المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2013

الاقتتال القبلي فى دارفور من وراءه؟

من المفيد بدايةً أن نقرر أن الاقتتال القبلي فى دارفور واحداً من سمات الإقليم المتوارثة منذ مدة طويلة – الفارق الجوهري فى ما كان يحدث فى السابق وما يجري الآن أن الاقتتال القبلي فى السابق كان فى أوقات متباعدة ولأسباب تخص المرعى والمزارع وأن الأعراف القبيلة سرعان ما تنجح فى احتوائه وكبح جماحه قبل أن يستفحل، كما كان عدد الضحايا قليلاً للغاية بالنسبة للضحايا فى الوقت الحاضر. وتشير متابعات (سودان سفاري) الى أن الذين سقطوا فى مواجهات قبلية فى الفترة من العام 1983 وحتى العام 1993 لا يتعدى الـ70 شخصاً وأن الحملة الشهيرة التى قادها الدكتور الطيب إبراهيم محمد خير لجمع السلاح فى دارفور فى تسعينات القرن الماضي أسهمت فى أن يشهد الإقليم فترة من الهدوء امتدت الى مطلع الألفية الثالثة وبالإمكان بهذه المثابة قراءة الفارق الشاسع فى عدد الضحايا ما بين تلك الفترة والفترة الحاضرة. فيا ترى ما هي أو بالأحرى من هو الرابح من هذه العملية وما فتئ يؤججها لتصبح هاجساً؟ الواقع ليس من السهل الوصول الى الجاني الحقيقي نظراً لتضافر وتداخل عوامل شتى بعضها طبيعي وبعضها مصطنع هي التى تسهم فى هذه الموجة ال...

قطاع الشمال.. استثمار فى دماء المصريين!

سعى ما يسمى بقطاع الشمال -قدر إمكانه- للاستثمار السريع العائد فى الأزمة المصرية الراهنة، إذ أن ما يؤسف له أن القطاع أصدر بياناً الأسبوع قبل الماضي مهره بتوقعيه فى القاهرة يتهم فيه (بعض السودانيين) بالعمل والقتال جنباً الى جنب مع المقاتلين هناك! كان اللافت فى الطريقة التى تمت بها صياغة البيان وتعميمه على الشبكة العنكبوتية أنه سعى لتأليب الرأي العام المصري –حتى وهو فى حالته الراهنة على السودانيين المقيمين فى الشقيقة مصر وهم بالملايين! ظناً من القطاع أن وجود الأخوان المسلمين طرف فى الأزمة لابد أن يستصحب معه نظرائهم فى السودان كطرف مساند لهم فيها. هذا الموقف يمكن أن نكتشف فيه عدداً من الأمور السالبة التى تفصح عن نفسها بسذاجة القطاع وعجزه وفشله فى فعل شيء فى السودان، ففكر وقدر فى محاربة السودانيين، انطلاقاً من القاهرة وفي ميادينها الفسيحة المزدحمة. أولها أن القطاع – الفاقد أصلاً للوازع الوطني – تبرع (من عنده) بعملية تحريض ضد مواطني بلاده دون أن يطلب منه أحد ذلك، وهذه (خصلة سياسية) نادرة الحدوث فى الدنيا بأسرها لأنها تعني خلع القميص الوطني الشريف وارتداء ملابس أجنبية خانق...

نصر الدين المهدي.. الشيطان يعظ!

من المؤكد أن رفاق نصر الدين الهادي فى الثورية غاضبين عليه بذات القدر الذي غضب فيه عليه أهله من الأنصار وقيادات حزب الأمة فى أبو كرشولا. الرجل -بغباء نادر- أغضب الطرفين، ولكن ليست هذه هي المشكلة الوحيدة فلربما زهد فى العمل السياسي بأسره طالما أصبح بين شقيّ الرحى فى موقف لا يحسده عليه أحد؛ ولكن المشكلة فى (الثمن) الباهظ الذى ما يزال عليه أن يدفعه (كفاتورة نهائية) ومخالصة أخيرة . فالسيد نصر الدين المهدي حرق وراءه مراكب حزبه، واضطر إبن عمه السيد الصادق المهدي لفصله من الحزب بعدما أصبح (جزء من الثورية) وعلى ذات الشاكلة فإن الرجل لم يجد صدراً حانياً لدى ابن عمه الأكثر تعاسة الآن، مبارك الفاضل المهدي، وفى الوقت نفسه خسر نصر الدين كلٌ من عقار والحلو وعرمان وبقية الرفاق عقب انتقاده لما جرى فى أبو كرشولا . وموقف الرجل بهذه الشاكلة يثير العجب، فإذا كان نصر الدين قد ارتضى بمحض إرادته الدخول فى تحالف الثورية (برأس ماله السياسي الخاص) مشترياً أسهماً خاسرة وإرتضى العمل المسلح الذى تقوم به الثورية؛ كيف إذن كان يتوقع أن تعمل الثورية؟ وما الذى كان ينتظره من الحلو وعقار وعرمان غير ...

تحالف المعارضة.. (100 يوم) كزمن رسمي زائداً الزمن الإضافي!

مُنِحت قوى المعارضة السودانية زمناً اضافياً على الزمن الذى حددته بـ100 يوم لإسقاط النظام ويكاد الزمن الإضافي نفسه ينقضي ولم نشهد ندوة محضورة أو مسيرة مشهودة أو عملاً بطولياً من أي شاكلة كان. والراجح أن أزمة المعارضة ليست فقط أزمة توافق داخلي ورؤى وبرامج غائبة وتنافر فطري فيما بينها، ولكنها أزمة مصداقية وعجز منحت خلاله أكثر من عقدين من الزمان وليس فقط (100) يوم، ولكن كل الزمن المحدد انقضى وقوى المعارضة فى حالها إلا من (المنح) و(الهدايا) الغالية، باهظة الثمن. وكما رأينا كيف (خجلت) المعارضة من نفسها وهي عاجزة عن إدانة ما جرى فى الشقيقة مصر من انقلاب على الديمقراطية ولم تتفوه بموقف مبدئي صادح وعالي النبرات، فإننا نعايش أيضاً كساحاً وقعوداً عن الاستعدادات للانتخابات المقبلة ولئن وصف المسئول السياسي (غير الموفق) فى حزب المؤتمر الشعبي كمال عمر التقاء الشعبي بالوطني بأنها (أحلام ظلوط) فى إشارة لاستحالتها؛ فإن ذات هذه الأحلام بوصفها هذا تنطبق على قوى التحالف فى سعيها لإسقاط النظام، ولعل الأمر المستغرب حقاً أن تحالف المعارضة يعلم علم اليقين أن الوطني ليس هو الوحيد الحاكم الآن إ...

(3)بالصور قافلة مؤسسة معارج ومنظمة تركية لدعم المتضررين بشرق النيل

صورة

(2) بالصور قافلة مؤسسة معارج ومنظمة تركية لدعم المتضررين بشرق النيل

صورة

(1)بالصور قافلة مؤسسة معارج ومنظمة تركية لدعم المتضررين بشرق النيل (1)

صورة
نفذت مؤسسة معارج للسلام والتنمية بالتعاون مع منظمتي (هل من احد- كيسا يولومو) التركية حملة كبري لاغاثة متضرري السيول والامطار بمناطق الكرياب ومرابيع الشريف بمحلية شرق النيل أحد أضلع العاصمة السودانية الخرطوم. وفي تصريح صحفي قال مدير الشؤون الانسانية بؤسسة معارج للتنمية الاجتماعية دفع الله محمد كنون ان هذا البرنامج يأتي في اطار الشراكة بين مؤسسة معارج ومنظمة هل من احد التركية ، مشيداً بجهود المنظمة التركية في مجال الدعم الاجتماعي ، وقال ان برنامج اغاثة متضرري السيول والامطار بالكرياب ومرابيع الشريف يشمل الف كرتونة مواد غذائية وألف مشمع ، لعدد الف أسرة ، وشكر جهود تركيا حكومة وشعباً ودعمها المستمر للسودان في كل المحافل. من جانبه قال المدير العام المدير العام لمنظمة هل من احد اليورسو الذي زار برفقه عدد من اعضاء المنظمتين ، انهم جاءوا الي السودان محملين بالسلام من الشعب التركي دعماً لمتاثري السيول والامطار في السودان ، واعرب عن امله ان تسهم الجهود في تخفيف اعباء المتضررين وعود الي الامور الي طبيعتها في المناطق التي تاثرت بالسيول والامطار في السودان. من ج...

معهد أمريكي يتوقع انقلاباً عسكرياً في الجنوب

ترجمة: إنصاف العوض توقع معهد برووكينق انستيشن الأمريكي في تقرير نشره أمس على موقعه الالكتروني انقلاباً عسكرياً وشيكاً لحكومة جوبا، قائلاً إن إقالة الحكومة السابقة وتشكيل حكومة جديدة بقرار آحادى من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، وقال التقرير إن اتخاذ مثل تلك الإجراءات على مستوى السلطة التنفيذية تكون له عواقب وخيمة على الجنوب، وعادة ما يقود إلى انقلاب عسكري. وأشار التقرير إلى نشوب صراع عنيف على السلطة وسط جنرالات الجيش الشعبي، وأكد التقرير أن دولة الجنوب تسير على حافة الانهيار منذ انفصالها تحت قيادة الحركة الشعبية، وأن الصراع مع الخرطوم قد أهدر عليها فرص النمو الاقتصادي وجعلها في أوضاع اقتصادية وصفها بالمزرية.

فى هذه الحالة كيف ستتصرف قوى المعارضة؟

ستظل قوى تحالف المعارضة على حالها هذا ملتصقة بالثورية، والثورية من المحتمل أن تصبح أثراً بعد عين. إلتصاق قوى المعارضة بالثورية هدفه الأساسي ليس التحالف فى حد ذاته، وإنما حاجة قوى المعارضة (لمليشيا مسلحة) تعينها على قلب نظام الحكم فى السودان. الثورية من جانبها لا مانع لديها من أن تعتلي ظهور تحالف المعارضة لإسباغ (مسحة جماهيرية) على نفسها فهي لا تعدو كونها حملة سلاح غاضبين لا قواعد لهم. هذه الموازنة فى طريقها للاختلال، فدولة جنوب السودان لم تعد تحتمل – حتى ولو أرادت – إيواء ودعم الثورية. ربما أدركت جوبا بعد أكثر من عامين من الدعم والإيواء أن الأمر أكبر من طاقتها فهي دولة ناشئة لديها ما يشغلها والاستحقاق الانتخابي بات يطرق الأبواب ويصم الآذان، كما أن جوبا بدأت تدرك قوة النظام القائم فى الخرطوم وهذا أمر من المفترض أن تكون على علم به من خلال تجربتها التى إمتدت لـ6 أعوام فى الفترة الانتقالية من العام 2005 الى 2011م. دعم جوبا لمسلحين ضد الخرطوم لم يفدها فى شيء فلا النظام الحاكم فى الخرطوم سقط أو حتى ضعف ولا مصالح جوبا باتت مؤمنة وبمنآى عما تقترفه يديها. ربما كان من العسير أن تف...

نصر الدين المهدي.. البكاء بين يديّ كمبالا!

بالطبع لا أحد بوسعه التكهن بطبيعة الدوافع التى حدت بالقيادي المعروف فى ما يسمى بالجبهة الثورية، نائب رئيس حزب الأمة القومي، نصر الدين الهادي المهدي لانتقاد (جبهته الثورية) والاعتراف علناً – بين دبلوماسِييّ السفارة الأمريكية فى كمبالا ورفاقه فى الثورية، بالمجازر التى ارتكبوها فى أبو كرشولا قبل أشهر. وحين نقول لا أحد يعرف دوافع هذا الاعتراف والانتقاد (غير المتوقع) فإننا نعني ذلك تماماً لأن جريمة أبو كرشولا لم تقع بالأمس أو اليوم إنما وقعت قبل أشهر، فلماذا لزم نصر الدين الصمت كل هذه الأشهر؟ هل كان يجهل أبعاد الجريمة؟ هل كان يخشى (جهة ما) فى الثورية؟ هل كان الرجل (لديه ضمير) وقد نام كل تلك الفترة ثم استيقظ فجأة ذات نهار فى كمبالا؟ لا أحد يعرف، ولكن من الواضح أن هنالك دوافع يمكن قراءتها وترجيحها. أولاً، جاء الإقرار والاعتراف بجرائم أبو كرشولا من قبل نصر الدين (داخل السفارة الأمريكية فى كمبالا). ولربما ساور الرجل اعتقاداً -صحيحاً أو خاطئاً- بأنه (فى مأمن) وعلى الأقل هو (في أرض أمريكية) ربما وفرت له الحماية ولو فى اللحظة نفسها ثم بعد ذلك (هو وحظه), ولعل ما قد يدعم هذه الفرضية أ...

المهدي واعظاً سياسياً بلا عظة!

يحلو للسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي تقديم المطالبات وتوجيه النقد والإتيان باصطلاحات وأفكار وهو فى البر، مطبقاً على نفسه المثل العامي السائر: الفي البر عوّام! المهدي لم يجد ما يفعله حيال السيول والفيضانات التى اجتاحت أرجاء من السودان مؤخراً سوى أن يطلب من الحكومة إعلان السودان منطقة كوارث! ثم يمضي لا يلوي على شيء ناقداً موقف الحكومة السودانية مما حدث. إذا صرفنا النظر عن معرفة الرجل أو عدم معرفته بمعايير إعلان منطقة ما منطقة كوارث كما هو معروف علمياً ومتعارف عليه دولياً؛ وأن ذلك رغم كل شيء لم يحدث فى السودان بعد فإن من الصعب أن نصرف النظر عن الكيفية التى تعاملت بها حكومة المهدي مع السيول والفيضانات الشهيرة فى العام 1988م. ربما لانقضاء وقت طويل للغاية ما بين تلك الفيضانات والحالية نسي الرجل -ولكن التاريخ بالطبع لا ينسى- أن أداء حكومته كان واحداً من أهم عناصر انهيارها لاحقاً. حكومة المهدي يومها لم تنجح حتى فى إعلان السودان منطقة كوارث، فقد كان جام غضب الناس قد انصب على أن حكومة المهدي فى ذلك الحين لم تتجاهل الحدث فحسب، ولكنها كانت غارقة الى أذنيها فى الصراعات الح...

جوبا والفيضان السياسي المدِّمر!

وحدها قيادة الحركة الشعبية الحاكمة فى دولة الجنوب من يتحمل وزر الفيضانات السياسية المدمرة والسيول التنظيمية التى اجتاحت الدولة الوليدة مؤخراً. فمن جهة أولى فإن القيادة الجنوبية (نسيت نفسها ) وانخرطت فى عمل أخرق بالغ الخطورة ضد السودان. قيادة الحركة الشعبية (استهانت) بمسئوليتها السياسية تجاه مواطنيها واستهانت بحجم التحديات الجسام التى تنتظر الدولة الوليدة وركزت كل جهدها فى معاداة جارها السودان، الدولة الأم التى منحتها استقلالاً سياسياً (بأقل من سعر التكلفة) أملاً فى إنهاء حالة الحرب وإعادة الاستقرار الى المنطقة بعد حرب دامت لما يجاوز النصف قرن ! لو أن قادة الحركة الشعبية فى جوبا كانوا ساسة بحق لكان فى وسعهم كسب السودان وفى الوقت نفسه كسب بلادهم وتقدمها ورفاهية شعبها والغريب هنا أن قيادة الحركة الشعبية مع أنها جربت الانقسام والانشقاقات وخاضت تجارب مماثلة فى وقت الحرب وبعد الحرب (انشقاق د. لام أكول الأخير) إلا أن ذلك لم يمنعها من (نسيان التاريخ ونسيان نفسها تماماً ). من جهة ثانية فإن قادة الحركة الشعبية وبسذاجة يحسدون عليها اعتقدوا أن وقوف واشنطن وتل أبيب ومعظم دول...