زول يصحي "أمبيكي"!!
بقلم: محمد حامد جمعة
عقب الجولة الماضية من مفاوضات السلام حول قضايا المنطقتين بين الحكومة ومتمردي (قطاع الشمال)، أعلنت الوساطة أن الجولة الجديدة ستنعقد بعد نحو أسبوعين.
ومضت الفترة المحددة وزادت عليها بأسبوعين إضافيين، ولم يلح في الأفق إعلان أو دعوة للالتئام فيما عرف بمفاوضات "أديس أبابا".
وبالطبع لم تعلق الوساطة أو تقدم تبريراً بأسباب الإرجاء والتأخير فيما ينتظر الوفد الحكومي إطلاق الصافرة في أي لحظة، رغم ما يعنيه ذلك من ارتباك في برامج وتكاليف بعض أعضائه الذين ينزعون من بين مناصبنهم وملفاتهم، وبعضهم ربما يتم إحضاره من الخنادق والخطوط الأمامية، فيما ليس لوفد المتمردين ما يخسرونه أو يقلقون بشأنه.
الجولة الماضية انعقدت تحت ضغط الزمن الضيق المتاح حسب توصية مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي حدد الأخير من شهر أبريل، ليكون اليوم النهائي للتوصل لاتفاق بمرفق تحذيري بتحويل الملف لمجلس الأمن.
وهو الوضع الذي ألقي بظلاله علي تكتيكات الجولة من جانب المتمردين الذين لمرات عديدة تعمدوا إضاعة الوقت، من أجل جر الملف لخارج التفويض الأفريقي.
وأعانهم في ذلك التكتيك أن الوساطة تكاسلت حتي انقضت المدة ولم يبق سوي عشرة أيام لتعلن بدء الجولة، حتي أن شبهات حامت بوجود تواطؤ من أجل (كلفتة) التفاوض والإعلان بشكل رسمي أن الطرفين فشلا في الاتفاق ليحال الملف لـ"نيويورك".
والراجح عندي شخصياً أن براعة الموقف الحكومي وتحليه بالصبر ثم تقديمه لدفوعات جدية وتفاوضه بشكل محترف، قد أحرجت هذا المخطط وأفرغته من محتواه.
الآن يبدو لي وأمل أن يكون ظني خاسراً أن تطاول المدة للانعقاد من جديد مؤشر سالب، لأن هذا التباعد بين الجولتين سيؤثر حتماً في مواقف الطرف الثاني (التمرد)، والذي كان في الجولة الماضية قاب قوسين أو أدني من الدخول في اتفاق إطاري.
ولكن بعد نحو شهر وقد تزيد المدة فالراجح أن الانطلاق من حيث انتهت الأمور قد تكون مشكلة حاضرة، فضلاً عن أن (قطاع الشمال) بدا في مفاوضات نهاية أبريل يشعر بخسارته المؤكدة سياسياً عبر التفاوض، وهو ينكسر الآن عسكرياً بحيث لم يبق في يده خيار سوي الاستعانة بحلفائه خارج المظلة الأفريقية.
وهو ما يشير للتحرك نحو مؤتمر "هيرمانسبورغ" السنوي بألمانيا والذي بدا وكأنه محاولة لتسويق الملف عبر نافذة أخري وشكل جديد، بغطاء الشراكة بين المعارضة المدنية والمسلحة في السودان برعاية أوربية أو ما شابه.
هذا المؤتمر المشبوه سيفسد كل التفاهمات السابقة في مباحثات "أديس أبابا"، وقد يردها إلي ما وراء نقطة البداية.
والجولة المقبلة حال انعقادها لن تكون سهلة أو مبشرة، وسيأتي "عرمان بتخريجاته الغريبة ومقترحاته الفضفاضة، وسيحرق الوقت ويهدره في (اللت والعجن)، وهو ما لم يكن ليحدث لو الوساطة الأفريقية (الآلية الرفيعة المستوي) كانت حازمة وملتزمة بتوقيتات ما تعلنه.
زول يصحي "أمبيكي" يا بروف!.
تعليقات
إرسال تعليق