المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2014

دارفور أثناء المفاوضات مع قطاع الشمال

مع انطلاقة التفاوض في أديس أبابا بين الخرطوم وقطاع الشمال بالحركة الشعبية وهو قد أصبح أحد مكونات الجبهة الثوية التي تشمل حركات دارفور المتمردة طبعاً، مع انطلاقة هذه المفاوضات، أطل على وسائط الإعلام خبر القرار الأممي بحظر السلاح بدارفور.. وكأنه يرسل إلى الحكومة رسالة رعب مفادها أن دارفور لن تهدأ في الدوائر الأجنبية إذا كان الهدوء قد تحقق بيد الحكومة على أرضها بآليات مختلفة مثل الحماية الأمنية وتنفيذ اتفاقيات أبوجا والدوحة، ثم اتجهت لطي ملف قطاع الشمال في جو علاقات دبلوماسية ملائم بينها وبين حكومة جوبا صنعته الظروف القاسية التي تمر بها الأخيرة حالياً، وإن كانت إحدى حركات تمرد دارفور تحارب إلى جانبها قوات أبناء النوير المتمردة وتنهب وتسلب في مناطقهم، وهذا بالطبع ما رشح في الإعلاح. ٭ لكن لماذا تجديد قرارات بشأن دارفور عفا عنها الزمن مع التطورات هناك؟! لقد اتحد ما تبقى من حركات ومجموعات دارفورية متمردة مع قطع الشمال تحت مظلة «الجبهة الثورية». وبذلك تكون دارفور قد خرجت من الأزمة الخاصة بها، وعادت بكاملها إلى سيادة الدولة، وأن ما يجري فيها من حين إلى آخر من اعتداءات مسلحة لا يع...

السنوسي .. السعي لخلافة الترابي ...!!

يعرف عنه تسلقه واستغلاله لانصاف الفرص وبأي الوسائل فالرجل تدرج بالحركة بذات الأسلوب إلى أن بات من بين قيادات صفها الأول بكافة مراحلها، فالرجل منذ انضمامه في العام 1954م، إلى صفوف الحركة الإسلامية، الذي التحق بها وهو في ريعان شبابه،ظل الشيخ ابراهيم السنوسي مثار جدل وسط أخوانه ، و أوكلت للرجل ملفات كثيرة وخطيرة طوال مسيرته التنظيمية، لكنه ظل يجيد اللعب باحترافية الملفات الأمنية والتنظيمية، ويعد من بين أبرز الذين أمسكوا بالملفات الأمنية داخل الحركة لفترات طوال قبيل استلام السلطة في العام م1989 وبعده ، وعقب انقسام الحركة الاسلامية لـ(وطني، وشعبي) (حكومة، ومعارضة) اختار السنوسي مرافقة شيخه الترابي.وانحياز السنوسي لصف شيخه الترابي لدى وقوع مفاصلة الاسلاميين في العام 1999م، ويقول الرجل لمقربيه ان انضمامه للشيخ الترابي جاء لاعتبارات وجدانية في المقام لما يربط السنوسي بالترابي من وشائج هي اقرب للروحية ، فالسنوسي رغم بلوغه من الكبر عتيا إلا أنه لازال يتلذذ بدور الحوار المطيع لشيخه والهائم في حبه وهو يجاهر بذلك لمقربيه ، لكن يبدو أن اعتقال السنوسي الأخير بتهمة التخابر مع دولة الجنو...

المتاجرة بالرموز والحروب ..عرمان وعمسيب

بقلم: راشد عبد الرحيم تأذت الفنانة والممثلة القديرة فائزة عمسيب من صورة نشرت لها في بعض الموقع تظهرها بمظهر بائس ولحقت بها تعليقات تؤكد علي هذا ولم تتأخر التعليقات الكثيرة التي تدين الحكومة بإهمال الرموز والقامات الفنية والثقافية . وكانت محاولات أخري سلفت في محاولات رخيصة أيضا لتسويق ذات الفكرة من خلال رجل رائد وقدوة ورمز هو الشاعر الكبير الأستاذ الفيتوري. لا أستغرب المحاولات الساذجة التي ترتفع كلما وجدت ضالة في شأن يخص شخصية مهمة خاصة في الأوساط الفنية والثقافية،وسبق أن جرت محاولات من هذا النوع في شأن الفنان الذي توفي بأثر البرد في القاهرة وتجري نفس المحاولات حاليا لتسويق قضية أخري لأستاذ فنون جميلة يعيش في اليمن ويعاني أيضا. هذه المحاولات تبين بجلاء أن الحكومة قليلة الإحساس والإنتباه إلي ما يخدش ويقبح  صورتها لدي الرأي العام والمجتمع السوداني. وقلما جرت محاولات لاستقصاء حقيقة هذا النوع من المتاجرة الرخيصة كما يقل التفاعل مع الحالات التي تحتاج إلي  معالجة ولو بقليل من الإنتباه وأقل من إجراءات لا تكلف شيئا وتحدث أثرا ونتيجة وترفع من معاناة ربما تمثل وفاء لرمز ومنا...

لماذ عُلَّقتْ مفاوضات أديس؟!

تتعدد الأسباب وراء رفع وتعليق مفاوضات أديس أبابا حول المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق بين الحكومة وقطاع الشمال بالحركة الشعبية التي انطلقت منذ الثالث عشر من الشهر الجاري، وانتهت أمس بعد أن قدمت الوساطة ورقة لخصت فيها المواقف التفاوضية للطرفين، واقترحت نقاطاً مستنبطة من ورقتي الوفدين. ولا بد في البداية من الإشارة إلى حقيقة موضوعية تكشف عن طبيعة هذه الجولة التفاوضية التي لم تكن أصلاً لتصل إلى اتفاق نهائي، فالوساطة الإفريقية التي تتمثل في الآلية الإفريقية رفيعة المستوى التي يقودها السيد ثابو أمبيكي رئيس جنوب إفريقيا السابق، تعاني من خلل وظيفي في أداء مهامها وفقدانها منهجاً حازماً وحاسماً في قيادة التفاوض، وكان يمكن أن تبذل جهوداً أفضل في تقريب وجهات النظر وتتمسك بتفويضها وتغلق الباب أمام أية محاولة للخروج عن التفويض، وقد استغلت الحركة الشعبية قطاع الشمال تساهل الوساطة وربما ضعفها في طرح ورقة تفاوضية تسببت في نسف المفاوضات رفضت فيها مناقشة قضايا المنطقتين وربطتها بقضايا السودان الكلية، وطالبت بحكومة قومية انتقالية ومؤتمر قومي دستوري. ومن هنا يمكن ربط أسباب تعثر المفاوضات ...

مفاوضات "أديس أبابا" بين التفاؤل والتشاؤم!!

بقلم/ صلاح حبيب قلة من الساسة أو القريبين من عملية المفاوضات ليس بين الحكومة أو قطاع الشمال، ولكن منذ أن دخلت الحكومة في مفاوضات مباشرة بين أبناء الوطن الواحد، عندما كان هناك وطن واحد قبل الانفصال، كانوا غير متفائلين بالوصول إلى السلام عبر التفاوض المباشر.. ولذلك لم يكن الآن هناك بصيص أمل للوصول إلى سلام عبر التفاوض لذا انهارت المفاوضات، وهي مازالت تسير بنمرة واحد قبل أن (تعشق) بصورة تدفع بالسير بنمرة أربعة. كثير من المراقبين للمفاوضات كانوا متأكدين أنها سوف تنهار، في أي لحظة، ولذلك لم يخيب ياسر عرمان رجاءهم. لقد ذهب مساعد رئيس الجمهورية البروفسور غندور إلى هذه المفاوضات وهو يرأس وفدها، ولكن يبدو أنه أيضاً لم يكن من المتفائلين وإن تظاهر بهذا التفاؤل. ومرد عدم التفاؤل من غندور أو غيره من الساسة، لأن ياسر عرمان دائماً كان (خميرة عكننة) لأي مفاوضات، ويدخل في ذلك مزاجه الخاص وليس المصلحة الوطنية التي تحتم عليه السير بالعملية إلى المبتغي الأخير لمصلحة هذا الشعب، الذي ظل يحاول أن يجد خيطاً رفيعاً أو إضاءة حتى ولو خافتة في النفق المظلم الذي يوصل في النهاية إلى السلام الذي ينتظ...

الحركات تعوق المباحثات

بعد الخلافات المستمرة حول الأجندة في مباحثات الحكومة مع قطاع الشمال في العام الماضي، وبالامس بأديس ابابا فقد وضح جلياً بأن القطاع لم يكن وحده في قاعات الحوار بل كان مستصحباً معه الجبهة الثورية بكل مكوناتها التي لم تك طرفاً في ذلك الحوار، ولكنها متواجدة بتأثير كبير في كل مجريات المباحثات مضمنة أجندتها الخاصة، والتي تبناها القطاع كجزء من معالجة الازمة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق مما اوجد تلك المواقف المفخخة والتي اصبحت حائلاً دون استمرار المباحثات بشكل منتظم مسنودة ومدعومة بالقرار «2046» الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والملزم لطرفي النزاع بمعالجة الازمة في الولايتين.. كما اشار وفد الحكومة في بيانه الخاص بالجولة الرابعة في المباحثات الأخيرة والذي اكد فيه عن التزامه الكامل بالمرجعيات الأساسية للقضية واحترامه للآلية الافريقية ومقترحاتها التي وقع عليها قطاع الشمال مع الحكومة في 17 سبتمبر الماضي وفقاً لقرار مجلس السلم والامن الافريقي، وقرار الامم المتحدة رقم «2046» الذي تعرقل تنفيذه مجموعة قطاع الشمال المرتبطة بالجبهة الثورية.. مما قد يؤثر سلباً في كل الخطوا...

لماذا فارق الشعبي تحالف المعارضة!

لا شك أن مفارقة الشعبي لتحالف المعارضة والذي بدا مفاجئاً للتحالف جاء بناء على حيثيات سياسية وأسباب بعضها معلن وواضح ولكن غالبها بالضرورة غائب عن المشهد. وبحسب تصريحات المتحدث بإسم التحالف محمد ضياء الدين فإن الشعبي قرر الدخول فى حوار مع الوطني والشروط التى قررها التحالف اعتبرها الشعبي ممكنة الطرح داخل قاعة الحوار والتفاوض. ومن هنا يمكننا أن نستخلص بوضوح أن الشعبي اختلف تماماً فى رؤيته للحوار سواء من حيث المبدأ، أو من حيث الموضوع. إذ أنه ومن حيث المبدأ فإن تحالف المعارضة يرفض أيّ حوار أو تفاوض قبل الوفاء بشروط أجملها كما هو معروف فى إطلاق الحريات وإطلاق سراح المعتقلين وتكوين حكومة انتقالية، بينما يرى الشعبي أن الحوار -فى حد ذاته-  منذ أن قرر الشعبي منفرداً المشاركة فى حضور فعاليات خطاب الرئيس البشير فى الخامس العشرين من يناير الماضي بقاعة الصداقة بالخرطوم فقد كان التحالف قد قرر عبر هيئته ألا يشارك أيّ طرف من أطرافه فى ذلك اللقاء وهو ما خالفه الشعبي وكان واضحاً انه بدأ يسير في اتجاه مغاير للتحالف. أما من حيث الموضوع فإن الشعبي اعتبر أن الدخول في حوار ضروري ومهم لطرح...

ما بين القاهرة وجوبا.. الجغرافيا تمنح الخرطوم مزايا نادرة!

هي نفسها الجغرافيا التى حاول الكاتب المصري المعروف محمد حسنين هيكل السخرية عبرها من السودان، وتجريده من أية مزايا، هي نفسها الجغرافيا التى تلعب الآن دوراً مفصلياً حاسماً في بلدين جارين أحدهما فى شماله والآخر فى جنوبه. بعبارة أوضح فإن القدر الجغرافي الذي جعل من السودان عمقاً استراتيجياً لجمهورية مصر و(باباً) خلفياً بالغ الأثر والأهمية، هو نفسه القدر الجغرافي الذي جعل من السودان أيضاً عمقاً استراتيجياً مؤثراً للغاية لدولة جنوب السودان. ولعل ابلغ رد على سخرية هيكل تلك أن الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور كان قد بعث رسالة الى نظيره السوداني، المشير البشير إبان انعقاد القمة الإفريقية الثانية والعشرين فى العاصمة الإثيوبية أديس مؤخراً يطلب فيها دوراً سودانياً يعيد مصر الى الاتحاد الإفريقي! وبالطبع ما كان يمكننا أن نتصور أن أعرق دولة عربية وافريقية فى المنطقة تلجأ الى السودان في هذا الأمر الاستراتيجي الخطير لو أن السودان كان فقط مجرد جغرافيا! فالجغرافياً إنما تدرس فى المدارس والكليات جنباً الى جنب مع التاريخ؛ والتاريخ بطبيعة الحال لا يملكه أحد. والواقع أن السوداني و...

ماذا تبقي لتحالف أبو عيسي؟

مع مطلع كل صباح يتجدد التفاعل السياسي مع خطاب الوثبة الذي أذاعه رئيس الجمهورية أواخر يناير الماضي بقاعة الصداقة، ولأن السياسة لا تعرف الفراغ ولا تحتمل الركود، فقد تحركت بعض الأحزاب للتفاعل مع دعوات الحوار التي أطلقها رئيس الجمهورية، وعلى رأس هذه القوى حزبا الأمة والشعبي اللذان حضرت قيادتيهما لقاء الرئيس بقاعة الصداقة. ولكن يبدو أن اليساريين والعلمانيين في تحالف أبو عيسى لا يروق لهم الحوار مع الحكومة، ويتمترسون خلف رؤاهم اليسارية والعلمانية القديمة التي تنادي بإسقاط النظام حتى ولو دعا للحوار، وقد صدرت من تحالف أبو عيسى ما يدل على هذا الضيق بعد اجتماع عقدته الهيئة العامة للتحالف يوم الأربعاء الماضي، وخرجت بقرار فحواه عزل كمال عمر ممثل الشعبي عن لجنة الإعلام واستبداله بالمهندس صديق يوسف من الحزب الشيوعي، وكان رؤساء أحزاب التحالف قد عقدوا اجتماعاً الأسبوع الماضي وقرروا عدم السماح إطلاقاً للحوارات الثنائية، في إشارة واضحة لمجهودات الشعبي في الحوار مع الوطني بعيداً عن مظلة تحالف أبو عيسى. وبعزل كمال عمر وتولية الشيوعي صديق يوسف، وأصلا يتولي رئاسة اللجنة السياسية بتحالف أبو...

جوبا والحركات المسلحة السودانية، ماذا بعد؟

من الطبيعي أن يثور التساؤل عقب رجحان كفة الحكومة الجنوبية بقيادة الرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت فى أشرس صراع جنوبي جنوبي أودى بحياة الآلاف وأحدث حركة نزوح غير مسبوقة، فاقت فى معدلاتها حركة اللجوء إبان الحرب الأهلية الطويلة التى تعتبر الأطول فى القارة الإفريقية والتي انتهت باتفاقية السلام الشاملة فى نيفاشا 2015م. من الطبيعي أن يثور التساؤل عن مصير الحركات السودانية المسلحة التى خاضت فى وحل القتال هناك وأبلت بلاءاً حسناً نال إعجاب الحكومة الجنوبية واستحسانها! نثير هذا التساؤل بموضوعية، وبعيداً عن معطيات العلاقات السودانية الجنوبية الماضية بخطى حثيثة واضحة نحو التحسن الكامل. ذلك أن مضمار السياسة وعلى نحو مغاير تماماً من علاقات الأفراد العادية، ليس فيه مجال للأعمال الخيرية، والبر والإحسان؛ فيه اخذ وعطاء وتبادل مصالح ومنافع، ومن المؤكد أن الحركات السودانية المسلحة التى قدمت كل هذا الجهد وأدت كل هذا الأداء تنتظر الآن بجنان ثابت وجرأة متوقعة المكافأة السياسية الكبرى من الحكومة الجنوبية. وبالمقابل فإن الحكومة الجنوبية التى يبدو أنها كانت فى حاجة الى أيّ جهد مهما كان ضئيلاً...