لماذا جبنت الجنائية الدولية في توقيف البشير

بقلم: عميد ركن حسن أحمد حسن 
لقد أدرك العالم كله بأن محكمة الجنايات الدولية هي ضيعة الصهيونية العالمية لتركيع وإذلال قادة الدول الأفريقية وإضعاف إرادتهم لإرغامهم على السير في اتجاه تيارها الذي يهدف للسيطرة والهيمنة على دولهم لنهب ثرواتها وتبديل معتقداتها إلا أن قادة دول الاتحاد الأفريقي قد فطنوا لذلك السيناريو البغيض وشق معظمهم عصا الطاعة للمحكمة الجنائية الدولية وكشفوا نواياها لمن فات عليهم إدراكها، لقد استهدفوا الرئيس الكيني والمشير البشير رئيس جمهورية السودان ونصبوا الأرجنتيني السكير العربيد مورينهو أوكامبو مدعياً عاماً وسلطوا سهامهم نحو البشير وألصقوا فيه تهمة هو بريئ منها وملأ خنزيرهم أوكامبو شاشات الفضائيات العالمية متشدقاً بالوعيد وبأتفه العبارات التي تشبهه ضد البشير الذي لم يوازه طهراً ولو عرك جسده النتن البخس وقلبه بتراب البر وطين البحر وزبده ومياه المحطيات وعطر بالعطور الباريسية الفواحة تحداها البشير وعبر أجواء دول أصدقائه المحروسة بالصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية إلى أقصى دول العالم و(كتل الدُش في يده) وحرق كرته وسقاه مويته، فاستغنى عنه أصدقاؤه ونصبوا بدلاً عنه السوداء بنسودا المكتنزة شحماً ولحماً وصاحبة الشعر كتحية الضباط مدعياً عاماً للجنائية الدولية، ولأنها ربيبة الصهيونية العالمية، وهي نفس بيئة أوكامبو، فلم تخالف دربه.
بنسودا لم تقرأ الواقع الأفريقي بتمعن، فوافقت على مخطط المحكمة الجنائية بجوهانسبيرج الفطير، فصفق لها الأمريكان وأصدقاؤهم، ولم يهتم البشير بأمرهم وحضر المؤتمر الخامس والعشرين لدول الاتحاد الأفريقي، واجتمع مع بعض القادة وخطف الإعلام عن فعاليات المؤتمر ومخرجاته، فانبهر العالم من شجاعته وثباته وقوة إرادته وجسارته في تحديه للمحكمة الجنائية الدولية مما قاد إلى تشييعها إلى مثواها الأخير، لقد كنت أتوقع لو حدث للبشير أي سوء فإن كل البعثات الدبلوماسية الفرنجية في السودان ستنزل عليها حجارة الشعب السوداني من سجيل وتتهدد كل المصالح الفرنجية دول العالم من أصدقاء السودان لقد تداول الفرنجة ووضعوا تداعيات توفيق البشير وحصادهم في عمليتهم التي فشلها القوي الجبار في ميزان فأدركوا الخسارة الكبيرة التي سيجنونها، فصمتوا صمت القبور وعاد البشير مرفوع الرأس عزيزاً قوياً إلى وطنه لإيمانه بأنه لن يصيبه شيء إلا ما كتبه الله له، وأجزم بأن الشعب السوداني عندما علم بمخطط الجنائية الدولية قد غلى الدم في عروقهم فلبسوا جلود النمور وكشروا عن أنيابهم وسنوا رماحهم واستعدوا للثأر ولعق دماء الفرنجة ولكن عِرفوها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة