غياب بغير عذر

لا أحد حاكماً أو معارضة أو مواطناً عادياً يعرف ما هي رؤى وأهداف حركات دارفور، ماذا تريد؟ وإلى ماذا ترمي؟ ما هي طبيعة مشكلات الاقليم الذي خرجت تقاتل منه؟ كان ضرورياً أن تدخل هذه الحركات مضمار الحوار الوطني على الاقل لكي تبسط قضيتها بوضوح وبالتفصيل فلربما كان لديها أطروحات غير معروفة للآخرين! أو انها لديها (مقترحات) لصالح الدولة السودانية لم يقف عليها أحد وربما تفيد السودان كله او اقليم دارفور على أقل تقدير. ثانياً، الحركات الدارفورية المسلحة -ميدانياً- ضعيفة وخفيفة الوزن الى حد لا يتجادل حوله اثنان، وكانت سانحة تاريخية لا تقدر بثمن ان تجعل من مضمار الحوار الوطني (غطاء) سياسي لها يمنع عنها فرضية الهزيمة الميدانية والفناء الحتمي ويكسبها وزناً سياسياً ضمن أوزان قوى سياسية اخرى محاورة. كما أنه من المعروف ان هنالك استحالة في ان تنجح هذه الحركات المسلحة في الوصول الى أهدافها –أياً كانت– عن طريق السلاح. وحتى لو تحقق لها ذلك فهي لن تستطيع المحافظة على وضعها هذا بقوة السلاح. ثالثاً، أيهما كان افضل لهذه الحركات الدارفورية، ان تظل متشرذمة، متفرقة هكذا وتعاني من تسلط قادة قطاع  الشمال على رئاسة الجبهة الثورية؛ وتدخل في ميادين حروب لا  تخصها في دولة الجنوب وليبيا؛ أم تأتي للتحاور والاستفادة السياسية من فعاليات الحوار؟ لا شك ان هناك ما يشبه العقدة النفسية تسيطر على قادة هذه الحركات، فهي تشعر بأنها (حركات مختارة) وأنها تتمتع (بسمو سياسي عالي) ما يجعلها تضرب عرض الحائط بهذا المحفل الوطني التاريخي الذي قلّما يتكرر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة