بدأ قلقاً على بعض الأعمال الإرهابية
التي تقوم بها بعض القوى المسلحة من بعض دول الجوار الإفريقي خشية تسبّبها
في تخريب المنشئات النفطية هناك . ما يهمّنا من بين كل ما حواه بيان المجلس
الرئاسي أنه أشار وبالاسم والصفة إلى حركة العدل والمساواة الدارفورية
المتمردة التي يقودها جبريل إبراهيم .
البيان أشار وبوضوح تام إلى أنه
تلقى ما يفيد بأن حركة جبريل تسعى للسيطرة على الحقول والمنشئات والموانئ
النفطية الليبية بغرض ما أسماه البيان خلط الأوراق وإفساد مشروع الوفاق
الوطني وابتزاز الحكومة. ولاشك أن بيان يصدر من أعلى سلطة في بلد مجاور
يشير إلى هذه الحقائق ويعرب عن قلقه من حركة سودانية مسلحة، يستوجب الوقوف
عنده، إذ انه وبهذه الصفة يؤكد عدة أمور من الضروري الانتباه لها أولاً:
مؤدى
ما توصلت إليه حكومة الوفاق الليبية أن حركة جبريل إبراهيم تمارس عملاً
إرهابيا هدفه التخريب والابتزاز وإثارة القلاقل في بلد جريح يحاول ويسعى
جاهداً لمداواة جراحه بالكاد. ولعل ما يثير الاستغراب أن حركة دارفورية
كانت وربما ما تزال تحاجج المجتمع الدولي والإقليمي بأنها حركة وطنية لها
مطالب سياسية، تتحول إلى حركة إرهابية سالبة تلحق أضراراً واضحة بدول
مجاورة .
صحيح أن هذه ليست المرة الأولى التي تمارس فيها حركة جبريل هذا
المسلك الإجرامي فقد فعلته في دولة جنوب السودان وقاتلت ونهبت وفعلت
الأفاعيل، وصحيح أنها فعلت على أيام قائدها خليل ذات الشيء وقاتلت لصالح
القذافي مقابل أجر مادي ودعم لوجستي ولكن استثمارها العسكري الانتهازي في
ليبيا يمنحها الرقم القياسي في الانتهازية والعمل الارتزاقي.
ثانياً:مؤدى
البيان أيضاً أن حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل لم تعد صالحه للتفاوض
وهي تعمل كل هذا العمل الثقيل من العمل الإرهابي والتخريب بما يستوجب أن
تنتبه إليها المنظمات الأفريقية مثل مجلس السلم الأفريقي على الأقل كونها
باتت تمثل تهديداً للأمن والسلم الأفريقي بخوضها غمار معارك لا ناقة لها
فيها ولأجل هدفها الأوحد من ورائها هو الحصول على المال.
ثالثاً:
البيان يمكن قراءته أيضاً في سياق تدابير شرعت حكومة الوفاق في ليبيا
باتخاذها ضد حركة جبريل وهذا ربما يفسّر جنوح جبريل مؤخراً -بقلب واجف
وعينين زائغتين للسلم ومحاولته وفي معية مناوي للتفاوض مع الحكومة
السودانية، فالحركة التي يقودها المهزومة عسكرياً بواسطة الجيش السوداني
وقوات الدعم السريع توشك أن تعرّض نفسها لما لا قبل لها به !وعلى أي حال
هذه هي الحركات الدارفورية المسلحة، حركات لم تنشأ سوى من اجل التخريب
والإرهاب وإشاعة حالة فوضى في المنطقة!
تعليقات
إرسال تعليق