أحزاب وحركات ترسم مستقبل المفاوضات مع قطاع الشمال

أثارت الخلافات داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال عدد من التساؤلات حول مألات مايجري بين القيادات وتأثيره على المفاوضات القادمة خاصة بعد زيارة رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكى للتشاور حول استئناف المافوضات مع الحكومة ، وفي ظل المواقف التى تصدر من ابناء جنوب كردفان التى تأمل في إنهاء الصراع بالولاية ، اجرى المركز السوداني للخدمات الصحفية استطلاعاً مع عدد من القيادات حول مستقبل المفاوضات في ظل المتغيرات داخل الحركة الشعبية 
يقول د. حسين حمدي عضو وفد تفاوض حول المنطقتين أن الانشقاقات والخلافات التي ضربت قطاع الشمال أسهمت في تأخير استئناف المفاوضات ، واوضح أن عدم توحد رؤى قيادات الحركة يؤكد عم جديتها لدخول المفاوضات بفريق واحد منسجم خاصة أن قياداتها الأن تمر بمصاعب كبيرة ، واضاف نريد أن يكونوا على كيان واحد ولا نريد استمرار خلافاتهم لقناعتنا بأن الخلاف يسهم في إطالة الحرب وزيادة معاناة ابناء المنطقتين ، ويوضح حمدي ان استقالة الحلو تعتبر نتيجة لتهميش القيادات العليا للحركة له في العمل الميداني العسكري باعتباره السند الأقوى في عملية التفاوض خاصة الترتيبات الأمنية ، مشيراً إلي أن التفاوض مع القيادات الميدانية يعتبر من اسهل الطرق إلي الوصول الى اتفاق سلام ينهي أزمات ومعاناة ابناء المنطقتين قائلا: التأخير ليس من جانب الحكومة فهي تدعو لاستئناف الفاوضات باستمرار وهذا يحقق جديتها لتحقيق السلام.
وأعتبر إسماعيل زكريا الناطق الرسمي باسم مجموعة التغيير المنشقة من الحركة الشعبية يعتبر ان الخلافات التى ضربت الحركة الشعبية مؤخرا جاءت بالتزامن مع موعد استئناف المفاوضات ، وقال الختلافات تمثلت في اعتراض مجلس تحرير جبال النوبة على قيام المفاوضات دون قيام المؤتمر التأسيسي لمجلس تحرير جبال النوبة وعدم تكوين المكاتب الخارجية للمجلس والمكاتب الحكومية ، وقال أن المجلس أعترض على قيام المفاوضات في هذا التوقيت لانهم يسيطرون على الميدان وارض الواقع ، في ذات الوقت أعلن عدم مسؤوليتهم عن تفويض أي جهة للمشاركة في التفاوض سواء كان عرمان أو عقار أو غيرهم وأضاف أن مجلس التحرير أعلن في بيان صادر عنهم بأنهم غير مسؤولين عن نتائج عملية التفاوض في الوقت الراهن وذلك لعدم اكتمال الهياكل التنظيمية في المجلس وسحب الثقة وملف التفاوض من عرمان ، وأضاف أن هناك أسباب كثيرة للخلافات أدت للصراع والتي هزمت الحركة بجانب أن رؤيتهم حول المنطقتين تختلف وتخدم أجندات خاصة لجهة أن قيادات الحركة اكدت بذلك انها لا تريد السلام ، الأمر الذي أدى للإخفاقات والصراعات بجانب أن (15) جولة من المفاوضات في السابق لم تؤدي لنتائج .
أما عفاف تاور القيادية بمنطقة جنوب كردفان فقد اوضحت أن الخلافات التي أحتدمت داخل قطاع الشمال تعتبر قاصمة ظهر للحركة ونهاية مراوغات المتمسكين بملف تفاوض المنطقتين لصالح أجنداتهم الخاصة ، واعتبرت استقالة الحلو والانشقاقات صحوة لأبناء المنطقتين لاستلامهم قضيتهم بأنفسهم خلال المرة المقبلة وترشيح قيادات من أبناء المنطقتين لتولى ملف التفاوض مع الحكومة في أسرع وقت ممكن ، في وقت توقعت فيه نجاح الجولات القادمة والتوصل لنتائج تخدم مصلحة الطرفين وتؤدي إلي تحقيق سلام دائم . وأضافت تاورأن جولة المفاوضات القادمة تتطلب اصطحاب جميع الأسباب التي حالت دون الوصول الى سلام خلال الجولات القادمة بجانب التعامل مع أصحاب القضية الحقيقين واستبعاد أي أجندات تؤدي إلي انحراف القضايا من مساراتها.
من جانبه اعتبر الرحيمة إسماعيل القيادي بحركة العدل والمساواة إقليم كردفان أن ازدياد الانشقاقات والإنقسامات داخل قطاع الشمال جاءت نتيجة لعدام الرغبة في الوصول الى سلام خلال المفاوضات المقبلة ، واضاف ان هناك كتل تريد تأزيم المفاوضات وتسعي إلي عرقلة الملف أمام الطرفين وهذا ما دفع بسحب الثقة من عرمان مؤخرا ، مضيفاً الخلافات حاليا أدت إلي تقسيم الحركة الشعبية شمال إلي كتلتين وربما تزداد الى اكثر من ذلك ، خاصة وان عبد العزيز الحلو يريد تجميد التفاوض وهذا مؤشر لإنقسام جديد بالحركة وربما يؤدي إلي إطالة الأزمة وإضعاف الحركة بجانب أن هناك طرف آخر رافض وهو ما سمي بمجلس التحرير الذي يساند مالك وعقار ويرفض مقررات مجلس جبال النوبة ، معتبراً أن القضية تحتاج إلي اتفاق موحد ، وتوقع ترشيح قيادات جديدة لاستئناف المفاوضات واستبعاد الشخصيات التي لا ترغب في السلام وتدعو لأشياء أخرى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة