اختتم رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى ثابو أمبيكي، مشاوراته بشأن عملية السلام في السودان.وأجرى أمبيكي خلال تواجده بالسودان، عددا من اللقاءات شملت مسئولين بالحكومة والحزب الحاكم وآلية متابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني و من المعارضة وعدد من الشخصيات القومية والنسائية.وبحسب مراقبين فإن جولة أمبيكي كانت حاسمة، حيث أكدت الحكومة ثباتها على مبدأ التفاوض والحوار، وتمسكها بخارطة الطريق.
في وقت جدد وفد الحكومة للمفاوضات جاهزيته لإستئناف جولة التفاوض القادمة من أجل تحقيق سلام شامل بالسودان، مشيراً إلى أن مواقف الحكومة للتفاوض ثابتة ومبنية على مرجعيات وخطوات مدروسة تعمل على إكمال ما تبقى من اتفاقات والبدء من حيث انتهت الجولات السابقة.وقال عبد الرحمن أبو مدين عضو وفد التفاوض إن التفاوض سيكون وفق خارطة الطريق التي وقعتها الحكومة، لتكملة ما تبقى من البنود الخاصة بالترتيبات الأمنية والسياسية والعون الإنساني، مشيراً إلى أن خارطة طريق الوساطة الأفريقية فصلت كل إتفاقية بمفردها فقد أرجعت قضايا دارفور للدوحة، والنيل الأزرق وجنوب كردفان لنيفاشا، وموقف الصادق المهدي للحوار الوطني.وأشار إلى أن الحكومة قدمت العديد من التنازلات الفترة الماضية من أجل تطعيم الأطفال وإدخال الإغاثة للمواطنين بمناطق التمرد، بجانب قبولها بالعديد من المبادرات الخاصة بالعون الإنساني وآخرها المبادرة الأمريكية، وزاد "نحن جاهزون للمفاوضات ولابد من إنهاء التفاوض في القريب العاجل".
وفي السياق طالبت قيادات بارزة بالمنطقتين بضرورة فصل قضايا جنوب كردفان والنيل الأزرق في المفاوضات القادمة، والعمل على إستصحاب أصحاب القضية الأصليين، لإحداث إختراق حقيقي في مفاوضات الجولة القادمة.
ودعا الفريق دانيال كودي انجلو أن يكون لأي قضية منبر قائم بذاته لإختلاف قضايا المنطقتين، مبيناً أن فصل القضايا يعتبر بمثابة مخاطبة لجذور المشاكل التي تتعلق بالولايتين، مشيراً إلى أن جنوب كردفان ولاية ذات خصوصية. وفي سياق متصل شددت عفاف تاور كافي على ضرورة فصل القضايا المطلبية لولاية جنوب كردفان عن قضايا منطقة النيل الأزرق، مبينة أن فصل التفاوض يقوم بتسهيل المفاوضات الأمر الذي يؤدي إلى حلحلة القضايا الماثلة وإنهاء الصراع في المنطقتين، لافتة إلى أن ولاية النيل الأزرق قامت بإجراء المشورة الشعبية وتقدمت في مجال الملفات الأمنية والسياسية الأمر الذي يؤدي إلى الإسراع في إحلال السلام بالمنطقة. من جانبه طالب العمدة كوة جوهر أحد قيادات الإدارات الأهلية بفصل قضايا المنطقتين عن بعضها البعض وإتخاذ منبر لكل ولاية، مشيراً إلى أن قضايا جنوب كردفان لا تشبه قضايا النيل الأزرق، منوهاً إلى أنهم يقومون بتنوير القواعد والمواطنين والقطاعات السياسية والطلابية والمرأة بضرورة التمسك بمطالباتهم دون دمج قضايا المنطقتين.
وفي المقابل فقد أكد مبارك اردول المتحدث باسم وفد الحركة المفاوض استعدادهم للتفاوض حول الوضع الانساني في المناطق المتأثرة بالنزاع ووقف الحرب في اطار الالتزام بخارطة الطريق إلا أنه جدد رفضه لآي محادثات سياسية مع الحكومة او قوى الحوار الوطني في الداخل.وقال "نتائج حوار الوثبة مرفوضة ولا صلة لها بخارطة الطريق والحركة الشعبية لتحرير السودان لن تقبل بأي عملية سياسية مبنية على نتائج حوار الوثبة ولن نشارك في أي لقاء مع ما يسمى لجنة تنفيذ مخرجات الحوار، فلم نكن طرفا في الحوار ومن باب أولى أن لا تكون لنا صلة بتنفيذ نتائجه" .وشدد على تمسك الحركة بمعبر اصوصا او اي معبر خارجي اخر وانهم لن يتراجعوا عن هذا المطلب.كما اشار أردول إلى أن أوضاع الحركة الشعبية لتحرير السودان الداخلية، لن تؤثر على مواقفها السياسية، لافتاً إلى تمسكهم بشروط تهيئة المناخ، ووقف الحرب، وبحوار متكافئ، وفي غيابه التفاوض على ترتيبات انتقالية جديدة ومعالجة خصوصيات مناطق الحرب لاسيما المنطقتين ودارفور.
عموما فإن الشواهد تؤكد ان الحكومة في الجولة الاخيرة وضعت كل الخيارات المنطقية من أجل وقف العدائيات وتشكيل لجنة مشتركة تعمل على إيصال المساعدات لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلا أن رئيس وفد قطاع الشمال ياسر عرمان وضع شروطاً تعجيزية بإيصال المساعدات عبر دول الجوار.فعرمان في الجولة الاخيرة طرح خيارات غير منطقية لوصول المساعدات الإنسانية للمنطقتين من الخارج، عبر لوكوشيكو في كينيا وجوبا وأصوصا في إثيوبيا، وهذه الخيارات ستسهم في إطالة أمد الحرب مثلما كانت الحركة الشعبية تفعل في الماضي بجنوب السودان من خلال ما يعرف بشريان الحياة ، وهذه شروط تعجيزية من عرمان الهدف منها إفشال جولة المفاوضات .وعرمان بطرحه لنقاط تعجيزية أجهض جولة التفاوض وأفشل المساعي الحثيثة نحو السلام،وهذه الانقاط جعلت رئيس الآلية الأفريقية ثابو امبيكي، يتضجر مما طرحه عرمان خلال هذه الجولة. ووصل بعرمان التعنت ذات جولة بالمطالبة بحكم ذاتي للمنطقتين في إحدى الجولات الأمر الذي قوبل برفض الحكومة مما أدى إلى فشل الجولات السابقة واللاحقة.
تعليقات
إرسال تعليق