اليوناميد بطالة أمنية ووجود للإستراتيجية

قبل أيام إنفّض الاجتماع الثلاثي الخاص بمناقشة إستراتيجية خروج اليوناميد من إقليم دارفور دون حسم الموضوع! وكان واضحاً أن قوى دولية لا تود مجرد التفكير في الموضوع أو مناقشة وهذه النقطة على وجه الخصوص أشار إليها وزير الخارجية

السوداني في لقائه الأسبوعي بأجهزة الإعلام السودانية في الخرطوم قبل أيام حيث أكد أن (الكبار) لا يريدون خروج اليوناميد!
 ولا شك أن القوى الدولية التي عملت على إرسال البعثة المشتركة المعروفة بـ(اليوناميد) العاملة في مجال حفظ السلام في دارفور، لم تكن عملت على استجلاب هذه القوات لأغراض انسانية أو لحماية المدنيين كما كانت تزعم، فقد كان مفارقة مدهشه بكل ما تعنيه الكلمة أن يتم ابتعاث (قوات أجنبية) لحماية مواطنين من حكومتهم!
 ولا شك أن تجربة حفظ السلام في العالم -كتجربة دوليه حديثه نسبياً- كانت وما تزال تجربه متعثرة ومليئة بالثقوب وسلبياتها أكبر بكثير من ايجابياتها. ومن المعرف في هذا الصدد أن تقارير عديدة ترقد بعناية في خزائن الأمين العام للمنظمة الدولية بنيويورك حوت تفاصيل مذهلة عن جرائم مؤسفة ارتكبها بعض منسوبي قوات حفظ السلام في أنحاء عديدة من العالم، وهي تقارير أصابت العديدين بالصدمة لأن هذه القوات تحولت الي (عبء أمني) جسيم على الدولة المضيفة بدلاً من أن تكون بمثابة طوق نجاة من وقوع انتهاكات بحق المواطنين.
 كان واضحاً أن الضغوط التي مورست على السودان منذ العام 2005 لإرسال قوات حفظ سلام إلى دارفور هدفت إلى إغراق الإقليم ومن ثم البلاد بأسرها في خضم الصراعات الدامية بما يفضي إلى ما يطلق عليه في الثقافة الأمريكية على أيام اليمين المتطرف (جورج بوش الإبن) بالفوضى الخلاّقة!
 لجوء القوى الدولية المعروفة لاستجلاب قوات دولية إلى إقليم دارفور كان دون شك وراءه هدف استراتيجي مرتبط بمصالح هذه القوى الدولية ولهذا فأن من الطبيعي -والحال كذلك- أن تمانع وتماطل هذه القوى الدولية في بحث إستراتيجية الخروج، رغم أن قرار ابتعاث القوى حوى بنوداً تكفل للسودان المطالبة بخروجها.
وغني عن القول ومما لا يحتاج لأدني دليل أن قوات اليوناميد هذه وطوال وجودها لأكثر من(8) أعوام لم تحقق ولو نسبة (1%)من واجباتها، بل على العكس تحولت الى قوات تحتاج للحماية بأكثر مما تحمي الآخرين وعلى ذلك فإن بقاء اليوناميد في الوقت الراهن ومهما كانت مواقف هذه القوى الدولية لم يعد أمراً مبرّراً بحال من الأحوال......

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صناعة الزيوت في السودان.. التحديات والحلول

أطراف الصراع بجنوب السودان.. بين مطرقة التعنت.. وسندان الحرب

الحركات المسلحة في دارفور وفقدان البوصلة