العدل والمساواة .... خلافات جديدة


ظلت حركة العدل والمساواة برئاسة جبريل ابراهيم تعاني سلسلة من الخلافات الحادة طوال السنوات الماضية ، خاصة بعد رحيل مؤسسها د.خليل ابراهيم وايلولة الرئاسة لشقيقة د.جبريل ...

وها هي الان بعد ان قاست خلافات وانشقاقات كثيرة تلوح في افقها نذر خلافات جديدة حول قيادة الحركة بعد انتهاء دورة رئاسة د.جبريل ابراهيم في الخامس والعشرين من فبراير 2016م والذي كان قد انتخب في فبراير 2012م ، واعتبرت قيادات داخل الحركة رئاسة جبريل للحركة غير دستورية وفق مصادر من داخل الحركة .
وطبقا لتقارير صحفية نشرت امس ، فقد طالبت هذه القيادات بعقد المؤتمر العام بسرعة لاختيار قائد جديد او تجديد الثقة في د.جبريل فيما بررت قيادات مقربة من جبريل بالظروف الراهنة ودعت للتمديد لقائدها بشكل استثنائي عبر التمرير ، وبحسب المصادر فقد اجري جبريل عدة اتصالات مع بعض القادة لضمان موافقتهم ، ووصفت قيادات بالحركة منحي جبريل بالغريب باعتبار انه يتحدث عن عدم شرعية رئاسة مالك عقار للجبهة الثورية بعد انتهاء فترته ، ويجيئ ليكرر الامر في الحركة ، ويرى مراقبون انه ربما يتراجع المنادون بالمؤتمر العام من اجل الحفاظ على وحدة الحركة للعبور بها من فوق الظروف الحالي ، لكن اخرون يرون انه ربما قد يتفجر الخلاف ويؤدي الي مزيد من التشرذم في الحركة التي عانت مؤخرا من انشقاقات اضعفت قوتها السياسية والعسكرية ، بينما يرى راي ثالث ان الخلاف ظاهرة صحية من شانها ان تعمل على تقوية الحركة .
وبالعودة الى الخلافات التي اثرت سلبا على تماسك الحركة التي كان يرى كثيرون انها الاكثر حضورا وتاثيرا ، فقد تعرضت حركة العدل والمساواة لهزات عنيفة كادت ان تقضي عليها ، وما فتئت مطبات الحركة تتجدد من حين الي اخر ، فقد شهدت عدة انشقاقات منذ تكوينها وخرجت من صلبها عدة حركات ، ويري مراقبون ان خروج حركة العدل والمساواة جناح السلام قصم ظهر الحركة باعتبار انه شهد خروج قيادات ميدانية ذات باس وخبرة عسكرية مثل القائد بخيت دبجو ، وكذلك جاء انشقاق مجموعة منها باسم حركة العدل والمساواة ، القيادة الميدانية ، وغيرهم كثير ، ووقتها تعرض رئيسها المقتول د.خليل ابراهيم لهجوم وانتقادات شديدة من بعض القيادات التي اقدمت على حل مؤسسات الحركة ، واعلنت عن تكوين مجلسين عسكري ثوري واخر تشريعي يتوليان امر التكليف قبل مقتل رئيسها الذي شكل علامة فارقة في مسيرة الحركة لجهة ان خليل يعتبر هو الاب الروحي لحركة العدل والمساواة ومؤسسها ، وتقهقرت الحركة ميدانيا بعد ان فقدت مواقعها الميدانية في جبل مون والمناطق الجنوبية الغربية للاقليم والتي كانت تعتبر اهم محطات انطلاقتها ، وفقدت الحركة كذلك داعميها الاقليميين بعد سقوط الرئيس الليبي السابق معمر القذافي والفوضي التي لازالت تضرب ليبيا ، بجانب جنوب السودان التي ايضا دخلت في حرب اهلية افقدتها توازنها وعجزت عن دعم الحركات الدارفورية لوجستيا وعسكريا ، وان استخدمت هذه الحركات في حربها ضد المعارضة المسلحة بقيادة د.رياك مشار قبل توقيعه لاتفاقية مع الرئيس سلفاكير ميارديت قضت بعودته الي جوبا نائبا للرئيس .
ومثلما عصفت الخلافات حول رئاسة تحالف الجبهة الثورية بالكيان الذي يضم الحركات الدارفورية بجانب الحركة الشعبية قطاع الشمال ، يبدو ان العدل والمساواة تمضي لذات المصير ، واعتبر مراقبون وقيادات سابقة بالحركة ، ان ديكتاتورية جبريل ابراهيم هي ما قد تقضي على الحركة التي تتداعي حتى دون خلافات ، وقال نهار عثمان الامين السياسي لحركة العدل والمساواة بقيادة دبجو لـ( الراي العام ) امس ، ان الحركة لم يتبق لها شئ وتجزات تماما .
ومضي للقول ان الخلافات الاخيرة قد تؤدي الي تمزقها (كيمان كيمان ) .
واضاف بان هناك همسا يدور حول فشل جبريل في ادارة الحركة ، واكد نهار ان ما يحدث من مشاكل وخلافات في الحركة يتحمل الجزء الاكبر منه د.جبريل ابراهيم ، وتابع :(الحركة لم يعد لها وجود فعلي ، وجبريل لم يعد لديه شئ ، ومتوقع ان الحركة قد تنهار حتى دون الخلافات الاخيرة ) .
ومضي المحلل السياسي البروفيسور صلاح الدومة استاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية في ذات اتجاه نهار ، غير انه راي كذلك ان الخلافات والتشرذم الذي يحدث في الحركة ربما قد تولد حركة جديدة اكثر قوة ، وقال ان الخلافات موجودة في اية حركة ليس في السودان فحسب بل في كل العالم .
ومضى الدومة الي القول ، ان سبب الخلافات هو غياب الديمقراطية وتسيد الديكتاتورية في هذه الحركات ، واضاف بان هذه القيادات الثورية تتحجج في ممارساتها الاستبدادية بالخوف لجهة ان الخصم او العدو اقوى منه ، واشار الي انه حتما فان الخلافات تشرذم الحركات الثورية وتؤدي الي انشقاقات في صفوفها وقد تفضي الي موتها ، ولكن في ذات الوقت يمكن ان يؤدي ذلك الي انبعاث تنظيمات جديدة اكثر قوة ، او قد تخرج من وسط حطامها حركة قوية .
فيما ان امر في غاية الاهمية ربما يحمل قيادات الحركة في الحرص على التغاضي عن اية خلافات في الوقت الراهن ، بعد الحديث عن مشاركة حركة العدل والمساواة في اجتماع يعقد بالدوحة نهايات الشهر الحالي ، وربما خوفا من عزلة قد تضرب المنشقين حال نجاح الحركة بالمضي في الحوار بالدوحة ، وكانت حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم اعلنت جاهزيتها لتوقيع اتفاق سلام شامل مع الحكومة ، ويجري الاعداد حاليا لاجتماع بالدوحة ما بين الحكومة القطرية وقيادات حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان .
ويبقي المشهد مفتوحا على كل هذه الاحتمالات لكن الحقيقة ان الحركة وجبريل شخصيا الان في مازق الديمقراطية والدفاع عن الشعارات التي ترفعها الحركة والتي كانت سببا في خروج الكثيرين من تحت عباءة جبريل في الفترة الماضية  .
 نبيل صالح 

صحيفة الرؤية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة