الاقتتال القبلي فى دارفور من وراءه؟
من المفيد بدايةً أن نقرر أن الاقتتال القبلي فى دارفور واحداً من سمات الإقليم المتوارثة منذ مدة طويلة – الفارق الجوهري فى ما كان يحدث فى السابق وما يجري الآن أن الاقتتال القبلي فى السابق كان فى أوقات متباعدة ولأسباب تخص المرعى والمزارع وأن الأعراف القبيلة سرعان ما تنجح فى احتوائه وكبح جماحه قبل أن يستفحل، كما كان عدد الضحايا قليلاً للغاية بالنسبة للضحايا فى الوقت الحاضر. وتشير متابعات (سودان سفاري) الى أن الذين سقطوا فى مواجهات قبلية فى الفترة من العام 1983 وحتى العام 1993 لا يتعدى الـ70 شخصاً وأن الحملة الشهيرة التى قادها الدكتور الطيب إبراهيم محمد خير لجمع السلاح فى دارفور فى تسعينات القرن الماضي أسهمت فى أن يشهد الإقليم فترة من الهدوء امتدت الى مطلع الألفية الثالثة وبالإمكان بهذه المثابة قراءة الفارق الشاسع فى عدد الضحايا ما بين تلك الفترة والفترة الحاضرة. فيا ترى ما هي أو بالأحرى من هو الرابح من هذه العملية وما فتئ يؤججها لتصبح هاجساً؟ الواقع ليس من السهل الوصول الى الجاني الحقيقي نظراً لتضافر وتداخل عوامل شتى بعضها طبيعي وبعضها مصطنع هي التى تسهم فى هذه الموجة ال...